علي أنغام فرقة البوادي الشعبية استقبلت صحراء دوز التونسية في حفل ختام الدورة التاسعة لمهرجان دوز للفن الرابع جميع الوفود العربية التي شاركت بالحب في هذه الاحتفالية والتي استمرت سبعة أيام في الفترة من 4 وحتي 9 إبريل الجاري علي مسرح بلدية فرقة دوز للتمثيل ومسرح دار ثقافة المرزوقي دون الإخلال بشعار المهرجان الذي يهدف إلي التبادل الثقافي والفكري بعيدا عن التنافس أو البحث عن جائزة، وهو الهدف الأساسي الذي يسعي إليه المهرجان منذ تأسيسه في عام 1985. واختتمت فاعليات هذه الدورة بعرض مسرحي للأطفال قدمته فرقة بلدية دوز للتمثيل بتونس بعنوان احكمة قاضب بدار ثقافة المرزوقي بدوز ثم قام مدير المهرجان الفنان المسرحي منصور الصغير بتكريم أعضاء الفرقة ومنحهم درع المهرجان ودعا الحضور لاستكمال حفل الختام بصحراء دوز والتعرف علي ثقافتهم والاستمتاع بتناول العشاء بفضاء الصحراء . وأعرب مدير المهرجان عن سعادته وتقدم بالشكر لكل من ساهم في نجاح هذه الدورة والتي خرجت بهذا الشكل اللائق بجميع الوفود المشاركة الذين حرصوا علي تلبية الدعوة التي وجهت لهم وقدموا عروضا متميزة لجمهور مسرح دوز وتفاعلوا معهم من خلال اللقاءات الحية مباشرة عقب العروض . من ناحية أخري قدمت الفرق المشاركة تحية شكر لأسرة المهرجان وأعضائه علي الجهود الذاتية التي بذلوها في إنجاح هذه الدورة بعد أن رفعت وزارة الثقافة يدها عن دعم المهرجان هذا العام . وفيما يخص العروض المشاركة فقد شارك من مصر فرقة 20 يناير بعرض اوجوهب الذي يتناول شخصية عامل دهانات بسيط يحاول طلاء حائط للحصول علي أجر يومي لكن الحائط تكشف عن ما بداخلها من قبح كلما حاول أن يطمس عوامل التعرية التي مرت بها، وهو ما يجعل الطلاء يتحول إلي وجوه مرت في حياة عامل الدهانات وحاولت النيل من براءته وشفافيته. وهذه التجربة المسرحية مأخوذة عن قصة للكاتب الليبي أحمد يوسف عقيلة ومن تأليف فتحي القابسي ومن إخراج شرح البال عبد الهادي، ويقوم بشخصية عامل الدهانات ناصر عبدالحفيظ، وهي تجربة إنسانية ولها طبيعة خاصة في الأداء التمثيلي المركب حيث يتنقل الممثل فيها بين تسع شخصيات رئيسية وكل شخصية تحمل أكثر من رؤية درامية تصل إلي الجمهور بكافة مستوياته. وقال بطل العرض إن هذه التجربة قمنا بتقديمها بشكل جديد بسبب الإصابة التي تعرضت لها إثر حادث قبل السفر بأيام لكننا حرصنا علي المشاركة كما اعتدنا من قبل، حيث تحمل مخرج العرض شرح البال عبد الهادي مسئولية تجسيد شخصية البطل علي خشبة المسرح علي أن أقوم بمسألة الأداء الصوتي للشخصية وهي فكرة جديدة للخروج من أزمة عدم المشاركة في المهرجان وساعدنا أيضا علي هذه المشاركة الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الذي ذلل لنا كافة الصعوبات للسفر إلي تونس. ومن ضمن العروض التي شاركت أيضا مسرحية ا الخنار ا والتي قدمتها فرقة النجم التمثيلي بقفصة تقول عنها راوية براهمي إحدي المشاركات في العرض إنها عالجت قضية ما يحدث في دهاليز السلطة والوزارات بطريقة هزلية وأن مايحدث في تونس بعد الثورة هو ترجمة لرغبة التونسيين في أن يمروا ببلادهم إلي بر الأمان، ولكن بقيت الأمور علي حالها وكأن الثورة لم تحقق أهدافها التي جاءت من أجلها وهو ما أدخل الشك في نفوس التونسيين في الوصول إلي نتيجة . والمسرحية من نوعية دراماتورجيا، وهي من إخراج نصر الدين جلول، ومن تأليف رشاد الزواري، وبطولة كل من عاطف راشدي، مصدق صالحي، عواطف مبارك. أما عرض ا علي بن غذاهم ..