استبعد اللواء طيار متقاعد محمد أبوبكر حامد السيناريوهات التي ذهبت إلي احتمالية تعرض الطائرة الروسية المنكوبة لعمل إرهابي، سواء عبر استهدافها بصاروخ أو من خلال دس قنبلة علي متن الطائرة نتيجة عدم تشديد إجراءات الأمن وعمليات التفتيش في مطار "شرم الشيخ"، ساخراً من الرواية التي روّجت لها بإنجلترا بشأن تفادي طيار بريطاني صاروخاً في أجواء شرم الشيخ أثناء هبوطه قبل حوالي شهر ونصف من حادث الطائرة الروسية المنكوبة، وقال إن الرواية غير منطقية ومستحيلة الحدوث، مفجراً مفاجأة حدثت معه قبل سنوات تكشف خطأ فادحاً وقعت فيه سلطات أكبر مطار في لندن قبل سنوات. الخبرة العملية الطويلة للواء محمد أبوبكر هي ما دفعتنا لاستطلاع رأيه بشأن حادث الطائرة الروسية الذي مازال يخضع للتحقيقات حتي لحظة كتابة هذه السطور، فقد بدأ عمله علي الطائرات المقاتلة منذ العام 1967 واستمر لمدة عشر سنوات حتي العام 1977، فيما انتقل للعمل علي طائرات المواصلات في العام 1977 واستمر في عمله حتي عام 1998 أي حوالي 21 عاماً، انتقل بعدها إلي التدريس في كلية الطيران المدني حتي العام 2004. وفيما اعتبر اللواء محمد أبوبكر أن ما أعلنته انجلترا مؤخراً عن تفادي طيار بريطاني لصاروخ فوق شرم الشيخ في وقت سابق، "رواية مختلقة ولا أساس لها من الصحة، ومن المستحيل أن تحدث في الواقع"، حيث كانت وزارة النقل البريطانية أعلنت أن طائرة تابعة لخطوط "طومسون" الجوية البريطانية، تمكنت من النجاة من هجوم صاروخي أثناء تحليقها علي ارتفاع ألف قدم فوق مدينة شرم الشيخ، قبل شهرين من وقوع حادث تحطم الطائرة الروسية بشبه جزيرة سيناء، بعد تمكن الطيار من تفادي الصاروخ بشكل سريع. وقال اللواء أبوبكر في تصريحات خاصة ل"آخرساعة": أستطيع الرد علي هذه المزاعم وأنا واثق من كلامي لأنني كنت قائدا لطائرات مقاتلة وطائرات مواصلات أيضاً، والأمر المؤكد أنك كطيار علي طائرة مواصلات لا يمكنك عمل مناورات في الجو لتتجنب صاروخاً موجهاً في اتجاه الطائرة، سواء كان ذلك أثناء قيادة الطائرة علي ارتفاع عالٍ أو منخفض، والسبب هو كبر حجم طائرة الركاب وكذلك وزنها الضخم، وبالتالي هذا الكلام كاذب وهدفه النيل من مصر وضرب السياحة فيها. ودافع الطيار المصري عن إجراءات التأمين المتبعة في المطارات المصرية قائلاً: هذه الإجراءات ربما تكون أشد من نظيرتها المتبعة في دول العالم الغربي، ومنها إنجلترا، والدليل أن هناك شكاوي كثيرة من السائحين الأجانب عن طول فترة الانتظار بسبب تفتيش الحقائب والتفيتش الذاتي الذي يخضع له السائحون الأجانب في المطارات المصرية، حتي أن بعضهم كان يقول إن بلادهم لا تتبع مثل هذه الصرامة في الإجراءات داخل مطاراتها. وفجر اللواء محمد بكر مفاجأة من العيار الثقيل حيث كشف عن خطأ فادح وقعت فيه سلطات مطار "هيثرو" الذي يعد أكبر مطار في لندن قبل سنوات، وقال: هذه الواقعة حدثت معي شخصياً عام 1994، حين كنت أقود طائرة مواصلات علي متنها عدد كبير من الركاب متوجهاً من مطار هيثرو إلي مصر، وأثناء تنفيذي لأوامر سلطات المطار بتحرك الطائرة من مكان إيوائها لمسافة تتراوح بين 2 إلي 3 كيلومترات علي ممر الطائرات استعدادا للإقلاع في التوقيت المحدد، فوجئت بعدما تحركت لمسافة قدرها كيلومتر تقريباً بأنهم يقولون لي لماذا تحركت؟ فأبلغتهم أن تلك هي أوامرهم. وتابع: فوجئت أن سلطات مطار هيثرو "برج المراقبة" أرسلت شكوي ضدي إلي السلطات المصرية المعنية بأنني كنت سأتسبب في التأثير علي إقلاع الطائرات في المطار، وأنذروني بعدم السماح لي بالطيران (هبوط وإقلاع) في مطار هيثرو وقمت بالتحدث معهم وأظهرت لهم أوامرهم المكتوبة التي نفذتها، وبعد ذلك تسببوا في تعرضي للجزاء، وحين أرسلت إليهم فاكساً من مصر لتوضيح صحة موقفي، علموا بأنهم هم المسئولون عن هذا الخطأ وأنهم أبلغونني بهذه الأوامر خطأ (أوامر الدوران والسير والإقلاع) من دون إبلاغ برج المراقبة، وبناء عليه أرسلت سلطات مطار هيثرو اعتذاراً واضحاً لي، كان نصه "نعتذر عن خطأ وقعنا فيه لكابتن الطائرة"، وهو ما يؤكد خطأ العامل البشري في هذا المطار. ومازالت معي المستندات التي تثبت هذه المراسلات. وأضاف: من المشكلات التي واجهت مطار هيثرو أيضاً، اكتشاف سلطات المطار في السنوات الأولي من بداية الألفية الثانية، استخدام طائرات تعمل بنظام الريموت كنترول "طائرات هيكلية" في أجواء المطار، وبالطبع هذا من شأنه أن يسبب مشكلات كبيرة لحركة الطائرات في المطار. وأكد اللواء محمد أبوبكر، أن ما يحدث مع مصر حالياً يشير إلي مؤامرات وافتراءات من جانب بعض الدول الأجنبية ومنها إنجلترا، ومحاولة للتشكيك في قدرات مصر وإحداث بلبلة، الهدف الوحيد من ورائها هو ضرب السياحة المصرية في مقتل. واستبعد الطيار المصري المخضرم احتمالية أن تكون الطائرة الروسية وضع في داخلها شيء للتفجير، موضحاً أن جميع الأجهزة التي تستخدم في المطارات المصرية للكشف عن أي خطر داخل حقائب الركاب، مصنوعة في الدول الأجنبية وبالتالي إذا كانت هناك قنبلة أو ما شابه ذلك تم دسها في حقائب الركاب، لكان تم اكتشافها، كما أنه لا يتم السماح بتواجد أي شخص غريب داخل "الترمك" وهو مكان وجود الطائرات في المطار لاستقبال الركاب، إلا لمن يُسمح له بذلك، والعاملون في المطار يتم الكشف عليهم بمجرد دخول أي منهم إلي "الترمك" أو خروجه منه، وبالتالي فإن احتمال دس أي قنبلة غير وارد. وفيما يتعلق بالاحتمال الثاني الذي روج له تنظيم "داعش" الإرهابي الذي تبني استهداف الطائرة، قال اللواء محمد أبوبكر: الأسلحة التي يمتلكها تنظيم "داعش" لا يمكن أن تستهدف طائرة علي هذا الارتفاع الشاهق في الجو والمقدر في حالة الطائرة الروسية بحوالي 10 كيلومترات، فالصاروخ الذي ينطلق لمسافات كبيرة بهذا الشكل لابد أن يكون منطلقاً من قاعدة عسكرية مجهزة، وليس من خلال مجموعة من الإرهابيين لا يمتلكون بالطبع هذه القواعد.