مشهد النصر، في أوبرا عايدة الذي يعبر عن قوة وصمود الجيش المصري علي مر العصور كما يعد تجسيداً لمعجزة المصريين في حفر القناة الجديدة ودلالة علي استعادة مصر قوتها وعافيتها، أكبر معبر عن تلك المعجزة المصرية. إنه رسالة حب وسلام وتعاون مع دول العالم لبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة يجمعهم فيها حب الخير والسلام ونبذ العنف والكراهية، وتروي قصة الصراع الذي تعيشه الأميرة الحبشية والأسيرة لدي فرعون مصر عايدة بين حبها للقائد المصري راداميس الذي يبادلها نفس العاطفة، وواجبها نحو وطنها من ناحية ومواجهة نيران الغيرة من قبل أمنيريس ابنة فرعون وتدور حول أحداث انتصار راداميس المصري ومن أجل هذا المشهد أقامت إدارة الأشغال العسكرية بمساحة 2500 متر مربع إلي جانب منصة مشاهدين تتسع لأكثر من ألفي مشاهد ويضم عدداً كبيراً من التجهيزات المتحركة صممها المهندس محمود حجاج وتتميز بالطابع الفرعوني الممزوج بالحداثة وتجسد شكل تاج فرعوني مزين بمفتاح الحياة ينبعث منه أشعة تضم المجريين الملاحيين لقناة السويس القديمة والجديدة بالإضافة إلي أبواب تفتح في استقبال قائد الجيش الفرعوني راداميس المنتصر لتظهر العرش الفرعوني وفي خلفيته مراكب فرعونية تحمل إعلام دول العالم وتتجه نحو منصة المشاهدين في إسقاط فني يعبر عن مصر وهديتها التي تقدمها للعالم وتم تنفيذ الديكور بورش دار الأوبرا المصرية تحت إشراف المهندس محمد الغرباوي وتصميم الإضاءة للمهندس ياسر شعلان والصوت للمهندسين عاصم السيد ومحمود عبد اللطيف. يضم مشهد النصر من أوبرا عايدة ومدتها 28 دقيقة ويؤدي الأدوار الرئيسية فيها نجوم فرقة أوبرا القاهرة السوبرانو إيمان مصطفي في دور عايدة، التينور الإيطالي العالمي أنطونيو تشيريانو في دور راداميس، الباص باريتون المصري رضا الوكيل في دور رامفيس، الميتزو سوبرانو المصرية جولي فيظي في دور أمنيرس، الباريتون مصطفي محمد في دور اموناصرو والباص باريتون عبدالوهاب السيد في دور الملك بمصاحبة فرق أوركسترا القاهرة السيمفوني، أوركسترا أوبرا القاهرة، فرقة أوبرا القاهرة، فرقة باليه أوبرا القاهرة، كورال أكابيلا، كورال أوبرا القاهرة تدريب الإيطالي الدو مانياتو، وقيادة المايسترو الايطالي العالمي ديفيد كريشنزي من إخراج الدكتور عبد الله سعد. المعروف أن أوبرا عايدة كتبها الموسيقار الإيطالي الشهير فيردي خصيصا للاحتفال بافتتاح قناة السويس عام 1869 ولكنها لم تقدم آنذاك بسبب تأخر وصول الملابس والديكورات الخاصة بها والتي كانت تصنع بإيطاليا نظرا لظروف الحرب الفرنسية الألمانية وقدمت بدلاً منها أوبرا ريجوليتو وتشاء الأقدار بعد مرور ما يقرب من قرن ونصف من الزمان أن يتحقق جزءا من حلم فيردي ويتم تقديم مشهد النصر من أوبرا عايدة في افتتاح قناة السويس الجديدة. وتقول إيناس عبدالدايم رئيسة دار الأوبرا والديناموا المتحرك والمايستروا الذي يقود هذا الفرق لإنجاح حفل الافتتاح تعد أوبرا عايدة نموذجاً متفرداً وحالة فنية شديدة الخصوصية للتفاعل مع التاريخ والحضارة الفرعونية، وأحد الأعمال الفنية التي يحرص الجمهور المصري والأجنبي علي مشاهدتها خاصة عند إقامتها في الأماكن التاريخية والمفتوحة وتتميز بالديكورات الفخمة التي تعكس عظمة تاريخ مصر وتراثها الحضاري والأعداد الضخمة للعارضين والمجموعات كما نال أحد مقاطعها الموسيقية الذي يصور لحظة الانتصار (مارش النصر) شهرة واسعة ولاقت نجاحاً كبيراً عند عرضها في مختلف البلاد باعتبارها أحد أهم العلامات الفنية لمصر أمام العالم وتعد أشهر وأقرب الأوبرات الإيطالية لمتذوقي فن الأوبرا نظرا لأن أحداثها التي كتبها عالم الآثار الفرنسي أوجيست مارييت تستند إلي وقائع تاريخية كشفت عنها الحفريات في منطقة منف وصاغ قصتها شعراً الإيطالي انطونيو جيالانزوي يشارك فيها ما يقرب من 1000 فنان وعامل من ابنائها بسواعد مصرية خالصة بمشاركة ضيوف مصر من الفنانين الأجانب.