عكس المتوقع، لم تكن فكرة إنشاء محطة إذاعة للأغاني الشعبية بالأمر الهين، لكن ظلت هذه الفكرة تتبلور بداخل صاحبها لعدة سنوات إلي أن جاء الوقت لبث أثيرها عبر جميع المحافظات، لتحقق نجاحاً واسعاً في فترة وجيزة، وأصبحت "شعبي إف إم" من الإذاعات الغنائية التي لها تواجد قوي علي الساحة، لمزيد من التفاصيل التقينا الإعلامي خالد فتوح رئيس "شعبي إف إم"، وصاحب فكرتها، للتعرف علي خطته الجديدة لعام 2016. كيف كان التحدي لخروج هذه الإذاعة إلي النور؟ - كنت أمام تحد كبير للخروج بهذه المحطة إلي النور، في ظل المنافسة الشرسة والقوية بين عدد كبير من المحطات الإذاعية الخاصة التي انتشرت بشكل واسع مؤخراً، وحققت جماهيرية عريضة بالمقارنة ببعض محطات الدولة، وقد جاءتني فكرة إطلاق محطة شعبية تقدم جميع الموروثات المتعارف عليها لعمالقة المطربين الذين أثروا الساحة الغنائية الشعبية بالكثير من الأغاني التي قد يجهلها الجيل الجديد، الذي يفتقد لمثل هذه الموروثات وعندما بدأنا في البث التجريبي لشعبي إف إم لاقت استحسان شريحة كبري من المجتمع. يؤخذ علي المحطة أنها صنفت ضمن المحطات التي تخاطب فئة معينة من المجتمع وهم سائقو التاكسي والميكروباص؟ - ليس تصنيفا بقدر ما هو سرعة انتشار في فترة قصيرة جداً، وساعدنا علي ذلك المحتوي الغنائي الذي نقدمه، الذي غاب عن عدد كبير من المحطات الغنائية وهذه الفئة تستمع لكل المحطات بحكم أن وسيلة التسلية الوحيدة لهم هي الراديو، ووجدوا ما كانوا يريدونه من أغان من خلال هذه المحطة بعد أن كانوا يقومون بتحميل بعض الأغاني علي الفلاشة ولكنها مهما طال الوقت فسوف تنتهي الأغاني وتعيد تكرار نفسها مرة أخري، ولكن من خلال شعبي فهو يستمع لفقرات جديدة ومختلفة إلي جانب ذلك أننا وصلنا أيضاً لكل الشعب من دكتور ومثقف وفنان لأنها تعيدهم إلي زمن الفن الشعبي الأصيل. كم من الوقت استمر صراعك مع المسئولين حتي انطلقت هذه المحطة؟ - استمر أكثر من 13 عاماً بين محاولات ونقاشات وعرض أفكار لإطلاق المحطة وجلست مع كبار مسئولي ماسبيرو للوصول إلي نقطة ضوء لبزوغ المحطة وأن يكون لها دور علي الساحة، لكن دون جدوي لعدم اقتناعهم بالفكرة من الأساس. وما سبب رفضهم؟ - للأسف الشديد الرفض كان لمجرد الرفض دون إبداء أي أسباب منطقية تذكر، رغم أن الفكرة لا تكلف اتحاد الإذاعة والتليفزيون أية أعباء لأن المادة الغنائية بالفعل موجودة في المكتبة والعاملين بالمحطة من أبناء الاتحاد أيضاً. تردد داخل أروقة ماسبيرو أن سبب الرفض هو الخوف أن تصبح هذه الانطلاقة الجديدة مرتعا للفن الهابط والأغاني المسفة؟ - كنت أسمع هذا الكلام كثيرا، لكنني تجاهلت ذلك لأن هدفي هو الذوق العام وتقديم الأغنية المصرية الشعبية الأصيلة، التي اختفت من علي الساحة وسيطرت نوعيات أخري، فكان لابد من ظهور الاغنية الشعبية مرة أخري وأن تطغي علي كل ما هو مسف ومبتذل. إصرارك علي خروج هذه الفكرة للنور وإلحاحك عرّضك لكثير من المشاكل وكاد أن يطيح بك من ماسبيرو.. حدثني عن ذلك؟ - هذا صحيح وتعرضت للتهديد بالإقالة واتهامي بالسرقة عندما طلبت من أحد القيادات المعروفة بماسبيرو مساعدته لي في إنهاء الإجراءات اللازمة لإطلاق محطة إذاعية جديدة تختص بالأغاني الشعبي حيث هددني بأنني إذا لم أتراجع عن هذه الفكرة سيحيلني إلي التحقيق بسرقة التراث الغنائي من مكتبة الإذاعة. وماذا فعلت أمام هذا التهديد؟ - كنت بين نارين.. إصراري أمام موقفي ورغبتي لتحقيق هدفي، أو أتراجع حتي لا يتم اتهامي ظلماً بالسطو علي الموروث الإذاعي لكن سرعان ما تولي الإذاعي عبدالرحمن رشاد رئاسة الإذاعة وعرضت عليه الفكرة مرة أخري وطلب مني تقريراً مفصلاً عنها، وتم ذلك في وقت قصير جدا وبدأت انطلاقة أول إذاعة متخصصة للغناء الشعبي علي المستوي العالمي. مسألة البحث عن التراث الإذاعي الشعبي يبدو أنها كانت ضمن المعوقات التي واجهتك؟ - أهم المعوقات كانت عدم وجود فريق عمل متخصص في الأغاني الشعبي القديمة وكانت مسألة البحث عنها صعبة جداً في ظل وجود أكثر من 180 ألف أغنية خاصة بالفن في مكتبة الإذاعة، ولم يكن للأغاني الشعبي مكان خاص بالمكتبة فكانت المهمة الأصعب هي البحث في جميع الشرائط بالمكتبة، لفرز واستخراج التراث الشعبي واعتمدت علي نفسي وبمساعدة كلٍ من الزملاء المهندس محمد فتحي والمخرجة نسرين لطفي، وقمنا بالبحث في كنوز الإذاعة من حفلات ليالي أضواء المدينة وحفلات الباخرة سودان وتوصلنا إلي 28 ألف أغنية خاصة بالغناء الشعبي ما بين صور غنائية وأغاني أفلام ومسرحيات وأغاني تيترات مسلسلات. ما الجديد الذي تم تجهيزه لمستمعي "شعبي إف إم" في 2016؟. - انتهينا مؤخرا من الإعداد والتجهيز لبرنامج جديد سيذاع لمدة ساعتين من الثامنة وحتي العاشرة مساء كل جمعة بعنوان "ولاد الجنوب" ويقدمه المطرب النوبي محمود الشرقاوي ويتناول خبايا وأسرار النوبة من عادات وتقاليد، فهو أول برنامج يخاطب الفن النوبي، كما نقوم حاليا بالتحضير لفكرة مسابقة تحمل اسم "مايك شعبي" الذي يتبني مواهب شباب الإنترنت وطلبة كليات الإعلام.