مسرحية من القلب للقلب التي يعرضها القومي تجربة فنية مهمة وجميلة، النص الدرامي -أبرز عيوبها- مأخوذ عن أشهر روايات القرن العشرين في فرنسا، الأمير الصغير لأنطوان دوسانت، ترجمه وأعده للمسرح الشاعر الكبير فؤاد حداد، مشكلة النص تكثيف الرواية المكتوبة للأطفال وتضم عدة فصول، وأفكارا فلسفية وعوالم خيالية، وشخوصا تتنقل بين الكواكب، داخل نص مسرحي درامي، يستغرق عرضه قرابة ال 90 دقيقة، خصوصا عندما يقوم بهذا العمل الضخم شاعر وليس مؤلفا مسرحيا، حاول المخرج رشدي الشامي بناء حالة جمالية وفنية، وتوظيف عناصر الإبهار الشكلي المحدودة ، للإيحاء بالعالم الخيالي، من خلال منظر مسرحي بسيط، وإضاءة موظفة دراميا وجماليا، وكانت فرقة إسكندريلا أحد العناصر المهمة لصناعة الجمال والبهجة، أداء منضبط، وجمل لحنية جميلة، وصدق وإحساس عميق، ويبدو أن مستوي الأداء الرائع للفرقة، وراء سقوط الإخراج في خطأ التطريب، بتكرار الأداء الغنائي لمضامين سبق سردها، بصرف النظر عن بعض الملاحظات الفنية. يقدم العرض حالة فنية تستحق التقدير، خصوصا الأداء الفردي والجماعي للممثلين.