وسط خلافات شديدة.. أبرزها الانقسام الخليجي إلي جانب اتهام عراقي لقطر والسعودية بإعلان الحرب علي العراق.. وأزمة سوريا مفتوحة علي المجهول.. عقد وزراء الخارجية العرب بالقاهرة دورتهم ال 141 والتي غاب عنها وزير الخارجية القطري خالد العطية الذي ناب عنه مساعده محمد بن متعب.. كما شارك فيها رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا ولكن دون أن يشغل مقعد سوريا الذي ظل شاعرا.. وزير خارجية دولة جنوب السودان برنابا بنجامين الذي يشارك لأول مرة في اجتماع وزراء الخارجية العرب. لم يكن ملف الخلاف الخليجي أبرز ما شهدته الأحاديث والحوارات داخل كواليس اجتماعات مجلس الوزراء العرب بل كان أبرز ما جاء في كلمة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي الذي أكد أن العلاقات العربية تمر بمرحلة حساسة من الخلافات والانقسام بحيث نحتاج من الجميع الوقوف وقفة جادة من أجل إصلاح ماحل بها من خلل يؤثر علي استقرار المنطقة بأكملها.. كما أكدت مصادر دبلوماسية داخل الجامعة علي هامش الاجتماع أن هناك حالة من التعنت والانقسام بشكل كبير داخل الجامعة العربية معتبرة أنه إذا كانت الأزمة السورية قد وضعت العلاقات العربية في غرفة العناية المركزة فإن الخلافات الخليجية قد تجهز عليها.. مؤكدة أن الجامعة العربية تعيش أسوأ أيامها. السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أكد أن هناك جهودا تبذل لاحتواء الأزمة معربا عن أمله أن تكون غيمة وتنقشع مشيرا إلي أن المنطقة العربية تتعرض الآن لتحديات كبيرة وهناك مخاطر تحدق بالدول العربية مشددا علي ضرورة عودة التضامن العربي ووجود قرار حاضر يضمن مصالح الدول العربية وأمنها واستقرارها. والسؤال الآن لماذا وصلت العلاقات العربية خاصة داخل مجلس التعاون الخليجي إلي هذه الحالة؟ وهل ستغير قطر رسم سياستها العربية، أم ستتجه إلي مزيد من التصعيد؟ وما أثر ذلك علي العلاقات العربية وهل سيعيد رسم تحالفات جديدة بالمنطقة؟ السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية السابق يشير إلي بعض المواقف التي تعكس تغريد الدوحة خارج السرب العربي والخليجي ومنها إصرارها علي احتضان مؤتمر دافوس للتعاون الشرق أوسطي عام 1997 رغم صعود حكومة نتنياهو إلي الحكم وتجميدها لاتفاقيات أوسلو.. ورفضها النصائح بإلغاء أو تأجيل المؤتمر أو الامتناع عن استضافته.. كذلك موافقتها علي مبادلة الأراضي خلال أول اجتماع للجنة المتابعة لمبادرة السلام برئاسة وزير خارجيتها حينذاك مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إبان قمة الدوحة.. وهو ما دفع الفلسطينيين والوزراء العرب الذين شاركوا في الاجتماع إلي نفي وجود أي اتصال بهذا الخصوص والتبرؤ مما صدر عن مسئولين قطريين حول هذه المسألة. الموقف الثالث كما يقول خلاف ظهر جليا في ادعاء الدوحة تأييدها خيار الشعب المصري في ثورة 30 يونيو التي أسقطت حكم الإخوان لكنها انكشفت فيما بعد من خلال المواقف والممارسات علي الأراضي. ويصف المحلل السياسي الدكتور عمرو هاشم ربيع خطوة استدعاء وسحب السفراء من قطر بالإجراء غير المسبوق بين دول الخليج وتعد الخطوة الثلاثية شديدة اللهجة للرد علي تجاوزات قطر في حق الأمة العربية وتهديدها للأمن القومي العربي والخليجي.. ويضيف: إن هذا الموقف يحمل رسالة قوية للدوحة مفادها ضرورة إعادة تقييم سياستها والتوقف عن التدخل في الشئون الداخلية وتمويل الجماعات المسلحة في العالم العربي، وأشار إلي أن هذه الخطوة جاءت بعد صبر طويل من دول مجلس التعاون الخليجي علي تجاوزات قطر. فيما توقع الدكتور طارق فهمي نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن قطر سوف تسلك طريق التصعيد تجاه قرار السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائهم من الدوحة.. وأشار إلي أن قطر لم تنصت إلي مطالب مجلس التعاون الخليجي ولم تسمح للوساطة التي قامت بها الكويت منذ أسابيع قليلة وضربت بكل المطالبات الخليجية عرض الحائط.. ويعتقد فهمي أن هذا القرار سيترتب عليه تفكيك مجلس التعاون الخليجي وسيكون هناك تحالف جديد يسمي نموذج (4 + 2) وهو تحالف جديد سيضم مصر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن حيث تحمل دول الخليج رقم 4 ومصر والأردن رقم 2 وسيكون هناك تعاون مشترك في المجال العسكري وتبادل المصالح في عدد من المجالات الأخري وأشار إلي أن هذا المقترح رهن الدراسة حاليا وسيتم الاتفاق عليه قريبا مشيرا إلي أن المناورات العسكرية المصرية الإماراتية حاليا هي بداية لهذا الاتفاق.. ويؤكد لقطر أن مصر مازالت في الصورة مع دول الخليج التي تتخذ هذه القرارات المهمة.