مصر، ولاية سيناء، المقاومة الشعبية، العقاب الثوري، المجد للمجهولين، الأيام الحاسمة، مجهولين ضد الانقلاب، حركات ثوار" حركات جديدة دشنتها جماعة "الإخوان" الإرهابية، خلال الأيام الماضية، لكن الجديد أن جميع هذه الحركات تمتلك السلاح وتجاهر بذلك ويعلن المنتمون إليها - من خلال وسائلهم الإعلامية - أن هدفهم محاربة قوات الشرطة والجيش وكذلك المواطنين الأبرياء.. هذا التطور الخطير في أسلوب تعامل الجماعة مع الدولة والمجتمع جعلنا نفتح الباب لمناقشة أسبابه واقتراح آليات لكيفية التعامل معه. اللواء مجدي البسيوني: الحركات الجديدة مجرد مسميات وهدفها التهديد يقول اللواء مجدي البسيوني مساعد وزير الداخلية الأسبق إن ما حدث ليس تطورا نوعيا فلو راجعنا استيراتيجيات الإخوان في التعامل مع الأمن خلال الفترات الماضية كانت من خلال السلاح ودشنوا العديد من المسميات منها "كتائب حلوان عفاريت دمنهور جند الله" وغيرها، مشيرا إلي أن إعلانهم عن كل هذه المسميات هدفه التهديد والترويع الإ أنه طالب وزارة الداخلية في الوقت نفسه بأن تواكب استخدام السلاح بمزيد من التدريب وتطوير التسليح. وأضاف أن استخدام الإخوان للعبوات الناسفة وأساليب الكر والفر وعمليات الغدر المختلفة دليل علي ضعفهم وقوة سيطرة الأمن عليهم مؤكدا أن فكر الإخوان لا يختلف كثيرا عن فكر داعش الذي ينفذه في عدد من البلدان العربية. وأكد ان سلاح العبوات الناسفة التي ينفجر القليل منها لا يمثل تهديدا كبيرا مطالبا وسائل الإعلام بعدم تهويل الأمور ومطالبا قوات الشرطة بعدم التهاون معها في نفس الوقت مشيرا إلي أن لجوء الإخوان لديها دليل علي إحباطهم. ووجه البسيوني عددا من المناشدات إلي وزارة الداخلية وإلي الدولة للتعامل مع زيادة استخدام السلاح وكانت أولي مناشداته إلي وزارة الداخلية حيث طالبها بالمزيد من الطمع في التدريبات وكذلك الطمع في تطوير السلاح كما طالب وزير الداخلية بالاستفادة من جميع العمليات الإرهابية الماضية للتعامل مع التطورات الحالية مشددا علي ضرورة إلغاء الكمائن الثابتة من علي الطرق بحيث تكون متحركة ويصعب استهدافها . كما طالب وزارة الداخلية بضرورة تحسين علاقتها مع الشعب فهو الممد الأول لها بالمعلومات فالتعامل مع الإرهاب لايكون الإ من خلال معلومة كما أن وقوف الشعب بجانب الشرطة يعتبر هزيمة للجماعة الإرهابية، مناشدا وزارة الداخلية الحذر في الساعات الأخيرة من الليل مشيرا إلي أن هذه الساعات هي التي يتنفس فيها الإرهاب ويقوم بزرع عبواته الناسفة مطالبا بضرورة التعامل بكل حسم مع سائقي الدراجات البخارية التي تتكرر من خلالها العمليات الإرهابية ضد قوات الشرطة. كما ناشد الدولة ضرورة الاستفادة من العمليات الإرهابية السابقة مطالبا بضرورة وضع قانون جديد يحظر تأجير الشقق المفروشة إلا بعد إخطار الجهات الأمنية لتضييق الخناق علي استغلالها في التخطيط للعمليات الإرهابية كما ناشدها أيضا ضرورة مصادرة أموال كافة قيادات جماعة الإخوان ليتحملوا ما تم تخريبه من منشآت خلال الأيام الماضية حيث وصل إجمالي خسائر تظاهرات ذكري 25 يناير وما أعقبها إلي حوالي 300 مليون حنيه. ومن ناحيته وصف اللواء مجدي شحاتة الخبير الاستراتيجي التطور النوعي في أسلوب إرهاب الإخوان بالطبيعي في ظل عدم وجود ردع قوي من قبل قوات الأمن ضد المخربين وكذلك عدم وجود استيراتيجية واضحة للتعامل مع الإرهاب. وأضاف أن الدولة تعتمد في الغالب علي الإجراءات القانونية وهذا شيء مطلوب للغاية ولكن علي الجانب الآخر هذا يتطلب يقظة كبيرة من قبل قوات الأمن من حيث جمع المعلومات عن تلك الخلايا والتنظيمات الصغيرة قبل الإعلان عن تكوينها للتعامل معها. وأشار إلي أن تعامل قوات الأمن مع جميع العناصر الإرهابية يكون كرد فعل وليس فعلا وهو ما يكبدها خسائر في الأرواح نتيجة لمفاجأتها ببعض العمليات النوعية مشيرا إلي أن تزايد الدعم المالي الخارجي خلال الفترة الأخيرة زاد من العمليات الإرهابية وذلك بسبب اعتماد الإخوان في عملياتهم الإرهابية