محب الرافعى مع محرر آخر ساعة بعد المشكلات التي حدثت مع بداية العام الدراسي والتراجع عن عدد كبير من القرارات كان الاتهام موجها للدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم السابق، الذي وضع أغلب خطط تطوير التعليم لتنفيذها العام الدراسي الحالي، لكن الوزارة فشلت في تنفيذها سواء فيما يتعلق بلائحة الانضباط المدرسي أو الدرجات العشر لطلاب الثانوية العامة.. وغيرها. "آخرساعة" التقت وزير التعليم السابق الذي يعمل حالياً أستاذاً بكلية التربية جامعة عين شمس، والمسئول عن لجنة محو الأمية بالمجلس الأعلي للجامعات، للتعرف علي أسباب عدم استكمال الوزارة الحالية بقيادة الدكتور الهلالي الشربيني، لخططه، وكذلك التعرف علي كيفية الإصلاح الإداري للتعليم في ظل ما نعانيه من زيادة في نسب الأمية. نريد التعرف منك علي الأهداف التعليمية الأساسية التي تضعها أي دولة تستهدف التقدم؟ - في كل النظم التعليمية في العالم يكون الهدف الأساسي من التعليم تخريج مواطن متعلم مفكر ومبدع فالعالم بأكمله يعمل علي مهارات البحث والتفكير والمناهج يتم تطويرها وفق هذه الرؤية، وكذلك طريقة الامتحان تكون ابتكارية وتحثهم علي العمل الجماعي ويقسم إجمالي مجموع المادة كالتالي: 60% علي مهارات البحث والتفكير والباقي مقسم بين سلوك وحضور، والتعرف علي المفاهيم الأساسية في المادة العلمية. لماذا لا نضع هذه الأهداف نصب أعيننا لتطوير التعليم في مصر؟ - في مصر 19 مليون طالب مدرسي، ولنحصل علي مواطن متعلم ومفكر ومبدع تواجهنا مشكلتان الأولي تتمثل في الأمية العادية وبحسب الأرقام الرسمية لجهاز التعبئة العامة والإحصاء لدينا 14 مليون أمي في الشريحة العمرية من 10 سنوات فأكثر، أما المشكلة الثانية فتتمثل في الأمية بين التلاميذ فالاختبار التشخيصي الذي أجريناه العام الماضي علي طلاب الصفين الثالث والرابع الابتدائي أظهر وجود مليون و200 ألف طالب من إجمالي 2مليون و800 ألف طالب لا يجيدون القراءة والكتابة. لماذا لم يتم علاج هاتين المشكلتين حتي الآن؟ بعد خروجي من الوزارة تم تكليفي من قبل المجلس الأعلي للجامعات بتشكيل لجنة لعمل مشروع قومي لمحو أمية الكبار وتضم في عضويتها أمين المجلس الأعلي للجامعات ونواب رؤساء الجامعات ووزير التعليم العالي وبالفعل وضعنا الآليات ويبقي تنفيذ المشروع والمفترض أن يتم الإعلان عنه خلال أيام. والمشروع قائم بالأساس علي محو أمية الكبار من خلال طلاب الجامعات البالغ عددهم 2 مليون و500 ألف طالب، فطلاب كليات التربية ستكون لديهم مادة جديدة اسمها "تعليم الكبار" بداية من العام الدراسي المقبل وستكون مقسمة إلي قسمين نظري وعملي، يتمثل الأول في محو أمية 10 طلاب سنويا وندرس تعميم تلك المادة في كليات الآداب وكليات الخدمة الاجتماعية. وبالنسبة لطلاب باقي الكليات؟ - سنضع بعض الإجراءات التي تشجع الطلاب علي محو الأمية فمثلاً المدن الجامعية ستكون مجانية لمن يمحو أمية 4 أشخاص سنوياً، بالإضافة إلي عمل قوافل طبية يشرف عليها طلاب كلية الطب ويكون ضمن مهام كل طالب محو أمية 4 أشخاص سنويا ولو نجنا في محو أمية 4 ملايين شخص سنويا سيكون ذلك نجاحاً كبيراً بالنسبة لنا وهو ما نهدف إلي تحقيقه تحقيقه. فيما يتعلق بمحو أمية التلاميذ إلي أين وصلتم؟ - بالفعل قمنا بعمل اختبار تشخيصي لطلاب الصف الثالث والرابع الابتدائي وقمنا بتدريب معلمي اللغة العربية في جميع مراحل التعليم الأساسي وقمنا بعمل برنامج علاجي لهم في الصيف الماضي وحضر أكثر من 600 ألف طالب من إجمالي مليون و200 ألف طالب وكان المفروض أن نجري لهم اختبارا تشخيصيا آخر مع بداية العام الدراسي الحالي للتوقف علي نتيجة التدريب ولكن ذلك لم يتم بعد رحيلي من الوزارة وكان من المفروض أن يكون هناك حصة خاصة بالقرائية وكان المفروض 30 ديسمبر ينتهي البرنامج ونقيمه. لماذا لم تقم بإدخال مهارات تنمية التفكير والإبداع إلي المناهج خلال فترة توليك الوزارة؟ - كنا ننوي زيادة مهارات تنمية التفكير وكان مقرراً أيضاً عمل حصة لها خلال مراحل التعليم الأساسي بالإضافة إلي اللغة العربية ووقعنا اتفاقا مع الاتحاد الأوربي لتعليم الحسابية وآخر مماثل للاهتمام باللغة الإنجليزية، وهي أهم المهارات التي يجب أن تصل إلي الطلاب في تلك المرحلة. وطالبت المركز القومي للامتحانات بعمل تقويم مستمر لتطبيق هذه المهارات وهي ما تسمي بعمل مؤشرات قياس للتعرف علي قصور تطبيق هذه المهارات وهذة كانت خطتي لتطوير التعليم الأساسي. المرحلة الثانوية لم تشهد أي تغيير خلال السنوات الماضية وكذلك أثناء وجودك في الوزارة؟ - خطتي لتطوير الثانوية العامة كانت تبدأ من الصف الأول الإعدادي بتطوير كل مناهج المرحلة الإعدادية وكذلك تغيير نظم الامتحانات بحيث تكون 60% علي مهارات التفكير وكان المهم وجود بيئة تكنولوجية في المدارس وبالفعل خصصنا 19 ألف سبورة ذكية وكنا الأول سنطبق في كل مكتبة جهاز كمبيوتر بحيث يتواصلون مع بنك المعرفة الذي أعلنت عنه الرئاسة مؤخراً وكذلك وجود معمل كمبيوتر علي أن تقوم الإدارة المركزية للمتابعة بعمل تقرير يومي عن استخدام تلك الأجهزة والاستفادة منها علي أن يكون بعد 5 سنوات من العام الحالي لدينا نظام ثانوية عامة مطورة بالإضافة إلي 10% للسلوك والحضور و30 % لامتحانات نهاية العامة وبهذا نكون قضينا علي بعبع الثانوية وهناك مقاومة للتغيير في الثانوية العامة. كانت هناك اعتراضات من المعلمين علي لائحة الانضباط المدرسي التي أقررتها في مايو الماضي لكنك أصررت علي تطبيقها.. لماذا؟ - المعلمون لم يقرأوا لائحة الانضباط المدرسي واعترضوا عليها دون أن يتعرفوا علي العقوبات الرادعة للطلاب كما أن المعلمين أو من يدعون أنهم خبراء وهم في الأصل موظفون عاديون يتحدثون عن تطوير المناهج وينتقدون الوزارة باستمرار دون أن يطرحوا حلولا للمشكلات. لكن المدارس فشلت في تطبيق لائحة الانضباط؟ - كان من المفترض أن تقوم لجان المتابعة بالتأكد من تطبيق اللائحة علي الطلاب الذين اتبعوا سلوكيات سيئة في المدرسة مع تفعيل استمارات تقييم المعلم للتأكد من قيام المعلمين بواجبهم دون تجاوزات ولو كان مديرو المدارس متأكدين من أن هناك من يتابعهم من الوزارة كانوا سيطبقون اللائحة بمنتهي الحزم إلا أن عدم المتابعة أفشل اللائحة. لماذا فشلت الوزارة في تطبيق درجات الحضور والسلوك وإغلاق مراكز الدروس الخصوصية وهي خطط وضعتها قبل رحيلك؟ - كان لابد من تحسين أحوال المدارس أولاً وبالفعل أنا من اقترحت ذلك ولكني وضعتهم ضمن مجموعة من الإجراءات الأخري، منها جعل الطالب يختار معلمه في المدرسة وكان لابد من تفعيل المناهج التفاعلية والمعامل الافتراضية لجذب الطلاب ومع تطبيق 4 امتحانات تجريبية علي مدار العام لطلاب الثانوية العامة علي أن تحتوي 30% من الأسئلة علي قياس المستويات العليا للتفكير من خارج كتاب المدرسة بحيث يكون الطالب مجبرا علي الحضور للمدرسة لأنه لن يجد كل هذا في مراكز الدروس الخصوصية، وكان لابد من تفعيل نظام عمل امتحانات مستمرة في كل حصة مثلما يحدث في الدروس. لماذا توترت العلاقة بينك وبين المعلمين أثناء جلوسك علي كرسي الوزارة؟ - لم يكن هناك علاقة متوترة بيني وبين المعلمين وفي جولاتي في المدارس كان هناك حب كبير لي من المعلمين وبيقولولي دلوقت الناس بتدعيلك لأنك تدخلت لحل مشكلة القرائية الذي كان يخلق التوتر مجموعة من المعلمين علي الفيس بوك وأنا بسأل ما هو الإجراء الذي اتخذته ضد المعلمين طوال فترة تواجدي في الوزارة؟ بالعكس فأنا مؤمن بأن المعلم لابد أن يكون له تعامل مختلف من قبل الدولة وأن يكون راتبه أحسن راتب في الدولة وقلت ذلك كثيراً ولكن الظروف الاقتصادية هي التي أعاقت زيادة رواتبهم. البعض تحدث عن وجود بعض المجاملات التي تحدث في الوزارة في تعيينات مديري المديريات.. ما تعليقك؟ - الحمدلله لم أجامل أحدا ولم أضع شخصا واحدا في مجاملة في مكان أي من القيادات التي قمنا باختيارها وقمنا بعمل استمارة لتقييم مدير المديريات وخلال هذا التقييم كنت سأقرر بقاءه من عدمه في منصبه. لماذا تفشل محاولات إصلاح التعليم باستمرار؟ - هناك مقاومة كبيرة لفكرة إصلاح التعليم في مصر من قبل أولياء الأمور الذين اعتادوا علي أن يعطوا أبناءهم دروسا خصوصية دون الذهاب للمدرسة بالإضافة إلي المعلمين أنفسهم أصبحوا أصحاب مراكز للدورس الخصوصية وهم من شجعوا الطلاب علي التظاهر خلال الأيام الماضية. ماذا عن إنجازاتك التي تري أنها ظهرت خلال العام الدراسي الحالي؟ - من أهم الإنجازات عدم وجود أخطاء في المناهج حيث قمنا بمراجعتها 3 مرات خلال فترة تواجدي في الوزارة ولذلك لم نسمع العام الحالي عن وجود مشكلات فيها، كما أن الكتاب المدرسي لأول مرة يصل للمديريات قبل بداية العام الدراسي بوقت كافٍ. لكن وُجهت إليك انتقادت عدة بسبب اختيارك رئيس قطاع التعليم العام؟ - الطامحون في منصب رئيس قطاع التعليم العام حاربوا الدكتور عماد الوسيمي وأفشلوه بالإضافة إلي أنه كان لا يجيد التعامل مع الإعلام وبالتالي لم يظهر ما كان يقوم به إلي النور إلا أنه قام بالعديد من الإنجازات أهمها مراجعة المناهج وتعديلها وتنقيتها. برأيك هل نجح مشروع "التابلت" المدرسي؟ - لم ينجح لأنه لم يستغل في تشغيل المناهج التفاعلية الجذابة التي تختلف عن كتب المدرسة ولكن تم استخدامه في تصفح الكتاب المدرسي في صورته التقليدية ولم يتم حتي تفعيل كافة المواقع المرتبطة بالمادة التعليمية التي يدرسها الطالب. هل بالفعل اكتشفتم شبهة مؤامرة في أزمة نشر امتحانات الثانوية العامة وإجاباتها؟ - بالفعل ضبطنا مراقبين من الإخوان كانوا يساعدون في تسريب الامتحانات علي مواقع التواصل الاجتماعي واكتشفنا أن إحدي صفحات الغش تبث من تركيا. هناك اتهامات وجهت إليك لفشل الوزارة في تطبيق خططك التي وضعتها العام الماضي.. ما تعليقك؟ - وضعت آليات كثيرة لتطوير التعليم لكنني لست مسئولاً عن تطبيق جزء منها وتجاهل الباقي فكان من المفترض أن يتم الحكم علي خططي إذا تم تنفيذها كحزمة واحدة هذا العام، دون استقطاع أو اجتزاء لكني بريء مما يحدث الآن.