علي مدي 4 أيام "22 - 25 مارس 2016"، عُقد بشرم الشيخ المؤتمر الخامس لوزراء دفاع تجمع دول الساحل والصحراء، برئاسة الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، ومشاركة 26 وزيرا لدول التجمع، ووفود الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية لتعزيز القدرات الاقتصادية والعسكرية والأمنية للدول الأعضاء، والتعاون لمواجهة التطرف والإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتحقيق المصالح الاستراتيجية المشتركة مع شعوب القارة، وهو الاجتماع الأول منذ 2010، بعد توقيع المعاهدة للتجمع في القمة الاستثنائية بتشاد فبراير 2013. وتضمن الإعلان الختامي للمؤتمر 17توصية، كان أهمها إنشاء مركز تجمع لمكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات المرتبطة بالتهديدات الإرهابية، علي أن يكون مقره مصر. في أول يومين للمؤتمر، اجتمع الخبراء العسكريون، وأقروا تنظيم مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة، وأوضح اللواء أركان حرب محمد الكشكي مساعد وزير الدفاع للعلاقات الخارجية، أن منطقة الساحل والصحراء علي مر التاريخ ملتقي الشعوب والحضارات وجسر عبور يربط القارة شمالا وشرقا وغربا لكنها أضحت ساحة لصراعات وتهديدات وأرضا خصبة للمتشددين المسلحين، في واحدة من أفقر مناطق العالم الممتد علي مساحات شاسعة من الصحراء مع حدود يسهل اختراقها. إبراهيم ثاني أفاني أمين عام التجمع بالإنابة، وجه التحية للرؤية الواضحة للرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكداً أن مصر عنصر فاعل في العالم منذ مؤتمر باندونج 1955، مشيراً إلي أن الإرهاب يضرب أفريقيا بشكل عشوائي، والأمن شرط للتنمية، وأن في التجمع دولا غنية وأخري فقيرة مما يحتم المشاركة في مواجهة الإرهاب والاعتماد علي أنفسنا، وقال "ليس ارتفاع سور القرية يعني أنه يحميها فلابد من كل رب أسرة أن يؤمن أسرته". في الجلسة الافتتاحية وبلفتة إنسانية ورسالة عالمية بأن الإرهاب يطال كل العالم؛ أدان الفريق أول صدقي صبحي، الحادث الإرهابي الغاشم في العاصمة البلجيكية بروكسل، وبعث برسالة تعزية وتضامن مع أسر الضحايا، ووقف الجميع دقيقة حداداً علي أرواح الضحايا. ورحب صدقي، بالضيوف في وطنهم الثاني مصر المعتزة بانتمائها الأفريقي وعضويتها بالتجمع وتواصلها الدائم مع الأشقاء، وطالب وزير الدفاع بالتعاون والتنسيق لتحقيق الأمن والاستقرار في فضاء الساحل والصحراء، مشيراً إلي أن الإرهاب والتطرف يستهدف المدنيين الأبرياء دون تفرقة ويرتبط بالجريمة المنظمة عابرة الحدود من الاتجار بالمخدرات والأسلحة وتهريب البشر والاختطاف كمصدر لتمويل وتسليح الجماعات، كما أصبحت العمليات في الفضاء الإلكتروني شديدة الخطورة في تنفيذ الجريمة، وانتشار التطرف والترويج للأفكار والتجنيد والتغلب علي الإجراءات الأمنية، وأبدي استعداد مصر الدائم للتعاون وتقديم الخبرات والإمكانيات لصالح شعوبنا في الأمن والاستقرار والتنمية. التقي وزير الدفاع، علي هامش المؤتمر، بمحمد دياني الوزير المفوض بالدفاع الوطني لغينيا، وعبدالقادر شيخ علي وزير الدفاع الصومالي، وحسن درار هوفينيه وزير دفاع جيبوتي، وعبدالرازق حسن جمعة الناظوري رئيس الأركان العامة الليبي. في اليوم الرابع للمؤتمر أعلن وزير الدفاع موافقة الرئيس السيسي علي ألف منحة لأفريقيا "100 بالكليات العسكرية، و200 لدورات ضباط متخصصة، و700 لضباط الصف"، وتوالي رؤساء وفود المغرب وتونس وغينيا وكوت دي فوار تقديم الشكر للرئيس السيسي، ثم أعلنت توصيات "بيان شرم الشيخ 25 مارس 2016"، والتي تضمنت 17 بنداً. وكانت أبرز بنود التوصية إنشاء مركز تجمع "س - ص" لمكافحة الإرهاب ومقره مصر لتبادل المعلومات الاستخبارية عن الجماعات والأنشطة الإرهابية، ومكافحة الجرائم المنظمة العابرة للحدود من تهريب المخدرات والأسلحة والبشر وغسيل الأموال وتسيير دوريات مشتركة بها والتضامن مع الدول الأعضاء التي تشهد تدخلات أجنبية، وحظر التدخل في الشئون الداخلية للدول، والامتناع عن تشجيع النزاعات الانفصالية، وتطوير