أعتقد أن قيم الأسرة الأخلاقية هي مرآة صادقة تعكس سلوك كل عضو فيها وشخصيته، فحب الخير ومساعدة الناس ميل »وراثي « يترك بصمات أصيلة علي حياة الإنسان الطيب، وكل من حوله، فيكسبه المزيد من الحب والاحترام، ولذلك يقولون عن »فلان« إنه: »إبن ناس طيبين«.. وعلي مدي سنوات حياتي المهنية رأيت شخصيات أختصها الله بقضاء حوائج الناس عن رضا وتواضع وطيب خاطر ومن هذه الشخصيات الدكتور أحمد فتحي سرور (رئيس مجلس الشعب). منذ خمس سنوات قادتني الصدفة أن أكون علي مقربة من مقعده بالدرجة الأولي في الطائرة المتجهة من القاهرة إلي جدة، وكان معه عائلته بشهر رمضان في طريقه لأداء العمرة، وما أن عرف ركاب الطائرة بوجوده معهم إلا واتجهوا إليه ومع كل منهم طلب شخصي محدد لتوصية أو حل مشكلة، ومع ذلك لبي جميع طلباتهم بسعادة بالغة، ولم يأمر حرسه الخاص المرافق بإبعاد واحد منهم.. وأحيانا أقابله في »تراك« نادي الصيد بملابسه الرياضية ومعه بعض مرافقيه، لكنه لا يستمتع بفوائد المشي الذي يجب أن يكون متواصلا، بسبب بعض رواد النادي الذين يستوقفونه، والرجل بكل بشاشة لايرد سائلا.. وأذكر من حوالي 20 سنة أن وسطت صديقي الدكتور عادل عز وزير البحث العلمي عند الدكتور سرور وزير التربية والتعليم وقتها لكي ينقل شقيقتي المُدرسة قريبا من مسكنها وذهبت إليه فكان في اجتماع وتركت الطلب، وفي اليوم التالي فاجأني صوته علي التليفون صباحا ليبلغني موافقته دون أن يراني إنها النزعة الإنسانية الكامنة في أعماقه لخدمة كل من يقصده. وفي الأسبوع الماضي شاركت في أحد المؤتمرات باسطنبول مع مجموعة من زملاء المهنة، واندهشت لرؤية إنسان يحمل نفس ملامحه بيننا ويتحلي بنفس صفات الدكتور أحمد فتحي سرور: الطيبة، و العفوية، والتواضع، والثقافة الرفيعة وحب الناس، إنه الاقتصادي الكبير الدكتور كمال سرور شقيق رئيس مجلس الشعب.