الإطلالة الجميلة للفنانة الراحلة صباح بفساتينها الفريدة عالقة في أذهان محبيها علي مدار مشوارها الفني، وحتي الآن مازال مصممون كثر يستوحون أفكارهم من موديلات فساتين الشحرورة التي يعتبرونها إمبراطورة الأناقة. مصممة الأزياء ماجدة داغر تري أن الشحرورة وحدها هي التي وصفت في عالم الأزياء ب"أيقونة الأناقة"، ولم تكن مجرد أسطورة علي المستوي الفني غناء وتمثيلا، بل كانت أيضاً أسطورة علي المستوي الإنساني، فلم يمنعها ذوقها الرفيع من التخلي عن فساتينها الخاصة بها أو أي من متعلقاتها الشخصية لإحدي صديقاتها بمجرد أن أبدت إعجابها بفستان ترتديه. علي الوتيرة ذاتها، حرص مصمم أزياء صباح، وليام خوري، علي اقتناء فساتينها بعد انتهائها من أي عمل فني حتي أنه احتفظ بأكثر من 300 فستان، وهو بصدد إنشاء متحف في بيروت خاص بها، حيث تعاون وليام خوري مع الشحرورة علي مدار 40 عاماً ورغم ذلك لم تفضل أن يكون التعامل حكراً عليه فكانت لا تجد مانعاً من التعامل مع مصممين موهوبين في بداية مشوارهم لتمنحهم الشهرة. كما تعاملت مع مصممين عالميين مثل زهير مراد وإيلي صعب وجوزيف هارون وفؤاد سركيس، وكل علي اختلاف مهاراته كان يراعي في تصميماته مدرسة الموضة الخاصة بستايل الصبوحة وقوامها المثالي الذي كان يبرز مواطن الجمال لأي فكرة تصميم جديد، فلم تكن شخصية متعالية بل كانت متواضعة للغاية، لذا كانت تثق في عمل المصممين دون أن يخلو الأمر من مناقشتهم في اختيار بعض الموديلات والألوان. وتعتبر الخصوصية أكثر ما يميز فساتين الصبوحة، ما جعل كل فستان لها بمثابة قطعة فنية تحتاج إلي متحف خاص، ففيما يخص التطريز كان لابد أن يكون جذاباً تعتمد فيه فساتين السهرة علي الترصيع بالأحجار الكريمة التي تضفي الإبهار والإشراقة دون مبالغة، كما أن فساتينها تحتوي علي جميع أنواع التطريزات بأحجامه المختلفة مثل الاستراس وخرج النجف والخرز ووضعه بطرق شتي مثل الشواروفسكي والسيرما. وتميزت أقمشة فساتينها بالفخامة ما بين الشيفون، والحرير، والدانتيل، والساتان والتل ولم تقتصر موديلات فساتينها علي تصميم معين فقد ارتدت ستايل الميرميد "حورية البحر" و"السندريه" بأطواله المختلفة والذي كان يناسبها في فترة الستينيات، وكل مرحلة كان لها الموضة الخاصة، حتي أن فستانها الأخير الذي ووريت به الثري صنع من قماش الدانتيل الأبيض وصممه لها بسام نعمة.