"القوات المسلحة لا تنسي أبناءها" هذا ما تحمله جمعية المحاربين القدامي لأبنائها من مصابي العمليات الحربية، فلا يمكن لجيشنا أن ينسي دور أبنائه المخلصين في رفعة الوطن والذود عنه، لذلك تسعي الجمعية بالتعاون مع القوات المسلحة إلي تقديم العديد من الخدمات إلي مصابي العمليات الحربية وذويهم من خلال إقامة العديد من الاحتفالات والمهرجانات الرياضية والفنية في القاهرةوالمحافظات احتفالا بالمحاربين القدماء وأسر الشهداء. جمعية المحاربين القدامي تقدم منظومة متكاملة من الرعاية الصحية والاجتماعية والرياضية والترفيهية لأعضائها من المحاربين القدماء وأسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية، الذين يتم الاحتفال بهم سنوياً من قبل القوات المسلحة في يوم الشهيد والمحارب القديم، الذي يوافق 9 مارس من كل عام، ذكري استشهاد الجنرال الذهبي الفريق عبدالمنعم رياض رئيس الأركان. تأسست الجمعية في أبريل عام 1951 لرعاية أسر الشهداء ومصابي العمليات من حرب فلسطين عام 1948، وكان اللواء محمد نجيب أحد مصابي هذه الحرب وأول رئيس للجمعية التي ساهمت في تأسيس الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وعضوا دائما في اللجنة الدائمة للشئون الأفريقية. اللواء مجدي الغرابلي رئيس جمعية المحاربين القدامي، تحدث عن جهود الجمعية وأهدافها ودورها في رعاية أسر الشهداء والخدمات التي تقدمها لمصابي الحربي قائلا: الجمعية تسعي بكل جهد لتقديم العون والمساعدة إلي مصابي العمليات الحربية والإرهابية من الجيش والشرطة، سواء أكانت هذه المساعدة من الناحية المادية أو من الناحية الطبية لأن مصرنا الحبيبة لا تنسي أبناءها الذين ضحوا بأرواحهم من أجل رفعة الوطن وحمايته، وفقدوا أجزاء من أعضائهم أثناء الحرب، لذلك ستظل مصر تقدم يد العون والمساعدة لهم تقديرا لجهودهم في رفعة الوطن. وأضاف الغرابلي أن تكريم المصابين يأتي من خلال تقديم العون المادي والمعنوي لهم، ورعاية ذويهم، وتقديم العلاج اللازم للمصابين، مشيراً إلي أن هناك حوالي تسعة مكاتب للجمعية علي مستوي البلاد يتم التواصل من خلالها مع مصابي الجيش، والجمعية لا تسعي فقط للوصول إلي المصابين في المحافظات ولكن تصل إلي القري البعيدة أيضا لتقديم الدعم لهم من خلال تقديم الهدايا العينية لهم، فضلا عن العمل علي توفير رحلات الحج والعمرة سنويا في جميع المناسبات وبأسعار تناسب الجميع لأن الحج والعمرة مقصد كل إنسان، ونسعي جاهدين إلي توفير الرعاية الطبية لمصابي العمليات الحربية أثناء الحج والعمرة من خلال إرسال أطقم طبية تساعدهم أثناء الرحلات، بالإضافة إلي العمل علي تأهيل مصابي العمليات الحربية نفسيا وجسديا من خلال أندية رياضية بالتنسيق مع جهاز الرياضة بالقوات المسلحة لتقديم الألعاب التي تتلاءم مع إعاقة المصابين. وكان الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي أمر بزيادة الإعانات والمساعدات سنويا بجميع المحافظات لمصابي العمليات الحربية وأسر الشهداء بدءا من 2015 بدلا من كل 3 سنوات سابقا وتكريمهم بالشكل الذي يتناسب مع التضحيات التي قدموها فداء تراب الوطن والدفاع عن شعب مصر العظيم. وأوضح الغرابلي أن القوات المسلحة دائما تتذكر دور أبنائها المحاربين الذين ضحوا من أجل حماية الوطن ورفعته، وقدموا تضحيات كبيرة لبناء هذا الوطن، فهم يستحقون منا كل تقدير وإجلال، مؤكداً أن الجمعية تسعي لتنظيم المهرجانات الرياضية التي تقيم دوري رياضيا لعدد من الألعاب الرياضية منها لعبة السلة ورفع الأثقال وكرة اليد وتنس الطاولة والشطرنج وذلك بهدف مساعدتهم نفسيا