ونحن علي أبواب الشهر الفضيل، شهر رمضان المعظم، يتساءل الناس فيما بينهم، ويشاركهم خطباء المساجد، كيف نستعد لقدوم هذا الزائر الكريم، إجابة السؤال مختلفة، فالحكومة أعلنت أنها استعدت بتوفير سلع ومستلزمات رمضان، من لحوم ودواجن وأسماك ومكسرات وبأسعار في متناول الجميع من خلال معارض تم تجهيزها لهذا الغرض، الأسواق والمولات الكبيرة والصغيرة تسير علي نفس المنوال، نسبة كبيرة من الناس، إلا من رحم ربي، لايهمهم في الشهر الفضيل، إلا ماسوف يقدمونه لزوارهم، وما ستحفل به موائدهم مما لذ وطاب من ألوان الطعام المختلفة، برامج المطبخ في القنوات الفضائية، سيتباري المتخصصون في الطبخ لتقديم أشهي الوجبات، لأصحاب الكروش والملذات، من أجل فتح شهية الأكيلة، أدي سلطة، فيها كل الألوان، أخضر وأصفر وأحمر «أورديفر يعني»، ومعاها أصناف حادق ومشاوي ومحاشي، لحوم وأسماك والذي منه، ويا سلام لو شوية جمبري قال إيه «جامبو» وكمان استاكوزا، والحلو أبصر إيه، الوجبة الواحدة منها يا ولداه، تستنزف لو فكر أي موظف غلبان، سواء في رمضان أو غيره من شهور السنة، من أصحاب الحد الأدني للمرتبات «ده لو تم تطبيقه»، فيها، لأدركت هذا المرتب تسونامي لا يبقي ولا يذر، وابقي قابلني لو فضل من المرتب مليم أحمر، « بالمناسبة زمن الملاليم الحمرا ولي وراح»، يحدث هذا في مصر بلد العجايب، بلد تتزايد فيه نسبة الفقر والفقراء، بلد نسبة الأسر والأفراد الذين لا يمتلكون الإمكانيات التي تمكنهم من شراء ما يكفيهم من الطعام، نسبة حدّث عنها ولا حرج، نسبة تقدر بالملايين، المسئولون عن هذه البرامج يعيشون في أبراج عاجية لا يشعرون بمن يعيش في العشوائيات، أو المساكن الشعبية، لا يشعرون بمن يكملون «عشاهم نوم» كما يقول المثل، لم تفكر هذه البرامج في تقديم وصفات لمن يبحثون عن هياكل الفراخ والعظام، ولسان حالهم يقول: أهي مرقة والسلام،لقد حولنا شهر الصوم إلي شهر للأكل، والنوم والخمول، وطبعا لا تتحدث عن العمل، فالناس صيام ونيام، فهو شهر الإجازات، وتعطيل الأعمال.