علي التجمعات الكبيرة وهو ما تحقق لهم في الذكري الرابعة لثورة يناير. وشدد شحاتة علي ضرورة تعاون جميع الأجهزة الأمنية لتجميع أكبر معلومات ممكنه مطالبا بضرورة عودة دور المواطنين في الحصول علي المعلومات بالإضافة الي زيادة الردع الأمني للجماعات الإرهابية قبل حدوث الانفجار كما طالب المواطنين بضرورة تأجيل محاسبة النظام الحالي والحكومة علي أخطائهم حتي تخرج مصر من عنق الزجاجة . ومن جانبه أكد الدكتور مصطفي علوي أستاذ السياسة بكلية السياسة والاقتصاد جامعة القاهرة أن التحول في عنف جماعة الإخوان متوقع فعادة عندما يفشل تيار الإسلام السياسي في الحكم بالطرق الديمقراطية يلجأ إلي العنف وهذا موجود في تاريح الجماعات التي تمارس الإرهاب داخل مصر وخارجها الأ أنه غالبا ما يفشل في الوصول إلي الحكم مرة أخري وتحديدا داخل مصر لأن طبيعة الشعب المصري وطبيعة الجغرافيا تضّيق الخناق عليه كما أن المجتمع بشكل عام يلفظه في النهاية. وأشار إلي أنه من المفترض أن تكون الدولة مستعدة للتعامل مع هذا الاختيار الذي تنتهجه جماعة الإخوان في الفترة الحالية وذلك يكون بالتعاون مع المواطنين من خلال بناء الثقة بين الدولة وبين المواطنين العاديين حتي لا يستجيبوا لدعوات العنف. وأشار إلي أن جماعة الإخوان استثمرت الحدث السياسي وهو الذكري الرابعة لثورة يناير لصالحها فأصبحت الخطوط نسبيا غير واضحة مابين الاحتفال بالذكري والنزول إلي الشارع للتظاهر باستخدام القوة والعنف في هذه المناسبة الوطنية التي توحد عليها جميع أبناء الشعب المصري. ونفي علوي وصول الإخوان الي حالة من اليأس المطلق مشيرا الي أنهم يعانون حالة من الفشل في الشارع المصري وهو سبب رئيسي للجوء الي العنف مشيرا إلي أن الجماعة تسعي خلال الفترة المقبلة الي مواجهة الشارع بالعنف بعد أن فشلت بالتظاهرات. وانتقد علوي أداء الشرطة في التعامل مع جماعة الإخوان مشيرا إلي أن هذا الكم من العنف ناتح عن ضعف مواجهة من الأجهزة الأمنية فأداء الشرطة في الغالب يكون رد فعل وليس فعلا فهي لاتبادر باستخدام القوة في أحداث الشغب ولكنها تنتظر لتعرضها للضرب ليأتي ردها. ومن جانبه أكد الدكتور رشاد عبداللطيف أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية أن المجتمع المصري دائما ما يلفظ الجماعات التي تستخدم العنف مشيرا إلي أن تاريخ هذه الجماعات يشير إلي لجوئهم إلي تدشين كيانات صغيرة بأسماء مختلفة ولكن تحت مظلة واحدة للقيام بالعنف مشيرا إلي أن هدف الجماعة خلال الفترة الحالية هو بث الرعب في المجتمع من خلال استخدام السلاح بشكل كبير لترويع المواطنين وقوات الأمن بعد أن فشلوا في أسلوب التخويف وذلك من خلال زرع عبوات ناسفة مشيرا إلي أن هدف الإخوان الأساسي نشوب حرب أهلية في مصر مطالباً الشعب المصري بضرورة المحافظة علي البلد حتي لايكون سوريا أو ليبيا أخري. وكانت جماعة الإخوان أسست حركتي "المقاومة الشعبية" و"الأيام الحاسمة" في أغسطس 2014 إبان الذكري الأولي لفض اعتصامي رابعة والنهضة، بقيادة الثنائي طارق الجوهري (القائد الفعلي) ومحمود فتحي رئيس حزب الفضيلة، صاحب دعوي تأسيس 5000 حركة إخوانية مسلحة في سلسلة مقالات نشرها باسم "معركة الوعي". وشاركت تلك الحركات في استهداف رجال الشرطة وقتها واختفت ثم ظهرت مرة أخري أواخر ديسمبر الماضي استعدادا للتظاهرات التي دعت إليها الجماعة، فيما تشكلت حركة العقاب الثوري يوم 24 يناير الماضي أي قبل تظاهرات الإخوان ب 24 ساعة فقط. أعلنت ميليشيات جماعة الإخوان الإرهابية، التي تطلق علي نفسها اسم "حركة المقاومة الشعبية"، مسئوليتها عن تفجير قنبلتي صوت داخل مركز شرطة كفر صقر بالشرقية الاثنين الماضي. وقالت الحركة في بيان أصدرته الأسبوع الماضي: "إنها قامت بهذا الانفجار للإفراج عن الطالبة سمية أحمد سالم، وهي إحدي الطالبات الست المقبوض عليهن من داخل كلية الدراسات الإسلامية بالمنصورة، وهددت الحركة في حالة عدم الإفراج عنها سيكون هدف التفجير القادم بنات ونساء ضباط الأمن الوطني".