مازال الإدمان خطراً كبيراً يواجه شبابنا، ولم تنجح الجهود الأمنية حتي الآن في القضاء علي هذه الآفة الخطيرة التي تتسلل إلي الشباب وتقضي عليهم، خاصة في ظل ابتكار تجار المخدرات تقاليع جديدة للمخدرات والبحث عن طرق مبتكرة لتعاطي «الكيف»، مستغلين رغبة المدمن في تجربة كل ما هو جديد للبحث عن أكثر أنواع المخدرات تغييباً للوعي وتحقيقاً للمتعة الزائفة. ولعل «تعويذة الشيطان» هي أحدث التقاليع الجديدة للمدمنين، والتي انتشرت بشكل سريع بين الأوساط الراقية، نظراً لارتفاع سعر هذا المخدر. أطباء نفسيون: يدمر الجهاز العصبي ويسبب فقدان الذاكرة الجرعة الزائدة منه تؤدي إلي توقف عضلة القلب والوفاة «تعويذة الشيطان» نوع جديد من المخدرات يشبه نبات «البانجو» المخدر، لونه أخضر فاتح، ويستخدم في لفائف السجائر، ويضاف إليه بعض المواد الكيماوية الخطيرة، ويقبل عليه شباب العائلات الراقية وطلاب الجامعات الخاصة، لما يحققه لهم من هروب من الواقع إلي عالم من الهلاوس السمعية والبصرية تحقق لهم متعة زائفة، ولا يقدر متعاطو هذا المخدر خطورته، حيث يعد سبباً رئيسياً في تدمير الجهاز العصبي للمدمن وزيادة الجرعة المتناولة منه قد تؤدي إلي توقف عضلة القلب والوفاة. ظهور هذا المخدر واكتشافه بين الأوساط الراقية جاء بعد ضبط الأجهزة الأمنية في منطقة الدقي، كميات كبيرة من هذا المخدر الخطير الذي يشبه البانجو مضافاً إليه نبات «القنب»، الذي تشتهر الهند بزراعته، كما يحتوي علي مواد كيميائية خطيرة أبرزها «تتراهيدرو كانبينول» وكميات صغيرة من مادة تشبه «الأتروبين»، تسبب جفاف الحلق، ومادة تشبه «الأستيل كولين»، تسبب تأثيرًا يشبه دخان الحشيش المهيِّج للإنسان. «التعويذة» لها تأثيرات خطيرة علي المدمن فقد تودي بحياته، وفقاً لما أكده الدكتور محمد عادل أستاذ الطب النفسي وعلاج الإدمان، مشيراً إلي أن هذا المخدر له أعراض جانبية خطيرة تتمثل في احمرار الوجه بشكل مخيف، احتقان في الصوت، فضلاً عن تأثيراته في إحداث هلاوس سمعية وبصرية للمتعاطي، موضحاً أن تعويذة الشيطان يؤثر سلبا علي الجهاز العصبي، كما أن الجرعات الكبيرة منه قد تؤدي إلي الوفاة وهبوط الدورة الدموية علي الفور، لأنه يعتبر من المخدرات شديدة التأثير والتي قد تفتك بالجهاز العصبي. ويؤكد أن التعويذة إذا زادت الجرعة التي يتم تناولها فإنها تسبب الوفاة علي الفور وهبوط الدورة الدموية للمدمن، كما أنها تتسبب في هبوط عضلة القلب، لافتاً إلي أنه يؤدي إلي انخفاض حاد في ضغط الدم، بالإضافة إلي حدوث احتباس في البول، وكلها تأثيرات سلبية خطيرة علي الجسم، مؤكداً أن هذا المخدر تأثيره يكون مباشراً علي الجهاز العصبي للإنسان وعلي عضلاته تحديداً. يتابع: المواد المستخدمة في هذا المخدر تستخدم في تهدئة الأسود في السيرك، مما يعد مؤشراً علي مدي تأثيراتها القوية علي الإنسان، مضيفاً: هذه التركيبة الخطيرة للتعويذة يتم استيراد معظم المواد المكون لها من الخارج؛ خاصةً من ليبيا والسودان، ويتم خلطها مع بعض المواد الكيماوية، ويتم توزيعها من خلال مجموعة من الوسطاء في المناطق الراقية مثل مدينة نصر والدقي والمهندسين والسادس من أكتوبر، ويتم توزيعها علي المدمنين بأسعار مرتفعة يتراوح سعر الجرام من 700 إلي ألفي جنيه، وبالتالي لا يقوي الكثير من المدمنين علي هذه الأسعار المرتفعة، لذلك ينتشر المخدر بين أوساط الطبقات الراقية. بينما يشير الدكتور حسام محمد، استشاري الأمراض النفسية والعصبية، إلي أن هذا المخدر يكون تأثيره سريعاً علي المتعاطي، لأنه يدمر الجهاز العصبي للمتعاطي، كما أنه يعد سبباً رئيسياً في حالة التشتت وغياب الوعي بشكل كامل، فبمجرد التجربة للمرة الأولي فإن المتعاطي سيتحول إلي مدمن من النفس الأول. وأكد أن إقبال الفتيات علي هذا المخدر أكثر من الشباب، لأن الفتيات بوجه عام أصبحن أكثر إقبالا علي المخدرات من الشباب، مشيراً إلي أن تأثيره علي الفتيات أشد فتكاً، لأنه يتسبب في آثار خطيرة علي