مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال قمة الأممالمتحدة للتغيرات المناخية بباريس حاليا تحظي باهتمام كبير بصفته يتولي رئاسة لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ، كما تتولي مصر أيضا رئاسة مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة.. ومن ثم تأتي كلمة مصر للتعبير عن مصالح القارة السمراء وتوجهاتها إزاء مختلف قضايا وموضوعات تغير المناخ في المؤتمر لاسيما وعلي حد ماذكره بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة لدول العالم فإن القرارات التي سوف يتخذها مؤتمر باريس سوف تشكل مستقبل كوكبنا والمجتمع البشري للأجيال القادمة بما يؤكد الحاجة الماسة لاتفاق عالمي طموح وصلب يدعمه العمل من أجل الحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية والمسئولية الكبري للتوصل لمثل هذا الاتفاق تقع علي عاتق الحكومات. خطة مصرية لمواجهة التغيرات المناخية في مداولات المؤتمر بان كي مون: التغير المناخي لايحمل جواز سفر ولابد من التصدي له من خلال الأممالمتحدة وأمام أكثر من 140 من زعماء وقادة العالم ألقي الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة أفريقيا خلال قمة باريس للتغير المناخي التي افتتحها الرئيس الفرنسي «فرانسو أولاند» وهي الكلمة التي أوضح فيها مخاوف الدول الأفريقية من التغيرات المناخية وحقها في الحصول علي التمويل والقدرات التكنولوجية والخبرات الفنية اللازمة لمساعدتها علي التحول نحو الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة. كما أكد الرئيس السيسي في كلمته التي ألقاها نيابة عن الدول الأفريقية أهمية التوصل إلي اتفاق ملزم حول تغير المناخ يتسم بالموضوعية ويراعي حقوق كافة الأطراف ويقوم علي مبدأ المسئولية المشتركة وتباين الأعباء بين الدول المتقدمة والنامية في التخفيف من حدة التغيرات المناخية والتكيف معها. وتضمنت كلمة الرئيس دعوة للدول المتقدمة والمنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة ومؤسسات التمويل العالمية لتقديم الدعم اللازم لمصر في تصديها لآثار تغير المناخ مستعرضا الخطوات التي اتخذتها مصر لمكافحة التغيرات المناخية وخفض استهلاك الطاقة. اتفاق ملزم وفي ظل الظروف الاستثنائية علي خلفية تداعيات العمل الإرهابي الذي ضرب العاصمة الفرنسية باريس حرصت فرنسا علي عقد هذا المؤتمر في موعده لكونه يسعي للوصول إلي اتفاق ملزم للتخفيف من الانبعاثات التي تسبب الاحتباس الحراري. وصرح السفير إيهاب بدوي سفير مصر لدي باريس بأن مصر بصفتها الرئيس الحالي للجنة المناخ بالاتحاد الأفريقي وبصفتها تترأس مجلس وزراء البيئة الأفارقة حريصة علي أن تراعي المصالح الأفريقية ولاسيما أن دول القارة السمراء لم تقم بتلويث البيئة في الماضي مثلما فعلت الدول المتقدمة، وبالتالي فإن الملفات التي سوف تطرحها مصر من خلال المؤتمر ذات زوايا متعددة خاصة أن التغيرات المناخية لم تعد ترفا وإنما باتت تهدد دولا بالزوال وهي الدول القائمة علي الجزر، كما أنها باتت تهدد اقتصادات الدول وقدرتها علي الاستمرار في مجال التنمية والزراعة والحفاظ علي المناخ المناسب لاستمرار الحياة علي أراضيها. ومن المنتظر أن يشهد المؤتمر تتويجا للجهود التي بذلتها مصر خلال الفترة الماضية في التحضير لمشاركة قوية أفريقية وفاعلة في المؤتمر لاسيما أن مصر قد بذلت جهودا مضنية للتنسيق بين مواقف الدول الأفريقية وتبذل جهودا مكثفة من أجل التوصل إلي اتفاق ملزم حول تغير المناخ لاسيما أن الرئيس عبدالفتاح السيسي قد أكد أهمية حشد الدعم الدولي اللازم لمبادرتي الطاقة المتجددة في أفريقيا والتكيف مع التغيرات المناخية اللتين تم إطلاقهما في اجتماع لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ الذي عقد علي هامش اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. كما