باي الشعب ا والذي قدمه مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة فتناول شخصية القائد علي بن محمد بن غذاهم الذي قاد ثورة أشعلت البلاد التونسية عام 1864 كما تحاول أن تعطي بعضا من سيرة ثورة شعب أجهضت حيث ألقي بالثائرين في السجون وأُعدم قائدهم. كما شارك أيضا عرض اانفلاتب إنتاج شركة اسبيس للإنتاج دراماتورجيا وإخراج وليد الدغسني وتمثيل أماني بلعج ومكرم السنهوري. العرض يندرج ضمن الأعمال الفنية التي تجسد نقل الواقع التونسي إبان الثورة وما بعدها في إطار الخوف من المجهول، ليركز المخرج في اانفلاتب علي مقابلة بين عقلنة الثورة من جهة وضرورة الصدام وافتكاك الحق من جهة أخري. وتروي المسرحية قصّة زوجين يعيشان في حي شعبي يجعلهما الخوف من فكرة تعرض منزلهما إلي الاعتداء من طرف الغرباء يدخلان في حالة هستيريا، خاصة أن البلد الذي ينتميان إليه يعيش حالة ثورة شعبية. وبين الخوف والترقب، ينطلق الحوار والنقاش، مرة بين شخصين عاقلين ومرة أخري للدعوة إلي التغيير السياسي إلي أن تقرر البطلة النزول إلي الشارع والمواجهة تاركة وراءها البطل مع مصيره المجهول. كما شارك أيضا عرض ا الرهيب ا الذي يسترجع سيرة حاكم القيروان إبراهيم بن الأغلب الذي دفع إلي الحكم وكان زاهدا فيه، ليتحول إلي طاغية يتمسك بعرشه تمسّكا مرضيا، ولم يتردد في إراقة دماء وقمع شعب من أجل بقائه في سلطته. تنطلق المسرحية من ليلة وفاة أمير البلاد اأبو الغرانيقب واجتماع حكماء إمارة القيروان حول واليهم إبراهيم بن الأغلب الثاني، الذي جسد دوره الفنان البشير الغرياني، طالبين منه أن ينتزع الملك من ابن أخيه ولي العهد. غير أن ابن الأغلب رفض وأبدي زهدا في السلطان، حتي لان بعد إلحاح وقبل الفكرة، فخرج منقلبا علي ابن أخيه. تلك الليلة التي كما تعالجها المسرحية فتحت علي أهل البلاد بابا أسود للقتل والترويع. ورغم انتصاراته في توسيع دولة الأغالبة بفتح جزر في أوروبا (صقلية ومالطا) فإن طغيانه وجنونه أعمياه عن أصول الحكم، فروّع رعيته وبطش بحاشيته وطال سيفه بناته، حتي جاء القحط وجاع الناس فخرجوا عليه قبائلَ وأفرادا، لينتهي حكم طاغية صنعته حاشية فاسدة كانت قبل توليته نخبة حكيمة. والعمل من تأليف عبدالقادر اللطيفي، وبطولة جمال المداني، وبشير الغرياني، وصلاح مصدق، وحليمة داود، وفوزية ثابت. أما بالنسبة للعرض المسرحي الجزائري االموقوف 80ب لفرقة المسرح الحر اميلاف 86ب فتدور أحداثه في السجن في غرفة التحقيق مع المساجين أين يعمل المحقق بشتي الطرق والوسائل لإجبار الموقوف علي الاعتراف بالجرائم المنسوبة إليه والتي فشل الكثير من المحققين السابقين في انتزاعها منه طيلة فترة إقامته بالسجن، وهو من إخراج زروق نكاع وتأليف المسرحي السعودي عباس الحايك. وعلي مدار ساعة من هذا العرض الذي أنتج في 2013- يصطدم المحقق بشجاعةالموقوف وإصراره علي براءته وأن التهم المنسوبة إليه ما هي في النهاية إلا حق من حقوقه الشرعية وفقا لملصقة العمل. وشارك فيها 8 ممثلين بينهم محمد الحواس في دورالموقوف ويحيي طبيش وآسيا شرطيوي في دور المحقق ومحمد عنيقي في دور الحارس وسينوغرافيا رضا بو البصير ووضع لها الموسيقي محمد عنيقي.