جدل واسع أثارته برامج المقالب في رمضان هذا العام، بسبب ما تحويه من ألفاظ خارجة، وخادشة للحياء، لتتحول من هدفها الرئيسي الذي تُقدم من أجله وهو رسم البهجة علي وجوه المشاهدين إلي هدف تجاري بحت، هدفه جلب الأموال من وراء الإعلانات بأي وسيلة ممكنة، دون النظر لأي اعتبارات أخلاقية أو مجتمعية. هذا العام، يعرض برنامج "رامز واكل الجو" لرامز جلال، وعلي خُطاه يسير برنامج هاني رمزي، "هبوط اضطراري"، وهناك أيضاً برنامج "التجربة الخفية"، الذي يقدمه الفريق المساعد للساخر باسم يوسف، في برنامجه الشهير "البرنامج"، وهناك برنامج "100 ريختر" علي قناة الحياة وبرنامج إبراهيم سعيد «المشاعب»، وغيرها من البرامج. نقابة المهن التمثيلية، في أول اجتماع لها برئاسة النقيب أشرف زكي، أصدرت بياناً عن برامج المقالب، ومسلسلات رمضان، قالت فيه "تعيش مصر مرحلة حرجة من تاريخها تستوجب منا جميعاً التكاتف، وتضافر الجهود للخروج بها من هذا المنعطف التاريخي الخطير، وتعتبر قوي الفن الناعمة هي السلاح الأوفر حظاً في أزمنة السلام، وعن طريقها يمكننا أن نقاوم تشويه الخطابات وتردي القيم وتراجع الذوق العام وطمس الهوية". نقابة المهن التمثيلية، ناشدت في بيانها كافة الجهات المنتجة للدراما التلفزيونية بأنواعها والبرامج التليفزيونية بأشكالها أن يكونوا جميعاً علي مستوي المسئولية، فقد تابع أعضاء نقابة المهن التمثيلية ببالغ الأسي ما وصلت إليه هذه البرامج التي تعرض ألفاظا معيبة تسيء لأخلاق المبدعين، وتق دم للجمهور نماذج سلبية من السلوك الذي لا يراعي الأخلاق العامة، إضافة لإثارة الرعب، ونشر التحرش، وحرق الأعصاب، واختراق الخصوصية، وتصوير المبدعين علي أنهم مرتزقة، ويقبلون أي شيء حتي الإهانة من أجل المال. النقابة، دعت أعضاءها لمقاطعة مثل هذه الأعمال، وعدم التورط في إفساد الذوق العام، وتشويه الخطاب الاجتماعي، الذي يناسب الشخصية المصرية التي عرفت الإبداع قبل أي حضارة في العالم. الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، يري أن برامج المقالب هذا العام ترفع شعار "السب للجميع"، مؤكداً أن مجلس النقابة يرفض ذلك، وانهم مع حرية الإبداع، ولا يقومون بالحكر علي أي حرية فنية، ولكن في حدود الآداب العامة. وأكد نقيب المهن التمثيلية انه ليس ضد برامج المقالب، ولكن عندما يقوم البرنامج باستضافة أحد الفنانين، ويقوم الفنان بإخراج لفظ غير مسموح به رغماً عنه، يجب حذف المشهد بالكامل، وعدم وضع الصفارة علي الشتيمة. الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام، يؤكد أنه في إطار الانفعال، وصعوبة بعض المواقف، والمآزق التي تحدث لبعض الفنانين أو الشخصيات العامة يحدث أن تنطلق منهم بعض الجمل والألفاظ الخارجة التي قد يستشعرها الجمهور، والتي قد يستمع إليها بوضوح حيث إن عملية التشويش علي الألفاظ الخارجة لا تكون دقيقة بالدرجة الكافية، وتظهر من حركة الشفايف، وأصبحت أمرا متكررا، وهذا التكرار معيب لأنه يجب أن يخضع المشاهد لنوع من المعالجة الدقيقة التي تحمي المشاهد وأسرته وأبناءه من هذه الألفاظ.