طلاب المدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الصناعة يحصدون جائزة اتحاد العرب جري العرف علي أن طلاب التعليم الفني هم الفئة التي فشلت في الوصول إلي التعليم الثانوي العام فاضطرت لاستكمال دراستها حتي الحصول علي الدبلوم، لكن يبدو أن هناك نماذج مشرفة في صفوف التعليم الفني حطمت القاعدة الشائعة التي تقول "7 صنايع والبخت ضايع"، فهناك وجه آخر لطلاب التعليم الفني لا يركز عليه المجتمع، بل إنه بحاجة إلي اهتمام أكبر من قبل الدولة ومؤسساتها فخلال العام الحالي فقط حصل 6 طلاب من مراحل مختلفة بالتعليم الفني علي جوائز دولية وحققوا ما فشل فيه آلاف الشباب الذين تخرجوا في الجامعات دون أي إنجاز يذكر. "آخرساعة" تلقي الضوء علي هؤلاء العباقرة الصغار الذين لو تواجدوا في أي دولة متقدمة لاحتفت بهم وعاملتهم معاملة العلماء. في البداية التقينا طلاب مدرسة الصناعات الفنية المتقدمة بمحافظة السويس، وذلك بعد نجاحهم في الحصول علي جائزة المحكمين عن قسم الهندسة في أكبر مسابقة دولية للروبوتات "ڤكس"، التي أقيمت بالولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث حصل علي الجائزة الطلاب: أحمد فوزي وأحمد شعبان وتقي محمد، بالصف الثاني الثانوي وتحت إشراف المهندسة ندي محمد عزب إحدي معلمات المدرسة. وقال أحمد فوزي إن بداية الحصول علي الجائزة كانت مع بداية العام الدراسي حينما طرحت جمعية مصر الخير الراعية للمدرسة مسابقة تصميم الروبوت علي مستوي الجمهورية إلا أنه لم يكن هناك متسابقون سوي من مدرستنا وفي البداية كنا 11 طالبا صممنا مشروعات محتلفة قبل أن يتم تصفيتنا إلي 3 طلاب وتم اختيارنا لتمثيل مصر في المسابقة الدولية. وأضاف أن هناك مشكلة كبيرة واجهتنا قبل السفر وهو أنه تم تكليفنا بتصميم الروبوت قبل ميعاد المسابقة بيومين فقط ومع ذلك استطعنا تنفيذه بسرعة كبيرة قبل السفر إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية وتحديداً إلي ولاية كنتاكي في 13 أبريل الماضي حيث امتدت المسابقة إلي 18 أبريل الماضي. وتابع: "خلال المسابقة تم توزيع المشاركين علي 5 أقسام وكنا داخل قسم "الهندسة" وخضنا 10 جولات وفي النهاية حصلنا علي جائرة المحكمين كأسرع روبوت تم تصميمه وكذلك لاتزانه وثباته علي الأرض وكذلك بعد أن نجحنا في تصميم البرمجة الخاصة به في 7 دقائق فقط". وأوضح فوزي أنه بعد حصولهم علي الجائزة استقبلهم في مطار القاهرة رئيس ميناء القاهرة الجوي بالإضافة إلي أنه تم تكريمنا من قبل وزارة التعليم الفني ومحافظة السويس مشيرا إلي أن هدفنا أن نطور هذا الاختراع والمشاركة في المسابقة العام القادم لتحقيق المركز الأول. وأكد فوزي أنه يأمل أن يتم صدور قرار وزاري بقسم البتروكيماويات فالقسم تم تدشينه العام الماضي لأول مرة في مصر ويعتمد علي تطبيق نظام STEM التعليمي برعاية مؤسسة مصر الخير وشركة إكسون موبيل إلا أنه لم يتم إصدار قرار وزاري بهذا القسم حتي الآن. وبرنامج STEM هو الحروف الأولي من العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وهو نظام معمول به في مختلف دول العالم التي تستخدم أسلوب التعلم بالتحقق والبحث والاستقصاء. ويُعد هذا البرنامج بمثابة فكر جديد متعدد التخصصات للتعلم بالمشروعات عن طريق دمج المناهج بتجارب عملية يقوم من خلالها الطلاب بتطبيق العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في سياقات تربط بين الدراسة والعمل والمجتمع. وتقوم كل مدرسة تتبع هذا البرنامج بتحديد مشكلة واحدة تعالج الأزمات التي يمر بها المجتمع، ليتم تدريس كافة المواد بما يخدم هذه المشكلة ويقدم كل فريق من الطلاب في نهاية العام الدراسي مشروعاً لحل تلك المشكلة المجتمعية. ومن جانبها عبرت نهاد شلباية مديرة العلاقات الحكومية والخارجية بشركة إكسون موبيل عن سعادتها بما شهدته من جانب