علي الخروج من أي ضغوط نفسية، فضلا عن التركيز علي دور الرياضة في تنمية القدرات البدنية والذهنية. وشهد العام 2015 تكريم الأم المثالية لأسر شهداء ومصابي العمليات الحربية، وكذلك الأب المثالي (مصاب عمليات حرببة بسبب الخدمة) ويتم صرف الأجهزة التعويضية للمصابين من العصا والساق وسماعة الأذن وقطع غيار الكراسي المتحركة والمراتب الإسفنجية. كما تقدم الجمعية تخفيضات كبيرة تصل إلي 25% فيما يتعلق بالأجهزة التعويضية المقدمة للمصابين، فضلا عن وجود مصنع أخشاب يقوم بتصنيع غرف نوم وسفرة ومكاتب إدارية وغرف أطفال ومطابخ وصالونات وجميع المنتجات الخشبية بتكلفة أقل وتخفيضات كبيرة. وأوضح أن الجمعية تحتفل كل عام بانتصارات أكتوبر المجيدة من خلال تكريم أسر الشهداء ورعاية المصابين والعمل علي زيادة الخدمات التي تقدم لهم وفاءً لما قدموه لمصر خلال حرب أكتوبر وما تلاها من عمليات أمّنت مصر وشعبها ضد المخاطر وحمايتها لثورة شعب مصر وتلبية مطالب أبنائها. وأشار إلي أن هناك تعاونا كبيرا يتم بين الجمعية والمنظمات الدولية بشكل عام والاتحاد العربي للمحاربين القدماء بشكل خاص. وأضاف أن تاريخ مصر لا يمكن أن ينسي فضل أبنائه الجنود والمحاربين ، ولا يمكن أن ننسي دور الجندي المصري في تلقين العدو الإسرائيلي درسا لن ينساه علي مدي الصراع العربي الاسرائيلي بداية من 48و56و67 وحرب الاستنزاف وحتي نصر اكتوبر 73. وأكد أن الجنود المصريين هم مثال واضح للتضحية والفداء والعمل المتفاني، كما أن الشعب المصري هو مثال للنسيج الواحد الذي لا يمكن هدمه، فالجندي المصري هو خير أجناد الأرض يضحي بروحه من أجل بلاده وحماية حدودها. وخير مثال علي النسيج الوطني الواحد للجنود المصريين أن أول من نال الشهادة في حرب أكتوبر 73 علي الجبهة كان العميد شفيق متري سدراك قائد أحد الألوية بالجيش الثاني، وهذا خير دليل علي التلاحم والمحبة بين أبناء الشعب المصري فلا فرق بين مسلم أو مسيحي، كلنا يد واحدة. وأشار إلي أن الجمعية تسعي إلي تنظيم ندوة تثقيفية يتم من خلالها تكريم بعض كبار قادة القوات المسلحة وأسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية، كما يتم تنظيم حفل ساهر بنادي الجلاء. وتعمل القوات المسلحة بالتعاون مع الجمعية علي الاحتفال بيوم الشهيد في التاسع من مارس من كل عام تقديرا لجهود الجنود المصريين حيث يقوم الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي يرافقه الفريق محمود حجازي رئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة بزيارة النصب التذكاري للجندي المجهول بوضع إكليل من الزهور علي النصب التذكاري وقراءة الفاتحة علي أرواحهم الطاهرة، مع قيام قادة المناطق المركزية والجيوش الميدانية بوضع إكليل من الزهور علي النصب التذكاري للجندي المجهول بحضور محافظي ومديري الأمن بالمحافظات. ويعكس الاحتفال بيوم الشهيد أسمي معاني الحب والعرفان بالجميل بين الجنود المصريين، فالجندي المصري قد ضرب أروعة الأمثلة في كل شيء، ويتزامن التاسع من مارس مع استشهاد واحد من أعز أبناء الوطن وهو الشهيد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الذي قدم روحه فداء للوطن في التاسع من مارس عام 1969 مع بداية حرب الاستنزاف. الاحتفال بيوم الشهيد الذي تحتفي به الجمعية كل عام يعيد إلي ذاكرة الوطن ما قدمه أبناء القوات المسلحة من أجل الدفاع عن البلاد، ويؤكد تضحيات الجنود في الدفاع عن مصر ضد الإرهاب، وتقديم كل غال ونفيس في الحفاظ علي ثري الوطن حتي ينعم شعبه بالأمان فستظل القوات المسلحة الدرع الحامي لمصر وثوراتها.