بدأت أهم خطوة لخارطة الطريق وهي الانتخابات الرئاسية التي أعلن عن فتح باب الترشح لها نهاية مارس الماضي وظهر علي السطح بصورة واضحة مرشحان محتملان هما المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق وحمدين صباحي القطب الناصري وبدأت حملاتهما الانتخابية بالفعل في جمع توكيلات الترشح وتنظيم الحملات الدعائية والانتهاء من إعداد البرامج الانتخابية كل هذا ويبقي التساؤل: هل عجزت مصر عن إفراز أسماء أخري بخلاف السيسي وصباحي اللذين تنحصر بينهما المنافسة الحقيقية حتي الآن؟ وشهد مطلع الأسبوع الجاري انضمام أحد الأسماء البارزة - المثيرة للجدل - المستشار مرتضي منصور، رئيس نادي الزمالك، إلي السباق الرئاسي رسميا وكذا العالم المصري حسين بركات ما من شأنه تغيير خريطة السباق الرئاسي المقرر انطلاقها يومي 26 - 27 مايو المقبل وسط توقعات بلحاق أسماء أخري بقطار الرئاسية قبيل إغلاق باب الترشح نهاية أبريل الجاري. علي الجانب الآخر هناك الأحزاب السياسية التي من المفترض أنها عصب العملية السياسية نراها الآن تقف موقف المؤيد والمشجع واالمهللب ولن يفكر حزب من هذه الأحزاب التي لم نعد نستطيع حصرها في ترشيح اسم تابع لها في السباق الرئاسي حتي الأحزاب العريقة الكبيرة والقديمة تفرغت البعض منها الآن إلي مشاكلها وصراعاتها الداخلية وتبادل الاتهامات بين قادتها وهو مايشهده حزب الوفد الآن أما حزب التجمع فاعتبر أن دور الأحزاب السياسية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، يمثل استعدادًا جديا لها قبل مشاركتها في الانتخابات البرلمانية، المزمع إجراؤها عقب الانتهاء من الاستحقاق الرئاسي. ويري حزب الوفد أن هناك متغيرا جوهريا يجب إدراكه وهو أن الشعب المصري أصبح صاحب قراره ولن يثنيه أحد عن ركب التقدم كما أنه بات طرفاً أساسياً في المعادلة الأهم من ذلك أن المصريين وخلال حكم الإخوان انتفضوا عندما انتابهم شعور بأن الهوية المصرية تستبدل بأخري مزيفة شعارها التقسيم الجغرافي والمجتمعي فصححوا الأخطاء وواجهوا التضليل والتخدير.. وعندما تطرق الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد وعضو جبهة الإنقاذ إلي شخوص المرشحين للرئاسة قال إن حمدين مناضل وطني ساهم كغيره من الشخصيات الوطنية في صناعة ثورة 25 يناير 2011 وهو إنسان وطني مخلص خرج كما يحب أن يصف نفسه بأنه ابن المشروع الناصري وبرنامجه نحو العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ويمتلك برنامجاً جيداً للعبور بمصر من هذه المرحلة وإن كنت أري أن البرامج ليست هي كل شيء المهم القدرة علي تنفيذ هذه البرامج. وعموماً فإن أي مرشح بعد 30 يونيو ينتوي الخير لمصر وسوف نكون أمام معركة انتخابية شفافة خاصة أن الدولة المصرية حصلت علي استقلالها. وعن التقارب بين شخصية حمدين صباحي والسيسي أوضح رئيس حزب الوفد أن التقارب بينهما كبير إلا أن المشير السيسي التزم الصمت فترة خلال حكم الإخوان في محاولة لترقب الموقف وتحديد مرحلة النهاية بجسارة المقاتل.. بما يؤهله لقيادة البلاد، ومصر في وضعها الراهن تحتاج مشاركة الجميع في نهضتها دون إقصاء لأحد وهكذا تبني الدول ويكون التقدم. أما الدكتور رفعت السعيدت عضو المجلس الرئاسي لحزب التجمعت فأكد أن الهيئة العليا للحزب قررت تأييد المشير السيسي الذي يري في شخصه منقذ مصر وطوق النجاة من الظلم والفساد فهو القائد العسكري المنضبط الذي انحاز إلي إرادة الشعب الذي خرج بالملايين في 30 يونيو للمطالبة بعزل مرسي وكان انحيازه أكبر دليل علي أن الجيش ملك للشعب يأتمر بأوامره ويسعي بكل السبل نحو حماية إرادته. يشير السعيد إلي أن السيسي رجل المرحلة ومؤهل لقيادة البلاد خاصة أن كل المؤشرات تؤكد اقتراب المشير من الفوز برئاسة الجمهورية. ويري حسين عبدالرازقت عضو المكتب السياسي لحزب التجمعت أن انتخابات الرئاسة القادمة ستكون تعددية تنافسية بين أكثر من مرشح وإن كنت أري