تتضاءل أحزاننا عندما نجد يدا حانية تمسح دموعنا وتذوب همومنا عندما نبوح بها لقلب ينصت لأناتنا أمام همومك ومشاكلك نمد جسور التواصل وستجد وسط أحزانك قلبي دائما معك. أكتب إليك ليس بغرض الشكوي وإنما بهدف أن تكون كلماتي عزاء لكل امرأة مرت بمثل تجربتي القاسية وشعرت مثلي أن أبواب الدنيا موصدة في وجهها وأن حياتها أصبحت بلا معني وأن الموت هو الراحة الوحيدة لشقائها. هكذا كان شعوري عندما علمت بكارثة زواج شريك عمري من أخري . عشر سنوات عشتها معه علي الحلوة والمرة وبالطبع كانت المرارة أكبر في ظل ظروف مادية صعبة تحملتها برضا عسي أن يكون بعد عسري يسرا وقد كان جاء فرج الله بعد الضيق وفتح علي زوجي واستجاب لدعائي المتصل ليل نهار بعد سنوات طويلة لم أشك فيها ولم أتذمر وهاهو الله عوضني خيرا وماكدت أشعر بالراحة حتي جاءتني لطمة غدر زوجي الذي ما إن جري المال في يده كان أول مافكر فيه هو الزواج من أخري كانت صدمتي كبيرة لم أفق منها إلا علي صدمة أكبر وهي تعدد زيجاته التي وصلت إلي أربع لم يكتف بهن بل كان يفتعل المشاكل لينهي زواجه من إحداهن ليتزوج من أخري. ثلاث زوجات طلقهن واستبدلهن بأخريات. أما أنا فلم يكن يعاملني وفق المقولة الشهيرة القديمة تحلي يرددها في سخرية أتجرعها بمرارة لكن الحقيقة أن صبري وصمتي وتحملي كان وراء عدم إقدامه علي تطليقي. استمعت لنصيحة أمي بالتزام الحكمة والعقل حفاظا علي بيتي وأولادي لم يكن أمامي سوي الرضوخ للأمر الواقع فلم يكن أمامي مأوي سوي بيت زوجي بعد أن تزوج أخي في بيت أبي ولم يعد لي مكان فيه ولم أكن أقدر علي تحمل ترك أولادي لزوجي والعيش بمفردي بعيدا عنهم .سنوات طويلة عشتها لا أعرف سوي طعم العذاب لم يهون جحيمي هذا سوي أولادي الذين انصب كل تفكيري واهتمامي بهم وأصبحوا هم كل أمل يربطني بالحياة . عوضني الله بهم خيرا شبوا صالحين متعلمين بارين يشهد الجميع لهم بحسن الخلق عكس أشقائهم من أبيهم الذين لم يكملوا تعليمهم ولم ينعم عليهم بخلق ولادين. حالهم يدفعني لحمد الله علي نعمته فهي خير تعويض لي عن سنوات عذابي وشقائي وكم بشر الله الصابرين . حكايتي رسالة لكل زوجة بأن ماتزرعه بجهد وصبر ستحصده حتما خيراً وبركة ورضا . لصاحبة هذه الرسالة أقول : كم نحن في أمس الحاجة لمثل هذه الرسائل التي نتعلم منها فضل الصبر والتحمل وإن كنت لا أستطيع أن أمنع نفسي أمامها أيضا من الذهول أمام تلك القدرة علي الصمود والجلد التي واجهت به صاحبة الرسالة قدرها ونزوات زوجها. وبقدر ماتحمله رسالتك من عزاء للصابرين تحمل بين سطورها أيضا رغم قلتها تلميحا لنهاية اللاعبين بشرع الله المتلاعبين بحلاله والمسيئين لتعدد الزوجات فكانت النتيجة تفكك أسر وتشرد أبناء . رسالتك فيها أيضا دعوة لكل زوج أن يفهم حدود دينه وشرع الله كما بينه بقوله: »ولن تستطيعوا أن تعدلوا« فمادام العدل بين الزيجات صعباً فالأجدر أن يكتفي الزوج بواحدة خاصة في ظل ظروف صعبة تجعل العدل أمرا ليس صعبا بل مستحيلا . شقيق خطيبتي خطبت لشاب لم تربطني به قصة حب بل جاء التعرف تقليديا عن طريق بعض المعارف . لم أشعر نحوه بأي عاطفة كرها كانت أم حبا . كان شعوري عاديا لانفور ولاقبول هذه الحالة جعلتني أبدو مترددة حائرة شاردة . الكل لاحظ ذلك وكان أكثر من لاحظه شقيق خطيبي صرح لي بذلك ففتحت له قلبي وكانت هذه البداية التي فتحت لنا باب التقارب وتدريجيا تحول إلي إعجاب ثم تطور إلي حب . لا أعرف كيف حدث ذلك لكننا الآن نشعر أننا في ورطة . نخشي أن نعلن شعورنا فتكون الصدمة والعقاب وفي نفس الوقت لانستطيع تحمل كتمان الأمر لشعورنا بأن مانفعله خيانة لخطيبي والذي لاأستطيع إعفاءه مما حدث لي لأنه لم يعطني يوما الاهتمام الكافي فكان مشغولا عني معظم الوقت قليلا مايتصل بي وقليلا مايقدم علي زيارتنا .كان قليل الكلام لايفصح عن أي مشاعر عكس الحال مع شقيقه الذي كان فياضا بمشاعره مصرحا بها مبديا اهتماما كبيرا بي وبمشاكلي. أنا حقا حائرة لاأعرف كيف أعلن عن مشاعري تلك وكيف أواجه العائلتين بقراري بالانفصال عن خطيبي وقبولي الزواج من شقيقه ؟ لصاحبة هذه الرسالة أقول : هي بالفعل ورطة ومشكلة تبدو صعبة وغريبة وإن كان كل شيء أصبح واردا في هذا الزمان الذي نعيشه الملئ بالعجائب والمتناقضات . عموما ليس أمامك سوي التصريح بمشاعرك وفسخ خطبتك هذه الخطوة الأولي والأهم . أما عن الأخري التي يتعين علي شقيق خطيبك الإقدام عليها فالأمر متوقف عليه وعلي اختياره الوقت المناسب ومدي تقبل شقيقه لهذا الأمر هل سيعترض أم يتقبل الأمر . وإن كنت أتوقع عدم اعتراضه مايدفعني لذلك حديثك عن عدم اهتمامه بك وهو ما يكشف بأن هناك خطأ ما في علاقتكما وأن شيئا ما غير عادي تعاني منه هذه العلاقة وقرارك بفسخ الخطوبة سيكون الحل الأمثل لهذا الإضراب وسيكون في صالحك وصالحه . أما القرار الثاني المتعلق بإعلان خطبتك من شقيقه فاتركيه للزمن فهو وحده القادر علي حسمه.