البعثة أعلنت نتائجها بالصور بعد أبحاث مستمرة منذ 30 عاماً اكتشاف مقبرة في منطقة "فج الجاموس" بمحافظة الفيوم تضم حوالي مليون مومياء فرعونية، في إصابة علماء الآثار حول العالم بالصدمة والدهشة، في وقت صمت علماء الآثار المصريون لعدم امتلاكهم ردا علميا إزاء ما أعلنته البعثة الكندية في مؤتمر صحفي عالمي التي تجري أبحاثاً في "فج الجاموس" منذ 30 عاماً، وشهد المؤتمر توثيق ما توصلت إليه البعثة التابعة لإحدي الجامعات الكندية بالصور والأبحاث، "آخرساعة" تحاول من خلال هذا التحقيق كشف لغز المليون مومياء. وزارة الآثار تنهي التعاقد مع البعثة وتؤكد: "اكتشافاتها مجرد هياكل عظمية" مومياء طفلة وأخري لرجل طوله متران تحير علماء الآثار المدهش في هذا الموضوع هو رد فعل المسئولين في وزارة الآثار المصرية، التي أصدرت بياناً يؤكد يقينا عدم دراية المسئولين بالبعثات الأجنبية العاملة في الحفائر، ولم يتابع المسئولون عندنا اكتشافات هذه البعثات، حيث أكد بيان الوزارة أن البعثة اكتشفت مومياء واحدة، في حين أن البعثة نفسها تؤكد بالصور عثورها علي أكثر من 1700 مومياء، فما هو لغز المليون مومياء؟ وما حقيقة البعثة العاملة في مصر منذ 30 عاما؟ وما حكاية أطول مومياء عثر عليها في "فج الجاموس"؟ قام فريق بحثي من جامعة "بريجهام يونخ" الكندية بالكشف عن مقبرة فرعونية قديمة تضم مليون مومياء فرعونية في منطقة "فج الجاموس" بالفيوم، وهو اسم مشتق من طريق قديم بالقرب من المقبرة، وقامت البعثة بعمل استكشافات أثرية في المنطقة لمدة 30 عاماً، وشملت تلك الأبحاث والاستكشافات المقبرة المذكورة بالإضافة إلي هرم أثري قريب منها، وخلال هذه السنوات الطويلة من عمل البعثة تم اكتشاف نحو 1700 مومياء علي مساحة 300 فدان، وأكدت الأبحاث الكندية أن معظم المومياوات المكتشفة تعود إلي العصر البيزنطي وهي الفترة الممتدة من القرن الأول وحتي القرن السابع الميلادي. ويقول يري مولشتاين الأستاذ المساعد بقسم المخطوطات القديمة في الجامعة: نحن علي ثقة تامة أن لدينا في تلك المقبرة أكثر من مليون مومياء فهي مقبرة كبيرة. جاء ذلك في الورقة العلمية التي قدمها مولشتاين أمام الجامعة العلمية لدراسة الآثار المصرية في كندا التي عقدت اجتماعها منذ حوالي شهر في مدينة تورانتو. وذكر الباحث أن تلك المقبرة الكبيرة لم تكن لدفن النبلاء أو أفراد الأسرة الملكية فالمومياوات التي عثر عليها في المقبرة مدفونة بشكل معتاد ولا يوجد بها تحنيط كما يحدث في المومياوات الملكية المعهودة أو الأغراض والمتعلقات التي توجد عامة في مقابر النبلاء والملوك. ووفقا للباحث فإن هذه المومياوات لم تخضع لعملية تحنيط منتظمة فالأعضاء الداخلية مازالت موجودة وإن كانت هناك محاولات لانتزاعها بالشكل القديم لكنها عملية لم تتم، بالإضافة إلي أن عملية التحنيط تمت بشكل طبيعي تماما من خلال العوامل البيئية ودون تدخل البشر. ورغم الحالة السيئة للمومياوات التي تم العثور عليها