القدرات الأمنية والدفاعية للدول وتدريب الكوادر ومكافحة الفساد وتغلل المنظمات الإرهابية في المؤسسات الأمنية وتوظيف وسائل الاتصال الحديثة لدحر فكر الإرهاب مع استراتيجيات إعلامية لحماية الشباب من فكر التطرف، ونشر ثقافة السلام، وتوفير المطالب الاقتصادية والاجتماعية للمناطق الفقيرة والحدودية لمنع استغلالها من الإرهابيين، وتجفيف المنابع الرئيسية لتمويل المنظمات الإرهابية. يذكر أن تجمع دول الساحل والصحراء أكبر تجمع شبه إقليمي بأفريقيا بعد الاتحاد الأفريقي يضم أكثر من نصف القارة من البحر الأحمر (شرقا) إلي المحيط الأطلنطي (غربا) من شمال أفريقيا إلي أفريقيا الوسطي جنوبا تأسس 4 فبراير 1998 بمبادرة ليبية وقمة (6 رؤساء دول) (ليبيا - تشاد - النيجر - مالي - السودان - بوركينا فاسو). شاركت مصر كمراقب وانضمت 2001 وشاركت بوفد برئاسة رئيس الوزراء في القمة الاستثنائية بتشاد فبراير 2013 للتأكيد علي ضرورة مواجهة تحديات المنطقة من الجماعات المسلحة وتهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود ووقعت علي مشروع المعاهدة المنقحة. وإدخال تعديلات جوهرية علي جهود الدول الأعضاء لتعزيز السلم والأمن وقدمت (3) مبادرات منها استضافة اجتماع شرم الشيخ وشاركت في الاجتماع الوزاري بالخرطوم مارس 2014، وقدمت مقترحات للاستفادة من مركز القاهرة للتدريب علي فض المنازعات وحفظ وبناء السلام وتسوية المنازعات واستضافة المركز لورشة عمل للخبراء المتخصصين لبلورة رؤية مشتركة لإدارة الحدود المشتركة والتعاون لهزيمة التنظيمات الإرهابية والجريمة المنظمة بالنواحي الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية. وتم الاعتراف بالتجمع كتجمع اقتصادي إقليمي في الدورة (36) لمنظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي) في 4-12 يوليو 2000 بتوجو. ومنح صفة مراقب بالجمعية العامة للامم المتحدة. تأثرت أنشطة التجمع بأحداث شمال أفريقيا 2011 والأوضاع في شمال مالي والتجمعات الإرهابية لبوكو حرام .فعقدت قمة استثنائية بتشاد فبراير 2013 واجتماع وزاري بالخرطوم مارس 2014 .. ومناقشات علي هامش القمة الأفريقية بأديس أبابا 2016. ويهدف التجمع إلي تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي والاجتماعي بإقامة اتحاد اقتصادي شامل - في مجالات (الزراعة - الصناعة - الطاقة - الثقافة - التنمية الاجتماعية) وتسهيل حركة الأشخاص ورؤوس الأموال وحرية تنقل البضائع والسلع وتشجيع التجارة بين الدول، وتطوير وسائل النقل والمواصلات وتعزيز ثقافة السلم والتكامل مع استراتيجيات الاتحاد الأفريقي والإيكواس وحوض بحيرة تشاد والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. يتكون التجمع من مجلس الرئاسة بقادة ورؤساء الدول وينعقد مرة في العام بالتناوب بين العواصم والمجلس التنفيذي من الأعضاء والوزراء بقطاعات العلاقات الخارجية والاقتصاد والمالية والتخطيط والداخلية ويعقد كل (6) شهور (آخرها بالخرطوم مارس 2014) والأمانة العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي مقره باماكو بمالي والمصرف الأفريقي للتنمية والتجارة. يتميز التجمع بالتوزيع الإقليمي وعضوية دوله في الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وتجمعات الإيجاد - وسط أفريقيا - حوض بحيرة تشاد - الاتحاد المغربي - الإيكواس، والامتداد والتواصل الجغرافي وتنوع طبيعة الأرض والمناخ وتعدد المواد الطبيعية وامتلاك للمواد الاستراتيجية والموانئ علي المحيط الأطلنطي وكونه حزاما جنوبيا للمنطقة العربية وامتلاكه لإمكانيات عسكرية وتعدد التحالفات الأمنية من الإيكواج - الإيكواس - مسارنواكشوط - مجموعة G5 - دول حوض بحيرة تشاد - عملية جيبوتي. ويضم التجمع 27 دولة هي، مصر وليبيا والسودان وتونس والمغرب وموريتنيا وجيبوتي والصومال وجزر القمر وأريتريا وتشاد وبوركينا فاسو وأفريقيا الوسطي وماليوالنيجر والسنغال وجامبيا ونيجيريا وتوجو وبنين وليبيريا وكوت ديفوار وغينيا بيساو وغانا وسيراليون وغينيا كوناكري وساوتومي وبرنسيب.