شدد الرئيس السيسي علي أهمية تحقيق التوازن بين كافة عناصر الاتفاق الملزم المأمول التوصل إليه في اختتام قمة باريس مع احترام كافة مبادئ وأحكام اتفاقية الأممالمتحدة لتغير المناخ بما يتيح للدول الأفريقية الفرصة للنمو مع وفاء الدول المتقدمة بالتزاماتها في هذا الإطار. ومن الجدير بالذكر فإن الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مشاركته في قمة باريس يشارك في اجتماع حول التحديات المناخية والحلول الأفريقية دعا إليه الرئيس الفرنسي بحضور رؤساء الدول والحكومات الأفارقة لتبادل الرؤي ووجهات النظر حيال عدد من الموضوعات الحيوية بالنسبة للقارة وفي مقدمتها زيادة الاعتماد علي الطاقة المتجددة في أفريقيا. كما يشارك الرئيس السيسي في اجتماع رفيع المستوي دعا إليه سكرتير عام الأممالمتحدة حول التأقلم مع تداعيات التغيرات المناخية. وفي ضوء العلاقات المتميزة بين القاهرةوباريس تضمنت زيارة الرئيس السيسي فرنسا شقا ثنائيا حيث يلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الرئيس فرنسوا أولاند ولقاءات مع رئيس الوزراء الفرنسي ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي ووزيري الدفاع والداخلية الفرنسيين. كما يلتقي الرئيس عبدالفتاح السيسي علي هامش القمة مع عدد من كبار القادة والشخصيات المشاركة في مؤتمر الأممالمتحدة لتغير المناخ. خطة مصرية ومن منطلق اهتمام مصر بقضايا التغير المناخي والحد من تأثيراتها السلبية علي التنمية في البلاد قدمت مصر تقريرا للأمم المتحدة حول خطتها لمواجهة التغيرات المناخية في ضوء الاتفاق الإطاري حول تغير المناخ حيث أكدت مصر من خلال التقرير خطتها الهادفة إلي تطوير برنامج اقتصادي قوي لتقليل تأثير الانبعاثات الحرارية علي الاقتصاد الوطني إلي أقل درجاته بحلول عام 2030 وفقا لأهداف خطة التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2015 - 2030. وأوضحت مصر في خطتها التي يتم عرضها علي المشاركين في قمة باريس الخطوات التي تتخذها لمكافحة التغيرات المناخية ومن بينها ترشيد استخدام المياه من خلال تحسين نظم الري وتقليل معدلات البخر وإعادة استخدام المياه المعالجة وزيادة الاعتماد علي المياه الجوفية وتشجيع تبادل المعلومات بين دول حوض النيل بالإضافة إلي اتخاذ خطوات لتغير مواعيد الزراعة وأنواع المحاصيل. وفي ضوء تأثر المناطق الساحلية بالتغيرات المناخية حيث من المتوقع أن يؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط إلي تأثيرات كبيرة علي المناطق المنخفضة بالدلتا هناك اهتمام بوضع سياسات لحماية المناطق الساحلية واتخاذ سياسات من شأنها توفير بنية مؤسسية قادرة علي تحليل ومراقبة البيانات الجغرافية وتحديد مؤشرات تغير المناخ وتوفير الحماية للمناطق السياحية والأثرية والساحلية المتضررة ورسم سيناريوهات لتوزيع السكان وفقا للحدود الجغرافية المصرية بحلول عام 2100 وتطوير تكنولوجيا إنتاج الطاقة للتوافق مع التغيرات المناخية واستخدام الطاقة الشمسية لتسخين المياه. وعلي كافة الأحوال فإن المشاركة المصرية في قمة باريس تحظي بتقدير واهتمام الجانب الفرنسي لاسيما أن مصر هي الصوت المعبر عن القارة الأفريقية في المؤتمر وبالتالي فلقد أكدت المصادر الفرنسية أنها تعول كثيرا علي مساندة مصر للتوصل إلي اتفاق عام وملزم في ختام المؤتمر اتفاق يسعي لحماية كوكب الأرض من الآثار السلبية للتغيرات المناخية اتفاق يحمل رؤية طويلة الأجل تحمي الأجيال القادمة من مخاطر تغير المناخ. وكما أكد الأمين العام للأمم المتحدة في رسالة للعالم أن الأولولية لابد أن تكون لقضايا تغير المناخ لأنه ليس بوسع أي بلد أن يتصدي لهذا التحدي بمفرده وأن التغير المناخي لايحمل جواز سفر بل هو خطر علي كل دول العالم ولايمكن التصدي له علي نحو جماعي إلا من خلال الأممالمتحدة.