إنها إلهام شاهين التي عاصرت ميلادها الفني حين التقيت بها في مهرجان الاسكندرية في أوائل الثمانينات.. لم تلفت نظري في البداية إلا حينما قالوا لي إنها ممثلة جديدة.. بنت صغيرة السن.. رفيعة القوام في وجهها بعض حبات الشباب.. لا تتمتع بالنجومية التي تتمتع بها كبيرات ممثلاتنا.. مثل هند رستم وشادية وفاتن و غيرهن.. كانت قد تخرجت في معهد الفنون المسرحية.. وبدأت حياتها الفنية حين قدمها المخرج كمال ياسين في مسرحية »حورية من المريخ« للتليفزيون.. ثم قدمت مسلسلات مثل »أخو البنات« و»قال البحر« و»حتي لا يختنق الحب« و »نصف ربيع الآخر« أمام يحيي الفخراني وهو المسلسل الذي كنا ننتظره كل يوم و»البراري والحامول« و»الحاوي« و »ليالي الحلمية«. ❊ ❊ ❊ حين مثلت في بداية حياتها قلت في نفسي إنها من مدرسة فاتن حمامة.. وهو ماقاله معظم المشاهدين.. وفي السينما لفتت النظر عن دورها في »الهلفوت« مع عادل إمام.. وبالرغم من دورها الصغير في فيلم »الغضب« مع نور الشريف والذي قامت فيه بدور المجنونة فقد فازت فيه بجائزة أحسن ممثلة.. إنها تعرف جيدا كيف تختار أدوارها.. ففي فيلم »لحم رخيص« وهو من إخراج إيناس الدغيدي استطاعت هي وصديقاتها ليلي علوي وهالة صدقي أن يعبرن عن الفقراء الذين يبيعون بناتهن لأثرياء العرب.. وما يترتب علي ذلك من بؤس ومشاكل لا نهاية لها.. وفي فيلم »يادنيا ياغرامي« الذي أخرجه مجدي أحمد علي فقد جسدت الحب والكارثة التي ألمت بها من الشاب الذي أحبته ومشاكلها هي وصديقاتها من فقراء الشعب.. لكنها لاتزال تحب الحياة.. أيضا فيلم »دانتيلا« مع يسرا أيضا من إخراج إيناس الدغيدي عن صديقتين تتنافسان علي حب رجل واحد. ❊ ❊ ❊ نضجت إلهام شاهين في المرحلة الأخيرة من حياتها الفنية عن ثقة كبيرة.. فقد حصدت العديد من الجوائز في فيلميها الأخيرين »خلطة فوزية«، وأيضا »واحد/ صفر« الذي كان مقررا عرضه في جميع المهرجانات وفاز بالعديد من الجوائز ولاتزال إلهام مطلوبة في الكثير من المسلسلات وآخرها »نعم.. لازلت آنسة« الذي استطاعت أن تعبر عن نفسية الفتاة التي تأخرت في الزواج لتصبح عانسا.. سافرنا معا والنجوم من الممثلين والممثلات إلي الولاياتالمتحدة في رحلة »في حب مصر« التي نظمها المنتج ورجل السياحة عادل حسني وكانت المرة الأولي التي تظهر فيها إلهام كزوجة المنتج.. رأيت السعادة علي وجهها.. وظهرت علي المسرح بفستان جميل وكأنها عروس ليلة زفافها.. وقدمت مع كمال الشناوي الدويتو الذي كان يغنيه كمال في شبابه مع شادية »سوق علي مهلك«.. و »واحد اتنين« وبالرغم من عدم حفظها للاغنية فإن الحاضرين من الجالية العربية صفقوا لها. ❊ ❊ ❊ لقد زرنا معا كل الآثار والمدن الأثرية الرائعة مثل مدينة »سمرقند« التي كنا نقرأ عنها في كتب التاريخ. لقد ركبنا قطار النوم لبُعد المسافة بين طشقند وسمرقند.. وهناك التقطت لها صورا رائعة.. وحين دعتني مرة لعيد ميلادها أخذت معي مجموعة الصور.. وفرحت إلهام جدا حين قالت لي هذه أحسن هدية تلقيتها.. فقد كنت في »مود جيد« أي حالة نفسية جيدة.. فما أجمل هذه المدينة التي تعتبر من أهم معالم الدنيا كانت هناك منافسة بينها وبين نبيلة عبيد عمن تصلح لأداء حياة أم كلثوم وصلت إلي الصحف والجرائد.. كل منهما تتصور أنها تصلح للدور.. وحين بدأت إلهام تحدثني في هذا الموضوع.. قلت لها »بصراحة يا إلهام لا أنت ولا نبيلة عبيد تصلحان للدور«.. وانتهت الخلافات بينهما حين اختارت المخرجة القديرة أنعام محمد علي ممثلة لم تكن ع البال ولا ع الخاطر.. هي صابرين التي أدت حياة أم كلثوم ببراعة وهذا يرجع لاختيار المخرجة التي لديها الحس القوي فيمن يصلح للدور.. وتوجيهاتها لها. ❊ ❊ ❊ وإلهام لا تحب أن تعيش في وحدة فهي بارة بأسرتها.. كما تحب صديقاتها وتتصل بهن دائما وخاصة هالة صدقي.. فقد ضربا بصداقتهما مثلا جميلا للوحدة الوطنية. قالت لي إلهام مرة »حلمت ذات ليلة بأني في مكان له مواصفات معينة.. وشرحت ذلك لهالة التي قالت لي تعالي معي لأريك هذا المكان.. وأخذتني إلي كنيسة الزبالين في الدويقة وهي كنيسة مبنية داخل الصخور.. يلجأ إليها السياح من جميع بلاد العالم إنه نفس المكان الذي حلمت به«. »لقد أهدتني هالة صورة للسيدة العذراء مريم أضعها في غرفتي وحين أقع في مشكلة أطلب منها أن تساعدني«. ما أحلي هذا الحب الذي يبين مدي حب الناس لبعضهم بالرغم من اختلاف الأديان التي تحدث هذه الأيام الفتنة الطائفية. عزيزتي إلهام لاحظت في الفترة الأخيرة زيادة كبيرة في وزنك فقد أصبحت »كلبوزة«.. حقيقي إنك تقومين أحيانا بدور الأم .. لكن هذا لايمنع من أن تقللي من وزنك وتعودي إلي رشاقتك فإن النجومية تحتاج إلي الجمال الداخي والخارجي أيضا.