إعلان محافظة القاهرة عن إغلاق طريق المقطم لإجراء عملية إزالة الصخور الموجودة أسفل أبراج الإذاعة والتلفزيون ليفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول الضمانات التي تحول دون سقوط أطراف الهضبة وتعرض حياة المواطنين للخطر. خاصة أن هناك العديد من التقارير تعتبر أن الحلول التي تتبعها محافظة القاهرة هي حلول وقتية وليست حلولا جذرية تمنع الخطر بشكل دائم. واعتبر خبراء الجولوجيا أن تلك التهذيبات والإزالات التي قامت بها محافظة القاهرة غير كافية لإزاحة الخطر الكامن حال سقوط أي من الصخور بل إن البعض اعتبرها إهداراً للمال العام بسبب عدم أخد المحافظة بالتوصيات السابقة التي أصدرتها هيئة الاستشعار عن بعد وكذلك المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية. ومن جانبه قال عبدالعظيم تعليب الرئيس السابق للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إن هضبة المقطم في طبيعتها هضبة صخرية من الحجر الجيري وحينما تختلط بالمياه المالحة سواء من مياه الصرف الصحي أو أي نوع من المياه تتحول إلي صخرة هشة هذه الصخرة تكون في حالة لزجة جدا وقابلة للسقوط. وأكد أن اختلاط المياه بالصخور يؤدي إلي وجود حالة من الهشاشة في الصخور التي تقع علي الأطراف تحديداً والصخور المرتفعة وهو مايؤدي إلي تفتت الصخور مشيرا إلي أن أطراف الهضبة قابلة للسقوط دون الانتظار لحدوث كوارث أو زلزال. وقال تعليب إن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية وهيئة الاستشعار عن بعد أرسلت علي مدار العشر سنوات الماضية العديد من التقارير إلي محافظة القاهرة لإيجاد حلول جذرية لتجنب تفتت الصخور وسقوطها إلا أن المحافظة تصر علي عمليات التهذيب والإزالة التي تقوم بها حال شعورها بأي خطر. وأضاف أن من أهم التوصيات التي تم إرسالها إلي محافظة القاهرة ضرورة عدم مرور سيارات النقل علي أطراف الهضبة مشيرا إلي أن ذلك يتسبب في عمليات ارتجاجات أرضية قد تؤثر علي سلامة الهضبة وتؤدي إلي تفتيتها كما أنه من ضمن التوصيات أيضا عدم البناء علي أطراف الهضبة في مسافة من 200 إلي 300 متر وتغيير شبكة الصرف الصحي المتهالكة في المقطم والتي تعتبر السبب الرئيسي في هشاشة الصخور وسقوطها. وأكد أن عمليات تهذيب وإزالة الصخور مكلفة للغاية وهو مايعتبر إهدارا للمال العام مشيرا إلي أن المحافظة بدلا من إصلاح العيوب الرئيسية تقوم باستخدام العلاج المؤقت دون أن يكون هناك حلول جذرية تمنع وقوع كوارث. وفيما يتعلق بالتخوفات من حدوث انهيارات متوقعة لمنطقة المقطم أكد تعليب أن تلك التخوفات جزء منها صحيح بالنسبة لحواف الجبل لأنها مهملة ولا تجد أي عناية من المسئولين بها وهذه الحواف عبارة عن صخور ضخمة وبينها طفلة يزيد حجمها بتسرب المياه إليها وتنزلق بسهولة ولكن هناك تهويلا لا أساس له من الصحة بخطورة المياه علي سطح الهضبة أو أسفلها والدليل علي ذلك أن الجبال المنتشرة بالدول الأوروبية تعوم علي بحيرات من المياه الجوفية وتقام عليها المدن السكنية. وعلي جانب آخر رصدت الدراسات التي أجرتها الهيئة القومية للاستشعار عن بعد العوامل التي تؤدي إلي الانهيارات الأرضية في جميع محافظات مصر وأظهرت زيادة كبيرة بنسبة الرطوبة بمنطقة هضبة المقطم وقد تم تنفيذ وتصميم نموذج علي الحاسب الآلي لمراقبة ورصد هذه العوامل وتم تطبيق ذلك النموذج علي منطقة هضبة المقطم شرق القاهرة وأظهرت الدراسة أن سبب زيادة الرطوبة تشبع طبقاتها الأرضية بالمياه نتيجة تسربها بطبقات الصخور. وأرسلت الهيئة مذكرات وتقارير تحذيرية لجميع المسئولين والجهات التنفيذية المسئولة لمعالجة هذه المشكلة الجيوبيئية التي تهدد بوصول المياه وتسربها لطبقات الطفلة أسفل الطبقة الصلبة التي يتم البناء عليها مما يؤدي لاتساع الشقوق وتحركها وانهيار طبقات الأساس لتلك المباني مما يجعلها مهددة بالخطر. ولأن صخور الجبل علي الحواف مكونة من صخور متقطمة فقد سُميت باسم «المقطم» وهي مهددة بالسقوط نتيجة زيادة حجم الطفلة وتشبعها بالمياه التي تتسرب إلي الجبل. ومن جانبه قال اللواء عبدالسميع وهدان رئيس حي المقطم إن الحي اتخذ إجراء استباقيا وقام بعملية إزالة وتهذيب الصخور مشيرا إلي أن المحافظة لم تقم بهذا الإجراء إلا بعد أخذ رأي اللجنة العلمية التي شكلها محافظ القاهرة لدراسة حالة الصخرة مشيرا إلي أن عملية الإزالة شملت إزالة صخور بطول 100 متر وعرض 5 أمتار علي أطراف الهضبة. وأشار وهدان إلي أن الصخور الموجودة أعلي الطريق كانت تهدد حياة المواطنين مما دفع رئيس الوزراء بتكليف محافظ القاهرة بالتعامل معها وحي المقطم انتهي بالفعل من إزالتها مؤخرا مشيرا إلي أن الحي لا يتصرف إلا بتعليمات الجهات العلمية المشرفة علي هضبة المقطم. ومن جانبه قال اللواء ياسين طاهر نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية إن محافظة القاهرة تتعامل مع حي المقطم وفقا لما تراه اللجنة العلمية التي شكلها محافظ القاهرة لدراسة أوضاع الهضبة وتلك اللجنة بها عدد من الخبراء الجولوجيين المهتمين بمثل تلك المناطق مشيرا إلي أن عمليات الإزالة تمت لوجود بعض الصخور التي قد تهدد حياة مستخدمي الطريق الصاعد والهابط للمقطم وبالفعل عقدنا اجتماعا عاجلا الأسبوع الماضي داخل المحافظة وقمنا بتكليف الشركات المتعاقدين معها بالفعل للقيام بمثل تلك العمليات وقررنا غلق الطريق لمدة ثلاثة أيام وانتهينا بالفعل من عمليات الإزالة.