يبدو أنه برحيل العملاق سعد الدين وهبة، فقد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بريقه ولمعانه للأبد، الرجل الذي كان مٌبدعاً في إدارة المهرجان ومتخصصاً في نجاحه والوصول به للعالمية، وكان نجوم العالم ينتظرون دعوته كل عام، رفض لسنوات عديدة أن تتولي وزارة الثقافة إدارة المهرجان، حتي لا يتحول إلي ركام من الموظفين، ولكن هذا ماحدث فعلاً بعد وفاته. في البداية أؤكد أنني لست ضد أشخاص بعينهم في إدارة هذا المهرجان ولكن فقط أتساءل من هم المسئولون.. مدير عام المهرجان خالد عبدالجليل ولا أعلم ما هو تاريخه الفني المشوق علي المستوي المحلي أو العالمي ليكون مديراً عاماً لإدارة المهرجان.. ما دور ياسر شبل المسئول عن ديوان وزارة الثقافة بإمبابة؟ ولكن الإجابة عن هؤلاء وجدتها فيما يحدث لهذه الدورة التي بلغت ميزانيتها 16 مليون جنيه حسب تصريحات رئيس المهرجان مع احترامي لسمير فريد كناقد سينمائي كبير ورئيس لهذه الدورة.. مجرد النظر من بعيد إلي الدورة الجديدة للمهرجان، يجعلك تشعر وكأنها أقيمت فقط لحفظ ماء الوجه أمام العالم، وحتي لا يسحب بساط الفن من تحت أقدام مصر، ويذهب المهرجان إلي إسرائيل، خاصة بعد توقفه عامين بسبب الأحداث السياسية التي مرت بها البلاد. حفل الافتتاح المبهر لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في محكي القلعة، لا يلغي أن هناك بعض القرارات التي جانب إدارة المهرجان الصواب في اتخاذها منها منح دورته الحالية ال36 لروح الفنانة الراحلة، مريم فخر الدين، رغم الإعلان من قبل أنها مهداة للفنانة نادية لطفي، وملصق المهرجان يحمل صورة نادية لطفي، والغريب أنه لم يتم تغيير أفيش المهرجان بصورة للراحلة مريم فخرالدين، ولا تم إهداء الدورة إلي نادية لطفي. أول كلمة من برنامج مهرجان القاهرة السينمائي المعلن عنه من إدارة المهرجان كانت "كل الأفلام للكبار فقط"، ويبدو أن إدارة المهرجان أرادت عمل صدمة للجمهور بكلمة "للكبار فقط" حتي تجني إيرادات كبيرة خصوصاً أن سعر تذكرة الفيلم 20 جنيها، وللطلبة عشرة جنيهات. الهرم الذهبي، مهدد بالاختفاء هذا العام، بعد أن استحدثت إدارة المهرجان مسابقات جديدة، موازية للمسابقة الرسمية للمهرجان، وهي "آفاق السينما العربية"، و"سينما الغد"، و"أسبوع النقاد الدولي"، وذلك أسوة بمهرجانات السينما الدولية الشهيرة مثل "كان" و"فينسيا" و"لوكارنو"، وكانت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قد أعلنت عن اختيار يسرا لرئاسة لجنة التحكيم الدولية، ولتكون أول شخصية مصرية تترأس اللجنة في تاريخ المهرجان. واختارت اللجنة، أربعة سينمائيين وأربع سينمائيات من العالم العربي وآسيا وأفريقيا وأوروبا، يمثلون فنون الإخراج والسيناريو والإنتاج والتصوير والنقد، وهم: المخرج الصيني وانج زيا شواي، ويعرض المهرجان أحدث أفلامه "فقد الذاكرة الحمراء" الذي اشترك في مسابقة مهرجان فينيسيا هذا العام، والمخرج الأثيوبي هايلي جريما أحد كبار مخرجي سينما أفريقيا السوداء. والمنتجة الهولندية كورين فان إيجرت، والناقدان اللبناني إبراهيم العريس، واليوناني الكسيس جريفاس، والمخرجة الفرنسية دومينيك كابريرا، وكاتبة السيناريو مريم نعوم، ومديرة التصوير نانسي عبدالفتاح من مصر. ايضا تم اختيار الفنانة يسرا رئيس المسابقة الدولية وليلي علوي رئيس مسابقة آفاق السينما العربية ورأي سمير فريد أن إشراك المرأة بهذا الكم بسبب تجاهل التاريخ لها. المهرجان، رفض حضور نجوم عالميين بحجة أنهم يريدون طائرات خاصة تقلهم بالإضافة للمبالغ الممنوحة لهم من إدارة المهرجان، واكتفوا بنجوم الطابور الثاني، رغم أن ميزانية المهرجان 16 مليون جنيه. وكان الأولي هذه الأيام من خلال هذا المهرجان أن تسوق مصر سياحياً.. الغريب أن إدارة المهرجان قررت طبع أكثر من 13 كتاباً يوزع خلال المهرجان هذا بالإضافة إلي كتالوج المهرجان وحلقات البحث.