أنيسة عصام حسونة هي نموذج مثالي للمرأة المصرية الناجحة والبارعة في العديد من المجالات عندما تتحدث معها لابد أن تنجذب إليها فهي شخصية تتمتع بالتواضع والحكمة والاعتدال واثقة من نفسها منظمة الفكر وذات ثقافة متنوعة ترجع إلي خلفيتها الثقافية والاجتماعية ومشوار حياتها الأسرية والعملية عبارة عن قصة نجاح مستمرة وممتدة ومن هنا لابد أن ندرك لماذا تم اختيارها في عام 2014 علي قائمة أقوي مائة امرأة عربية علي مستوي العالم وذلك وفقا لتصنيف مجلتي "آربيان بيزنس" و"CEO". عندما تطأ قدماك فيلتها الأنيقة في منطقة المعادي الهادئة تدرك من الوهلة الأولي أن صاحبة هذا المكان تتمتع بذوق فني رفيع وتعرف أنها تعشق الذوق الكلاسيكي سواء من طريقة اختيار الأثاث أو اللوحات الفنية المعلقة علي الجدران، وكذا الزهور التي تزين أرجاء المنزل. في لقائها الدافئ مع "هي" أشارت أنيسة حسونة المدير التنفيذي لمؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، إلي أن أثاث بيتها قامت أسرتها بشراء قطع كثيرة منه من المزادات بناء علي رغبتها وعشقها للأثاث الكلاسيكي لكن الجيل الجديد له رأي آخر علي حد قولها، فعندما تزوجت ابنتاها وقع اختيارهما علي الأثاث المودرن وكان لابد من احترام هذه القرارات. أنيسة بالرغم من مسئولياتها المتعددة إلا أنها زوجة لرجل ناجح في مجال قطاع الأعمال الخاص وأم مثالية لبنتين وجدة حنون لثلاثة أحفاد وسر نجاحها في حياتها هو التوازن بين الحياة المهنية والاجتماعية ورعايتها الجيدة لأسرتها. وتعتز أنيسة بعملها كمديرة تنفيذية لمؤسسة مجدي يعقوب في أسوان وهي المسئولة عن إدارة المؤسسة وصورتها وعلاقاتها الداخلية والخارجية وجمع التبرعات. وتقول: لمست من خلال عملي في هذه المؤسسة معني التعامل مع الناس علي أرض الواقع، وتعلمت من الدكتور مجدي يعقوب هذا العالم دمث الخلق أهمية خدمة المرضي وتوظيف التقدم العلمي في ذلك، ولذا عندما أذهب لأسوان يكون ذلك بمثابة شحن لبطاريتي الإنسانية. وتري أنيسة حسونة أن الدكتور مجدي يعقوب كان موفقا للغاية في اختيار أسوان كموقع لهذه المؤسسة التي بدأت بمبني واحد وأصبحت ثلاثة مبان الآن وخلال خمس سنوات تضاعف عدد العاملين بها عشر مرات ليصبحوا 450 فردا مابين موظفين وأطباء وباحثين ومتوسط أعمارهم 35 عاما أي من الشباب و40 ٪ من العاملين من النساء.. والمؤسسة تمنح الأولوية في العلاج للحالات شديدة الخطورة والتعقيد والعمليات مجانية و60 ٪ من الذين يتم معالجتهم من أسوان والصعيد و60 ٪ من العمليات تخصص للأطفال. وخلال الحوار مع أنيسة حسونة لفت نظري بيانو تحفة قديم وسألتها عن اهتماماتها الفنية فأدركت أيضا بأنها تجيد العزف عليه لأنها تعلمت من أسرتها أهمية الموسيقي كغذاء للروح وقالت: "العائلات في الماضي كانت تحرص علي تعليم بناتها العزف علي البيانو". وتعتقد أنيسة أن خلفيتها الدراسية كخريجة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية يتوق أهلها لتولي العديد من المناصب المهمة، وقد بدأت حياتها العملية كملحقة دبلوماسية بوزارة الخارجية ثم انتقلت للعمل بمجلس الوحدة الاقتصادية ثم عملت ببنك مصر إيران، كمساعد للمدير العام بعد انتقال الجامعة العربية لتونس ثم أصبحت مديرا عاما لمنتدي مصر الاقتصادي الدولي ثم مستشارا سياسيا لرئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مجلس الوزراء.. أما نشاطها ومشاركتها الفعالة في المجتمع المدني فغني عن التعريف، حيث كانت أول سيدة يتم انتخابها أمينا عاما للمجلس المصري للشئون الخارجية وهي الآن أمين صندوق المجلس، وعضو المجلس التنفيذي لمنظمة الباجواش للعلوم والشئون الدولية وهي المنظمة الحاصلة علي جائزة نوبل لعام 1995 وعضو في العديد من الهيئات الاستشارية للفكر والحريات والمرأة في مصر والوطن العربي والعالم، فهي مؤسسه ل "نساء من أجل السلام عبر العالم" في سويسرا وهي مؤسسة ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة "مصر المتنورة"، وعضو بالغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة وبجمعية الأعمال المصرية البريطانية وهي أيضا كاتبة في العديد من الإصدارات الصحفية وأحدث إصداراتها كتاب "ما بعد الربيع العربي الصراع والتعاون في الشرق الأوسط". يقولون دائما إن "ابن الوز عوام" وأنيسة ينطبق عليها هذا المثل فهي ابنة المستشار الجليل عصام الدين حسونة وزير العدل الأسبق الذي ألغي تنفيذ حكم الطاعة للمرأة بالقوة الجبرية والذي وضع دستور قطاع غزة في الخمسينيات وعمل محافظا لكل من أسيوط وبني سويف وبورسعيد إبان حكم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ووالدتها طبيبة ناجحة كانت مديرة لمستشفي دار الشفاء بغزة.