عدد المستقلين المرشحين بانتخابات مجلس النواب بلغ 8504 شخصا، وهم يمثلون الأغلبية الكاسحة بين المرشحين، فيما بلغ إجمالي الشخصيات الحزبية والمحسوبة علي الأحزاب المصرية عدد 7981 شخصا، وهو ما يعني مارددته مرارا من قبل، ولا أجد غضاضة في تكراره مرة أخري، وهو أن المصريين لا يعترفون بالأحزاب ولا يقتنعون بها، لذلك هم عازفون عنها وعن الانخراط فيها، فالحزب الوطني المنحل، الحزب الأوحد الذي كان يحكم ويتحكم، في مجده وسطوته، وقت أن كان متربعا علي عرش الحياة الحزبية المزعومة، كان يتباهي بأن أعضاءه يبلغون 3ملايين،" وهو ماثبت أنه غير حقيقي جملة وتفصيلا" وإذا افترضنا أن الأحزاب الكرتونية التي تشكلت بعد الثورة، تضم بين جنباتها مليون عضو، وهو رقم مبالغ فيه جدا، في بلد تعداده أكثر من 09 مليون نسمة، رقم يؤكد أن المصريين لا يهتمون بالعمل الحزبي، وأن القائمين علي هذه الأحزاب مجرد مجموعة من المنتمين لمصالحهم الشخصية، الأهم من ذلك كله أن الأحزاب رضينا أو لم نرض ليس لها دور يذكر في الشارع السياسي ودليلي علي ذلك أن ثورة 03 يونيو، وقبلها ثورة 52 يناير، قادها شباب لا ينتمون لأحزاب مما يؤكد أن هناك عدم رغبة من المصريين في التواصل مع الأحزاب، أو الاشتراك فيها، لذلك علي الأحزاب وقبل كل شيء وحتي قبل الانخراط في أي انتخابات أن تنزل إلي الشارع، لتغير من قناعات الناس وتحثها علي المشاركة، لخلق كوادر حزبية يعتد بها في أي معركة انتخابية، وهذا يحتاج لتغييرفي المفاهيم، وهذا التغيير يحتاج إلي تغيير ثقافة المجتمع، وأحسب أن كثيرا من الذين من الممكن أن تحاول الأحزاب جذبهم إليها، ثقافتهم الحزبية لن تتبلور بسهولة، فالمسألة ليست بالسهلة أواليسيرة، فالتغيير يحتاج لسنوات، وهذه السنوات قد تطول، فالحزب السياسي لا يعتبر حزبا إلا إذا كان له أنصار وكوادر وقواعد وتواجد في الشارع، لأن المصريين لا يعترفون بالأحزاب، وببساطة، لا عزاء للأحزاب.