في الحوار الذي أجرته قناة (سكاي نيوز عربية) مع المرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي، قال المشير عن كرسي الرئاسة إنه كرسي من نار. لقد لفت نظري هذا التشبيه الذي يعني أن كرسي الرئاسة مسئولية ضخمة، وأن من يجلس علي هذا الكرسي لابد أن يكرس كل جهوده للنهوض بمصر، وحل مشاكلها، والعمل علي أن تأخذ مكانها الطبيعي الرائد في المنطقة ويكون لها دورها المؤثر في المجال العالمي. ومن هنا فإن هذا الكرسي ليس مريحا بل هو كرسي من نار.. إن في مصر مشكلات كثيرة.. اجتماعية واقتصادية وسياسية، والطريق إلي غد أكثر أملا وإنتاجا وإشراقا طريق صعب، لأنه يحتاج إلي مزيد من الإنتاج والعرق والدموع، ويحتاج إلي مزيد من الصبر حتي يتحقق ما يصبو إليه كل مصري نحو غد منتج واعد سعيد. وأهم ما يواجه الرئيس القادم بجانب التغلب علي المصاعب الاقتصادية، هو القضاء علي الإرهاب والتغلب علي الأفكار المنحرفة باسم الدين، والتي أساءت إلي الإسلام.. مع أن الإسلام هو دين التقدم والرقي والتسامح، وأن هذا الإسلام غزا القلوب والعقول، ومد ضوء حضارته إلي العالم كله، بل إن نهضة أوربا نفسها مدينة بتقدمها للمسلمين، الذين نشروا مبادئ الإسلام السمحة، وترجموا التراث اليوناني والفلسفة اليونانية إلي العربية، وانتقلت هذه الترجمات إلي أوربا عن طريق الأندلس. ومن هنا فإن عودة مصر إلي عصورها الذهبية.. وأن تأخذ دورها الإقليمي الريادي، أمر وارد ويمكن أن يصبح حقيقة واضحة المعالم، إذا عدنا للعمل والإنتاج والأخذ بالوسائل العلمية لننهض وينهض معنا عالمنا العربي. وتعبير المشير عبدالفتاح السيسي بأن كرسي الرئاسة من نار، يعطينا الأمل في المستقبل الواعد، لأن الرجل يدرك حجم المسئولية، وأن إدارة سفينة الوطن إلي بر الأمان يتطلب الأيمان بقضية هذا الوطن، وحقه في أن يعيش كريما، ويحقق دوره المنوط به في عالم يسابق ظله نحو التقدم وقد أحسست من حديث المشير أنه رجل دولة من طراز فريد، وأنه لو قدر له وتولي المسئولية فسوف ينهض ببلاده إلي آفاق لم تخطر علي بال، وأن مصر سوف تحقق ما تصبو إليه من أحلام وأمان رغم كل أشواك الطريق. ومصر سوف تجتاز بإذن الله كل الصعوبات لنبني وطنا عظيما يليق بتاريخها العظيم وشعبها العظيم أيضا.