حملة قتل أطفال العرب تقودها المرجعيات الدينية فى إسرائيل تؤدي البيئة الدينية والتعليمية والثقافية دوراً مهماً في إيجاد أرضية مناسبة لتنامي التنظيمات الإرهابية اليهودية في دولة الكيان. فقد أفضي تفرغ عدد من كبار الحاخامات لمهمة التأصيل (الفقهي) لما يتوجب أن تكون عليه العلاقة مع الفلسطينيين خصوصاً والعرب عموماً إلي صدور عدد كبير من الفتاوي التي تحث علي القتل والتدمير والتخريب. وعلي الرغم من أنه قد مضي أكثر من 67 عاماً علي إعلان دولة الكيان فإن الفتاوي التي يصدرها الحاخامات لم تؤثر علي النظام العام بشكلٍ طاغٍٍ إلّا في العقدين الأخيرين لا سيما مع تعاظم تأثير التيار الديني علي نظام الحكم ومؤسسات الدولة المختلفة. ونظراً لأن عناصر جميع التشكيلات الإرهابية التي انطلقت في الاحتلال منذ ثمانينيات القرن الماضي هم من المتدينين المتزمتين فقد اكتسبت فتاوي الحاخامات أهمية خاصة في رفد الشباب اليهودي للانضواء تحت إطار التشكيلات الإرهابية. وقد بدا واضحاً أن هذه الفتاوي قد تركت أثرها علي أنشطة التشكيلات الإرهابية ووسائل عملها. ويمكن القول إنّ إقدام الخلية الإرهابية التي أحرقت الرضيع علي دوابشة وعائلته قد تأثرت بكتاب «شريعة الملك» الذي أصدره الحاخام إسحاق شابيرا عام 2009 الذي يعد أهم مصنّف فقهي تضمّن تأصيلاً للعمليات التي يجوز لليهود القيام بها في حروبهم ضد «الأغيار». وقد بذل شابيرا جهداً كبيراً في استنباط المسوغات الدينية التي تبيح لليهود قتل الأطفال الرضع من غير اليهود في حال تطلبت المصلحة اليهودية ذلك. ومما يفاقم من تأثير هذه الفتاوي حقيقة أن الحاخامات الذين يصدرونها في احتكاك دائم ويومي بمجموعات كبيرة من الشباب اليهودي المتدين من خلال إدارتهم المدارس الدينية لا سيما في مستوطنات الضفة الغربية التي يعتبر طلابها الشريحة الأكثر تطرفاً من بين المستوطنين. علي سبيل المثال، يُعد طلاب مدرسة (عود يوسي فحاي) المقامة في مستوطنة (يتسهار) القريبة من مدينة نابلس التي يديرها شابيرا من النواة الصلبة لما يعرف ب فتية التلال، ويضم هذا التنظيم الفضفاض عدداً كبيراً من الشباب المتدين الذي أخذ علي نفسه في البداية السيطرة علي الأراضي الفلسطينية وتدشين نقاط استيطانية دون الرجوع إلي الجيش وحكومة الاحتلال. وبعد ذلك انتقل إلي تنفيذ جرائم (شارة ثمن) التي تستهدف المساجد والكنائس. وقد كشفت صحيفة هآرتس أخيراً النقاب عن أن لدي الجيش معلومات استخباراتية تؤكد أن الحاخام شابيرا ومن يعاونه من حاخامات في إدارة المدرسة يحرضون الطلاب علي الاعتداء علي العرب. وبحسب الصحيفة فإنه علي الرغم من فتاوي شابيرا وتحريضه الصريح علي القتل فإن الحكومة تواصل تقديم الدعم للمدرسة التي يديرها. اللافت أن المرجعيات الدينية لم تعد تتردد في إبداء احتفائها بالجرائم التي ينفذها الإرهابيون اليهود.