دور العرض السينمائي اللبنانية عرضت الفيلم الكوميدي الاجتماعي اللبناني "يلاّ عَقبالكُن"، للمخرجة إيلي خليفة، من تأليف وإخراج نبال عرقجي، ويضمّ نخبة من الممثلين، بينهم دارين حمزة، وندي أبوفرحات، وعرقجي نفسها، ومروي خليل، وجوليا قصّار، وبديع أبوشقرا، وماريو باسيل، والمصري أيمن قيسوني، ويارا أبي حيدر، وشربل زيادة. الفيلم الذي تبلغ مدة عرضه ساعة و40 دقيقة، يتناول قصة أربع نساء ناجحات في حياتهن، شارفن سن الأربعين، ويتمتعن بالذكاء والروح المرحة والثقافة، لكنهن لم يتزوجن، ويقول مخرج الفيلم، إيلي خليفة، إن الصديقات الأربعة "يفتشن عن الاستقلالية والحب، وكمعظم اللبنانيات، يجدن أنفسهن حائرات بين التقليد والحداثة". أما منتجة الفيلم، وكاتبة السيناريو، نبال عرقجي، فتقول إن الفيلم يُظهر من خلال شخصياته النسائية الأربع الصعوبة في إيجاد علاقة مبنية علي الاحترام والمبادئ والقيم في أيامنا هذه، وبحسب عرقجي، التي تؤدي كذلك شخصية لايان، وهي مصممة أزياء مشهورة، مغرمة برجل متزوج، وتعتقد أنه سيترك زوجته من أجلها، في الفيلم، فإن العلاقات تتمحور حول الحب والشعور بالسعادة والخيانة وحتي الغش. وتضيف، إنها الحالات التي مررنا بها جميعا فكل شخص يمرّ بتجربة الحب، وهو ما يجعل هذا الفيلم يمس الجمهور بكل فئاته، ويجعل كل واحد يجد نفسه في هذا الفيلم. عرقجي التي تقدم فيلمها الطويل الثاني بعد "قصة ثواني"، تقول إن "يلا عقبالكن"، يتناول نظرة المجتمع الي العانسات في إطار تتخلله مواقف كوميدية طريفة. وعن ذلك يقول المخرج إيلي خليفة "ضحكت كثيرا عندما قرأت سيناريو نبال عرقجي، فقد أعجبني هذا السيناريو المضحك والذكي، وأنا سعيد بأن أتولي إخراج هذا الفيلم، ونرغب في أن نقدم كوميديا ذكية فيها شخصيات عميقة ومرسومة بوضوح، وبكل بساطة، نسعي إلي شخصيات لديها مصداقية. وعن اختيار الممثلين لكل دور يقول خليفة "عندما قرأت السيناريو، تكونت لديّ أفكار لبعض الأدوار، أما للأدوار الأخري، فأجريت اختبارات لاختيار الممثلين. وتقدم الممثلة دارين حمزة في "يلا عقبالكن" دور ياسمينا، وهي أخصائية ماكياج يتجاوز عمرها الخامسة والثلاثين ولا تزال عازبة، لكنها تسعي إلي أن تتزوج عن حب. وتلاحظ دارين أن الفيلم يتطرق الي أزمة هذه الفئة من النساء ونري ما تعانيه المرأة في هذا العمر من ضغط المجتمع، وقالت "أحببت القصص التي يتضمنها الفيلم وعفويتها وواقعيتها، وهي تعكس المجتمع اللبناني". وتتوقع دارين، أن ينجح الفيلم تجارياً لأنه يعالج موضوعا اجتماعيا حاضراً بقوة ويشبه الكثير من الناس، فالنساء قد يجدن أنفسهن في هذا الفيلم، والرجال سيكتشفون من خلاله هذا الإنسان الغامض الذي هو المرأة، وسيرون أيضاً أنفسهم فيه، في حياتهم مع المرأة". وتضيف "إنه في الوقت نفسه فيلم كوميدي يطرح موضوعاً حساساً وعميقاً". وتري أنه "عمل ينشط السينما اللبنانية ويقويها بمواضيع قد تضحك الناس لكن في الوقت عينه يعالج مواضيع درامية مصيرية ونابعة من صلب المجتمع فيحكي عن مشاكل حقيقية فيه". وتؤدي ندي أبوفرحات في الفيلم دور تالين، المرأة القوية، والمستقلّة، التي تخشي الارتباط وتحبّذ إقامة العلاقات العابرة. وتقول ندي، إن تالين شخصية جذابة جداً، تعشق الحياة، ويهمّها دائماً ان تمرح وتلعب من دون أن تهمل معرضها الفني الذي تصبّ فيه كلّ طاقاتها الفنية، إلا أن تالين تُخفي وراء قوة شخصيتها باطناً في غاية الرقّة والإحساس، وهي لذلك غالباً ما تعجز عن ضبط نفسها من البكاء في حال أصاب أحد أصدقائها أي مكروه. بينما تؤدي مروي خليل في "يلاّ عقبالكن" دور زينا، وهي امرأة في السابعة والثلاثين لم تتزوج لأن حظها سيئ. وتنتظر زينا فارس أحلامها لكنّ مثاليتها لا تساعدها علي إيجاد الشخص المناسب إذ ثمة علّة في كل رجل عرفَتْه، فيما هي تريد أن تكون من العشرة في المئة من الزوجات السعيدات. وتقول "أضع نفسي في شخصية زينا وأحاول أن أجد النقاط المشتركة بيني وبينها. وفي الوقت نفسه أضع من نفسي في الشخصية، إذ هي امرأة مرحة تحب الحياة، وهي الأكثر طلباً للمثالية بين الشخصيات النسائية الأربع الرئيسية في الفيلم". وعلي عكس الفتيات اللواتي تبرزهن نبال عرقجي في فيلمها، تتقمص جوليا قصاّر دور المرأة المتزوجة التي تشجع علي فكرة الزواج، لتصبح "آلة ضغط" علي ابنتها ياسمينا التي شارفت علي سنّ الزواج، وتقول عن دورها "ككلّ الأمهات في مجتمعنا اللواتي يخفن علي بناتهن من أن يفوتهن القطار، أؤدي شخصية نافرة بكثرة إلحاحها وحديثها الدائم عن الزواج ولكنها في الوقت عينه في غاية الذكاء والظُرف، غالباً ما تلجأ إلي الدراما لتستعطف ابنتها وتبتزها". قصار، أشارت إلي أن النصّ، ولو كان يتطرق إلي المشاكل كافة التي يُعاني منها الفرد في لبنان سواء أكان عازباً أو متزوجاً أو مطلقاً، إلا أنه يعالجها بحسّ من الفكاهة والمرح ليجعل من الفيلم كوميديا مسلية تقوم علي فريق عمل لذيذ بكلّ عناصره، تتوافر لديه كلّ المكوّنات والمقومات ليشكّل عملاً ناجحاً يلقي إعجاب الجمهور.