في المقبرة إلا أن الباحث وجد العديد من الأشياء الطريفة التي تستحق الملاحظة مثل بعض الملابس القطنية والمصنوعات الزجاجية والأحذية صغيرة الحجم المصممة للأطفال، وقد وجدت البعثة خلال حفائرها مومياء لطفلة صغيرة تم دفنها بشكل عشوائي مع مومياوات أخريات وكانت الطفلة ترتدي عقدا وإسورتين في كل يد. ويشير مولشتاين إلي أنه وعلي الرغم من عدم خضوع المومياوات في تلك المقبرة الضخمة لأي عملية تحنيط بالطريقة المعروفة لدي الفراعنة إلا أن هناك بعض الأعضاء الداخلية بحالة ممتازة مثل المخ وأظفار الأقدام واللسان، مضيفاً: "هناك محاولات فعلية لإتمام عملية التحنيط بشكل منتظم إلا أنه يقول إنها باءت بالفشل"، وفيما يخص الطفلة التي تم العثور علي المومياء الخاصة بها فإنه يرجح أن تكون قد ماتت في عمر عام ونصف العام وقد تم دفنها بعناية خاصة كما يبدو من طريقة دفنها. المصدر الحقيقي للمليون مومياء يعد لغزا كبيرا حتي الآن وهذا اللغز يحتاج إلي حل فالقرية القريبة من مكان الدفن لا يمكن أن يكون عاش بها هذا العدد الكبير في ذلك الوقت (1500 عام) ولكن كانت هناك مدينة قديمة في ذلك المكان تسمي "فلادليفيا" اشتق اسمها من اسم احد ملوك البطالمة وقتذاك، لكن هذه المدينة لها مدافن خاصة بها وهو ما يعني أن المومياوات التي تم العثور عليها لا تنتمي لتلك المدينة. وبالقرب من موقع هذه المقبرة يوجد هرم صغير تم بناؤه منذ 4500 عام أي قبل الفي عام علي الأقل من استخدام تلك المقبرة، ولذا يقول مولشتاين إنه "من الصعب للغاية أن تعرف ما هو مصدر هذا العدد الكبير جدا من المومياوات التي تم دفنها في هذا المكان". يبدو أن القصص الخاصة بتلك المقبرة المليونية لا تنتهي، فقد اكتشف فريق البحث الكندي منذ بداية عمله في الموقع منذ 30 عاما أكثر من 1700 مومياء وهو ما وفر للجامعة الكندية أطنانا من المعلومات والمواد العلمية القيمة للغاية ولكن ما لم يتم نشره حتي الآن أن الفريق عثر علي مومياء بطول 7 أقدام (2 متر) ويقول عن ذلك لقد اكتشفنا منذ فترة مومياء لذكر يبلغ طولة أكثرمن 7 أقدام وهو شخص طويل جدا لدرجة أن مكان دفنة لم يسعه فقاموا بحشره نصفين في مكان الدفن.. إن هذا الطول غير عادي وفي الحقيقة وهو ما يرجح أن هذا الشخص يعاني من حالة غير طبيعية بسبب خلل في هرمونات النمو ولابد أن تجري العديد من الأبحاث حتي نتأكد من تلك النتائج. الغريب أن المقبرة شهدت العديد من الاكتشافات الاثرية التي لم تنشر حتي الآن ويحاول الباحثون تجميع البيانات الخاصة بالمقبرة ودراستها بعمق حتي يتمكنوا من نشر النتائج بشكل علمي مدروس. وفي الوقت الذي قامت فيه البعثة بالبحث في كافة أرجاء المقبرة وجد الفريق بعض المومياوات ذات شعر أشقر وهي مدفونة مع مجموعة أخري من المومياوات ويقول الباحث إن هذه التجمعات التي تخص أجناسا بشرية مختلفة مثيرة للغاية حتي إنها تعبر عن مجموعات عرقية وجينية متباينة ولم تكن منتشرة بين المصريين في ذلك الوقت. ويختتم مولشتاين