«شادي المنيعي».. قائد تنظيم أنصار بيت المقدس.. هو آخر العناصر التي تم القضاء عليها في سيناء.. ويعتقد أنه كان وراء العديد من العمليات الإرهابية هناك وداخل مصر كلها. بداية من تفجيرات طابا الشهيرة.. ومرورا بقتل الجنود في رفح.. وتهريب الأفارقة لإسرائيل عبر سيناء. واستهداف خطوط الغاز، وانتهاء بالهجوم علي أكمنة الشرطة.. وقد عرض التنظيم صورة لشادي يتابع خبر مصرعه علي «شاشة الكمبيوتر» لكن مصادر الداخلية نفت هذه الرواية المزعومة وأكدت مقتله هو وثلاثة من أعضاء التنظيم. وحسب ما تم تداوله من معلومات داخل وخارج مصر عن «شادي المنيعي» فإنه من منطقة الجورة بسيناء.. وكان والده من المقاتلين الذين شاركوا في نضال منظمة التحرير الفلسطينية ضد إسرائيل.. وتم أسره في أوائل السبعينات من القرن الماضي.. حتي تم إطلاق سراحه عام 1983.. ضمن صفقة لتبادل الأسري وقتها. وتم فيها إطلاق سراح ألف أسير عربي مقابل 3 جنود إسرائيليين. وعاد الأب وأبناؤه ومنهم شادي لقرية المهدية.. وعملوا بالزراعة.. حتي توفي منذ نحو عامين. أما شادي الحاصل علي شهادة الثانوية العامة.. فقد انضم لعدد من الأصدقاء، وباشروا عمليات لتهريب الأفارقة إلي إسرائيل وعبر سيناء وبعدها انضم لتنظيم التوحيد والجهاد.. وخلال تلك الفترة انتقل بين عدة مناطق في سيناء، حيث يمتلك 3 منازل أحدها في منطة المهدية وهو منزل العائلة.. والثاني في المقاطعة. أما الثالث ففي منطقة العجراء.. وفيه كان يستقبل بعض الشباب من داخل وخارج مصر للتدريب علي فنون القتال. وفي ذات المنزل.. كانت تتم التدريبات لبعض الشباب العرب.. وبعدها ينتقلون للجهاد في سوريا عبر الأراضي الأردنية. والمنايعة: التي ينتسب إليها شادي.. هي فخذ من أفخاذ قبيلة (السواركة) أحد أشهر القبائل في كل سيناء.. وبسبب انخراط شادي في العمل الجهادي وتهريب الأفارقة في السابق.. وفي العمليات الإرهابية ضد الدولة الآن. حدثت مشاكل داخل القبيلة. التي طالب بعض عواقلها شادي بالتوقف.. عن هذه النشاطات.. مع تبرؤ القبيلة منه.. في حالة استمراره فيها. وهنا.. طالب الشيخ خلف المنيعي.. برفع دعم واعتراف القبيلة بشادي المنيعي.. وأن تتبرأ من أعماله الإرهابية.. ولكن رأيه لم يعجب البعض داخل القبيلة.. وبالفعل خرج عليه إبراهيم المنيعي وهو ابن عم لشادي.. وقام بقتله!! والمرجح.. أن يكون قتل شادي المنيعي بعد ذلك، استكمالا للخلافات داخل العائلة.. وانتقاما لقتل الشيخ إبراهيم. هذا مهم .. ولكن الأهم.. هو من يقف وراء شادي المنيعي.. وهنا يكون الحديث عن تنظيم أنصار بيت المقدس بوجه خاص، حيث يعتقد أن شادي هو زعيمه، الذي كان وراء التخطيط لمعظم العمليات الإرهابية. كما يعتقد أنه شارك في قتل جنود رفح والاعتداء علي سائحين خلال الثلاث سنوات الماضية. وشادي «26 عاما».. كان حسب وزارة الداخلية وراء استهداف أكمنة الشرطة.. وقد تم اعتقاله.. وخرج بعد تفجيرات طابا التي شارك فيها. ويعتقد أن شادي قد تدرب علي يد القاعدة وأنصارها في سيناء.. وأصبح قائدا لبيت المقدس.. بعد خروجه من تنظيم (التوحيد والجهاد) وقد شارك في عمليات تفجير خطوط الغاز هناك. وإضافة لكل تلك الاتهامات.. يعتقد وعلي نطاق واسع أن المنيعي كان وراء قتل بعض مشايخ القبائل في سيناء.. وهو مادفع بعضهم للتعجيل بقتله في النهاية. وكان سريع البديهة.. والحركة من مكان لآخر. والهروب بعد كل عملية بطرق مختلفة ومبتكرة. عجزت أحيانا أجهزة الأمن عن تعقبه.. بسبب معاونة بعض القبائل له في سيناء.. وزملائه من داخل أنصار بيت المقدس.. الذي تولي الجناح العسكري فيه لفترة ليست بالقصيرة. ٭ ولكن هل ينهي مقتل شادي المنيعي.. وجود التنظيمات الإرهابية الجهادية في سيناء؟ - بالطبع لا .. وإن كان قد قلل من فاعليتها علي الأرض.. وسرعة حركتها، والأهم.. سرعة تعقب الأجهزة الأمنية لها.. والقضاء عليها قبل القيام بعمليات جديدة.