أن المشير السيسي هو أنسب وأفضل رجل في هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ الدولة المصرية حيث الحرب الضروس التي تخوضها مصر ضد الإرهاب بكافة أنواعها، كما أنه يحظي بتوافق مجتمعي كبير وحب من جانب أبناء مصر وهو بطبيعة الحال رجل المرحلة بلا منازع لأنه في الأساس يتمتع بإجماع شعبي كبير بالإضافة إلي حالة التوافق الوطني التي يحظي بها. وأشارنبيل زكي، المتحدث الإعلامي باسم حزب التجمع إلي أن الأحزاب عليها دور في المرحلة المقبلة في الحشد لدعم مرشحها الرئاسي، الأمر الذي اعتبره اختبارًا علي قدرتها علي الحشد في الشارع. الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي تري أن السيسي يحمل مقومات رجل الدولة وشخصية قيادية وطنية قليلة الكلام كثيرة الفعل تتمتع بالضبط والربط وهذا ما تحتاجه مصر في ظروفها الراهنة وثقل المسئولية أمام ملفات ضخمة تحتاج إلي منقذ. أما حمدين صباحي فتري أنه شخص وطني لا غبار عليه إلا أنه ليس رجل المرحلة الحالية لصعوبتها وعدم وجود تنظيم سياسي كبير يمكن مساندته في قيادة البلاد وكان أولي لحمدين صباحي أن يهتم بالتيار الشعبي الذي يترأسه حتي يكتمل بناؤه وحينها سيكون مؤهلاً لقيادة البلاد. وفي تصريح له قال الدكتور عمرو الشوبكي، عضو الهيئة الاستشارية للحملة الانتخابية للمشير عبد الفتاح السيسي، المرشح الرئاسي المحتمل، إن الأحزاب السياسية غير قادرة علي إحداث الفارق في المنافسة علي الرئاسة، وإن كان لها تأثير معنوي مهم، بأن تقول إن أحزابًا كبيرة داعمة لأحد المرشحين، لكن عمليًا شعبية المرشحين أقوي من الأحزاب. وأضاف الشوبكي، أن حمدين صباحي، المرشح الرئاسي المحتمل، مثلا يدعمه التيار الشعبي الذي هو نواة حملته الانتخابية في 2012 والأصوات التي حصل عليها صباحي في الرئاسية أكبر مما حصل عليه حزبه الكرامة في البرلمانيات السابقة، وأضاف: المشير عبد الفتاح السيسي أيضا ليس لديه حزب وهو يعتمد علي ظهير شعبي وليس سياسيا. وأكد أن هناك اثنين من المرشحين قوتهما في مشروعهما السياسي ورؤية الناس ودعمهما، ويجب علي الأحزاب أن تعي الدرس لأنه لا يمكن بناء نظام من دون أحزاب، يجب أن تعمل علي لعب دور قوي في المشهد السياسي. أما المرشح الجديد الذي قرر خوض ماراثون الرئاسة بعد نجاحه باكتساح في انتخابات نادي الزمالك المستشار مرتضي منصور الذي أيقن أن ملعب الانتخابات يسع من المرشحين األفاًب وأعلن منصور خلال مؤتمر صحفي: لإعلان ترشحه في السباق الرئاسي اكلام واضح عشان الناس اللي بتطبطب وتبوسب، الإضرابات والاعتصامات يجب وقفها لعام كامل حتي تستعيد مصر عافيتها وقوتها.. كل واحد متخانق مع مراته يروح يقطع السكة الحديد، ده كلام غير مسموح به .وأضاف: اهناك حالة من الفوضي في البلد، في أسوان الطرفين المتقاتلين بيطالبوا بمعاقبة الشرطة، أنا مندهش، إزاي تعاقب الشرطة وأنت اللي قتلتب. وأشار إلي أنه لو كان رئيسًا للجمهورية فإنه كان سيأمر بحظر التجول في مناطق الاشتباكات في أسوان، وإعلان الأحكام العرفية االطبطبة والدلع اللي بيحصل ده مش هيحصل.. الناس اللي ماتت في حرب 73 مش قد اللي مات في أسوان ومصر من 25 يناير إلي الآنب.. واعتبر أن : مصر فيها ترسانة من القوانين لكنها لا تطبق، عدلي منصور رغم إنه رئيس مؤقت إلا إنه مطلعش بيان واحد وكأنه غير موجود وكأنه في حالة غيبوبة، نايم خالص، وكل يوم شباب بيموت والبلد كلها بقت دم. وقال إن سبب الإرهاب في مصر يعود إلي انتشار البطالة والفقر والمحسوبية، مُضيفا: الجهاز الإداري محتل وسط البلد ومصر الجديدة، وفي وزارات وإدارات وناس بتنام في العشوائيات اللي بيطلع منهم الإرهاب. ودعا إلي إخراج مباني الجهاز الإداري للدولة ونوادي الجيش والشرطة من منطقة وسط القاهرة، وبناء عقارات مكانها لسكان العشوائيات ومن ليس لديه سكن، وقال اأنا مش محتاج الحدائق الكبيرةب. معتبرًا أنها يمكن الاستغناء عنها حلا لمشكلة الزحمة.