في أحد أحاديثه الصحفية سُئل المغفور له بإذن الله الصديق العزيز الدكتور عادل عز: لو امتلكت »خاتم سليمان«.. ماذا ستفعل به وتطلب؟.. فأجاب بتلقائية وعفوية شديدة: أعمل علي إسعاد كل البشر، خاصة الفقراء منهم، لأن عطاء الانسان يجب أن يكون إنسانيا وبلا حدود، فكل إنسان مصيره الموت، وكل صاحب منصب لابد أن يتركه، وتبقي الذكري الطيبة هي سيرة الإنسان أولا وأخيرا. وصدق الدكتور عادل عز، فقد كان (كما عرفته علي مدي أكثر من ثلاثين عاما) رجلا بالغ الطيبة.. شديد التواضع.. يحب الخير للناس بلا حدود، ويلبي طلبات كل من يقصده في خدمة حتي لو كان لايعرفه، وشديد التدين، ولم أسمعه في حياتي يهاجم أحدا أو يغتابه.. تعرفت عليه لأول مرة في أوائل النصف الثاني من السبعينيات عند تأسيس الحزب الوطني، عندما تحدث معي عن مستقبل العمل السياسي في مصر، وكان توه عائدا من بيروت وأصبح عميدا لتجارة القاهرة ثم تدرج في المناصب السياسية بمصر بعد تأسيسه أكاديمية السادات وأسندت إليه وزارة التعليم بدلا من الدكتور فتحي سرور عندما اختير رئيسا لمجلس الشعب.. وإذا أردت أن تعرف معدن إنسان فاعرفه في السفر، ولقد رافقت الدكتور عادل عز عندما كان وزيرا مع صديقي العزيز الأستاذ عبده مباشر (مدير تحرير الأهرام) إلي تونس، والجزائر، وليبيا، وما أجمل صحبة الدكتور عادل كإنسان لا تفارقه الابتسامة، يسأل عنا كأبنائه طوال الرحلة، ويقدمنا للمسئولين في تلك الدول بكل اعتزاز، وكان سياسيا من الطراز الأول، وشجاعا لا يخشي في الحق لومة لائم، أذكر أننا عندما قابلنا الرجل الثاني في ليبيا عبدالسلام جلود صبيحة الغزو العراقي للكويت 2 أغسطس 1991 وتطرق الحديث معه عن الرئيس الراحل أنور السادات وحاول الهجوم عليه، رد الدكتور عادل عز بكل كبرياء: لا تنس أنك تتحدث عن حاكم أعاد لوطننا كل شبر محتل، في الوقت الذي يزايد غيره من الحكام علي الحرب ولا يحاربون. رحم الله صديقي الوفي الدكتور عادل عز.