بقوله إن هناك العديد والمزيد من الأسرار التي تحملها تلك المقبرة الغريبة وأن البعثة مازالت تعمل علي اكتشافاتها ودراستها والإعلان عن نتائجها في مؤتمر عالمي. هذه البعثة علمية وتتبع جامعة كندية وتعمل في منطقة فج الجاموس منذ 30 عاماً من الحفائر والدراسات والأبحاث تحت سمع وبصر المسئولين في وزارة الآثار، وأيضا خلال حفائرها قامت هذه البعثة بعمل محاضرات للأثريين وطلاب الآثار وكان الدكتور إيفانز هو الذي يلقي المحاضرات علي الأثريين المصريين ومنحهم شهادات تقدير .. لكن الغريب هو رد وزارة الآثار علي هذا الكشف العلمي الذي استندت من خلال الإعلان عنه بالمستندات والأبحاث.. حيث ينم رد وزارة الآثار عن جهل شديد بعمل البعثات الأجنبية في مصر. وأن هناك قصوراً في متابعة عمل البعثات. وهناك قصورا من المسئولين لعدم متابعة الأبحاث العلمية للاكتشافات الأثرية التي تنشرها البعثات في بلادهم .. ما يحدث يعد كارثة بكل المقاييس والسؤال ما هو رد وزير الآثار علي هذا الكشف الأثري. وهل يكافئ هذه البعثة علي اكتشافاتها وتعليمها للطلبة المصريين أم نعاقبها؟! من جانبه أصدر مكتب الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار بياناً هذا نصه: قرر قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار وقف التعاون مع بعثة جامعة بريجام يونج الأمريكية التي كانت تعمل بقرية فج الجاموس الأثرية بالفيوم، بعد أن صدر عنها تصريحات صحفية لجريدة "الديلي ميل" البريطانية ادعت فيها العثور علي مقبرة أثرية بالمنطقة تضم مليون مومياء. وأكد د. يوسف خليفة رئيس القطاع عدم صحة ما نشرته الصحيفة، وأشار إلي أن المومياء الوحيدة التي تم الكشف عنها في هذا الموقع كان قد عثر عليها عام 1980 وهي معروضة حاليا بالمتحف المصري بالتحرير، أما ما تم العثور عليه بالمقبرة خلال مواسم عمل البعثة السابقة فكان عبارة عن هياكل عظمية فقيرة وبقايا عظام يقدر عددها بعدة آلاف. وأضاف د. خليفة أنه تقرر عدم تجديد العمل مع البعثة نظرا لأنها نشرت معلومات خاطئة، كما أنها خالفت قرارات اللجنة الدائمة بعدم الإدلاء بأي تصريحات صحفية دون الرجوع إلي المجلس الأعلي للآثار، وذلك بعد أن عملت البعثة في هذا الموقع لمدة 28 عاما وكان آخر مواسم عملها بالمنطقة في مارس الماضي. بعد بيان وزارة الآثار يتضح لنا كيف يتعامل المسئولون مع كارثة حلت بوزارة الآثار.. جاء في بيان وزارة الآثار وقف التعامل مع بعثة جامعة بريجام يونج الأمريكية وللأسف المسئولون من الآثار ليسوا علي دراية بأصل البعثات أو بلادها، خاصة أن البعثة تتبع جامعة بريجام يونج الكندية وليست أمريكا يا وزير الآثار أو يا رئيس قطاع الآثار المصرية.. إذا كنت متأكدا أن البعثة نشرت تقريرا خطأ فأين الحقيقة التي تملكها ..هل تعرف شيئا عن فج الجاموس ..يا وزير الآثار قلت إن البعثة عثرت علي مومياء واحدة وهناك أكثر من مومياء من اكتشاف البعثة والصور أكبر دليل علي تصريحاتكم الخاطئة.