حكايات تتكرر.. شكاوي تتردد بخجل.. الصدمة.. صدمات.. تأتي.. علي حين غرة.. عيون دامعة معجونة بخيبة أمل علي فلذات الأكباد.. الذين شاركوا الغرباء في غدرهم.. واستغلالهم.. وقسوتهم أيضا.. إنها علامات الساعة.. يقولها كل والدين صدما في نطفتهم.. وأجنتهم.. الذين كبروا وأول من تمردوا عليهم.. أخلاق زماننا الرديء هذا. كانوا.. أهاليهم!! لعلم كل أب وكل أم.. كانوا في مقتبل العمر في السبعينات.. يفهمون جيدا ما سوف أقوله علي الملأ.. أبناء هذا الجيل.. لم يربوا أولادهم صح.. أقول قولي هذا والأجيال التي جاءت بعدنا.. تقول عنا من هول ما رأوا من جحود وقسوة الأبناء مما جعلهم يعلنون بأننا آخر الأبناء المحترمين.. الذين عرفوا معني البر بالوالدين الذي لم نره (برا) بل شيئا طبيعيا.. غريزيا.. يجري في عروقنا حبا وكرامة لمن (ربونا صغاراً) ثم حملونا في داخل قلوبهم وحفظونا في داخل أدفأ مكان من أرواحهم.. وحملتنا شرايين دمائهم.. علي كفوف الراحة. سنة وراء سنة.. كانت العلاقة طبيعية امتدت مئات السنين.. ربما آلاف السنين. ترسم أطهر وأشرف وأقدس علاقة تجمع بين الأهل وأولادهم. ربما.. كانت تداعبني دائما تلك الصورة الرومانسية التقليدية.. لبيت صغيرا. كان أو كبيرا فقيرا أو غنيا.. ناس بسطاء التعليم والثقافة مع آخرين في أعلي سلم العلم والفكر والإبداع.. صورة تتشكل في شكل مائدة طعام »تتلم« حولها الأسرة.. يتضاحكون.. يتسامرون.. يتغامزون.. بلطف محبب عن أسرار بريئة وصغيرة.. يتشارك فيها فردان من نفس العائلة.. ويخبئان تفاصيلها عن البقية.. قصة حب بريئة.