المدمنة، فبجانب تأثيراته السلبية علي المخ والجهاز العصبي، فإنه يؤثر علي قدرتها علي الإنجاب وقد يتسبب لها في العقم. ويوضح أن هذا المخدر يتم تعاطيه مثل الحشيش، حيث يتم لفه في السيجارة ويدخنه المدمن حتي يذهب وعيه، كما أن تأثير هذا المخدر لا يقف فقط عند حد تدمير الجهاز العصبي، بل إنه يدمر أيضاً خلايا المخ ويصيبها بالتلف، مؤكداً أن جميع أنواع المخدرات لها تأثير سلبي علي المدمن، لكن هذا النوع الجديد من المخدر أشد فتكاً بالجسم لأنه يدمر الذاكرة والجهاز العصبي وخلايا المخ، مشيراً إلي أن المواد الكيماوية المستخدمة في هذا المخدر كلها شديدة الخطورة ولها تأثيرات خطيرة علي صحة الإنسان. من جانبه، يقول الدكتور عبدالرحمن حماد، استشاري علاج الإدمان، إن هذا المخدر له تأثير سلبي علي المدمن لأنه يدمر الجهاز العصبي، كما أنه يتسبب له في حالة من التشويش والتأثير علي الذاكرة، حيث إنه يتسبب في فقد الذاكرة علي المدي البعيد. ويشير إلي أن هذا المخدر يتم إضافة مواد كيماوية ضارة خطيرة تؤثر سلباً علي المدمن، وقد تودي بحياته في حالة زيادة الجرعة التي يتناولها، مشيراً إلي أن تناول هذا المخدر قد يتسبب في انتشار الجرائم؛ خاصة أن هذا النوع من المخدرات يتسبب في غياب العقل بشكل تام. وينصح المدمنين بالابتعاد عن هذا النوع شديد الخطورة من المخدرات؛ لما له من تأثيرات سلبية خطيرة علي المدمنين، قد تؤدي زيادة جرعتها إلي عواقب وخيمة. ويؤكد أن علي الأهل تشديد الرقابة علي الأبناء، وملاحظة أي تغيرات تحدث في سلوكهم الشخصي، أو ظهور بعض الأعراض المرضية عليهم، لأن هذه العلامات قد تكون عَرضاً من أعراض الإدمان . في حين تقول إلهام سعادة الأخصائية النفسية، إن انتشار الإدمان بين الشباب خاصة الفتيات جاء نتيجة عدم الرقابة من الأهل علي الأبناء، فضلاً عن الهروب من المشاكل في البيت باللجوء إلي المخدرات للهروب من الواقع إلي عالم الهلاوس السمعية والبصرية . وتؤكد أن علي الأم ملاحظة الأبناء ومراقبة تصرفاتهم، وملاحظة أي تغير في السلوك، لأن هذا ربما يكون مؤشراً وإنذاراً بأن الابن يدخل في طريق الإدمان، موضحة أن غياب دور الأم والأسرة في التوعية والنصح يكون سبباً رئيسياً في انحراف سلوك الأبناء، واتجاههم نحو الإدمان، مشيرة إلي أن منح الأبناء أموالاً يجب أن يكون بحساب حتي لا يكونوا مطمعاً للغير في الزج بهم إلي طريق الإدمان. وتشير إلي أن الإدمان آفة خطيرة تواجه شبابنا في مجتمعاتنا العربية، ورغم كل المحاولات من قبل الأجهزة الأمنية للقضاء علي هذه الآفة الخطيرة إلا أن تجار المخدرات مازالوا يبتكرون وسائل جديدة لجذب المدمنين بغض النظر عن خطورتها وتأثيراتها الفتاكة علي الجسم، داعية إلي ضرورة إطلاق حملة توعية كبيرة عبر وسائل الإعلام للتعريف بخطورة التقاليع الجديدة في الإدمان لحماية أبنائنا من المخدرات وتأثيراتها السلبية. وتوضح أنه لابد أن يكون هناك لغة حوار متبادلة بين الأبناء والآباء، ويستمعون إليهم وإلي مشاكلهم، حتي يتم حلها، ولا يتم تركهم لأصحاب السوء الذين يزجون بهم في طريق الهلاك، لافتة إلي أن الفتيات أصبحن يقعن في خطر الإدمان أكثر من الشباب، وهذا إنذار خطير ومؤشر لسوء الأحوال الشديد في مجتمعاتنا العربية . وتوضح أن هناك جزءا من المسئولية يقع علي عاتق الأسرة، وآخر يقع علي الأجهزة الأمنية في تكثيف حملاتها الأمنية للقضاء علي هذه الأنواع الجديدة من الكيف..علي الصعيد الأمني، يقول العقيد محمد رفاعي، من قطاع تأمين الطرق، إن هناك تشديداً كبيراً من الأجهزة الأمنية علي المناطق الحدودية، ويتم ضبط كميات كبيرة من المخدرات التي يحاول المهربون إدخالها إلي البلاد، مضيفاً: «تجار المخدرات دائماً ما يقومون بابتكار أشكال كثيرة من المخدرات لكي يتناولها المدمنون، مشيراً إلي أن الأجهزة الأمنية تحاول دائماً منع التهريب الذي يتم عبر الحدود، ويتم تشديد الرقابة بشكل كبير علي المناطق الحدودية، خاصة الحدود الليبية والسودانية.