هؤلاء الشباب من تفوق ونبوغ حقيقيين في مجالهم، فضلاً عن قدرتهم علي تمثيل مصر بشكل مشرف والمنافسة بقوة في المسابقات الدولية. وأضافت : "لقد استطعنا بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير تطبيق مبادرة STEM الخلاقة، التي أعطت لطلاب قسم البتروكيماويات بمدرسة الصناعات الفنية المتقدمة الفرصة لاكتساب مهارات التفكير البنّاء والتعلم الذاتي، لكي يصبح الطالب قادراً علي مواكبة التغيرات المعرفية والاجتماعية السريعة التي تحدث من حوله، سواء علي مستوي المجتمع أو علي مستوي التطور العلمي في العالم أجمع". تتابع: من هذا المنطلق، أناشد المجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات الحكومية توجيه مزيد من الاهتمام والدعم للتعليم الفني مشيرة إلي أن تشجيع هذا القطاع سيكون له أكبر الأثر علي تطور الصناعة والاقتصاد المصري. وتجدر الإشارة إلي أن المسابقة الدولية للروبوتات "ڤكس" تم تنظيمها بولاية كنتاكي بمشاركة أكثر من 420 فريقًا يمثلون 34 دولة من مختلف أنحاء العالم. وقد حاز الفريق المصري علي إعجاب وتقدير لجنة التحكيم الذين أشادوا بالتصميم المبتكر للروبوت ونظام السوفت وير الخاص به، الذي يؤهله للقيام بالأعمال الشاقة والصعبة داخل مواقع عمل مصانع الأسمدة والكيماويات والبترول والكوك وغيرها، خاصة في الأماكن التي يصعب علي العامل العادي الوصول إليها. أما ثاني النماذج التي لم يركز عليها الإعلام ولا حتي وزارة التعليم الفني فمتعلقة بثلاثة طلاب بالمدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الصناعة بالقاهرة بعد أن حصلوا علي المركز الأول علي مستوي العالم العربي في مسابقة إنجاز العرب وذلك لاختراعهم جهاز أمان للمنشار الكهربي. والطلاب الثلاثة الفائزون هم (محمد عادل أحمد - أحمد مصطفي حسين أحمد أبو السعود مصطفي) وهم يدرسون بالفرقة الرابعة شعبة إلكترونيات بالمدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الصناعة. وقال محمد عادل إن بدايته مع الابتكارات كانت منذ الصف الثاني الثانوي حيث شارك في نادي الابتكار للتعليم الفني وذلك بمشروع توليد الطاقة الكهربائية من اندفاع المترو ولكن لم يحالفني التوفيق في نجاح المشروع بسبب أنه غير قابل للتطبيق علي أرض الواقع وكانت المشكلة في عدم وجود تمويل لتطبيق المشروع. وأضاف أن فكرة جهاز الأمان للمنشار الكهربي جاءت بعد أن أصيب أحد زملائه بقطع في اليد أثناء عمله بالمنشار ومن ثم بدأنا التفكير في جهاز لحماية الطلاب والعمال. وتابع: "وبعدها كانت مؤسسة إنجاز مصر قد أعلنت عن مسابقة "إتجرأ واحلم للتعليم الفني" وشاركنا بها بالمشروع وحصلنا علي المركز الأول ومن ثم دخلنا في مرحلة تدريب لمدة شهرين لتطوير الجهاز وذلك في الفترة من أبريل وحتي يونيو 2014 وفي هذه الفترة قمنا بعمل دراسة جدوي للمشروع وبسبب الظروف المالية وعدم وجود تمويل سواء من الوزارة أو من أي جهة أخري اضطررنا لعمل جهاز فقط يتم تركيبه في المنشار وحصلنا علي الجائرة الأولي في مسابقة أخري نظمتها وزارة التربية والتعليم بمكافأة مالية 10 آلاف جنيه". وتابع زميله أحمد مصطفي الحديث قائلا: "وبعدها عرضت علينا شركة إنجاز مصر السفر إلي الكويت للمشاركة في مسابقة إنجاز العرب في1 ديسمبر 2014 وحصلنا علي المركز الثالث"، مضيفاً: "بعد رجوعنا قمنا بتقسم الأدوار علينا وذهبنا إلي قسم البحث والتطوير التابع لجامعة أسيوط وكان يشرف علي إنتاج المشروع المهندس خالد حسين وهو تابع لقسم البحث والتطوير وساعدنا في المشروع بصورة كبيرة". وأوضح أن تكلفة الجهاز في البداية كانت 1800جنيه ولكن بعد التطوير أصبحت تكلفته 800 جنيه فقط وتقدم الدكتور محمد يوسف وزير التعليم الفني بطلب الحصول علي براءة اختراع وفي الشهر الماضي حصلنا علي المركز الأول في مسابقة إنجاز العرب بعد أن قمنا بتطوير الجهاز.