"الثقافة والهوية" العنوان الذي اختير لهذه الدورة، من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهو عنوان مشتق من جدل، انفجر نهايات العام قبل الماضي، مع وصول جماعة الإخوان المسلمين للحكم، وبدء وضع الدستور آنذاك، حول طبيعة الهوية التي ينبغي أن تكون للمجتمع المصري، وهو جدل تواصل واستمر، حتي كتابة دستور آخر، وبدء خطوات اختيار نظام سياسي جديد، وتأتي هذه الدورة من معرض الكتاب، الذي بلغ عامه الخامس والأربعين، وسط أحداث ساخنة، وعلي وقع تفجيرات وأعمال إرهابية، غير أن هذه الأحداث لم تؤثر علي إقبال الجمهور علي المعرض، الذي شهد زحاما كبيرا، في الأيام الأولي لافتتاحه. وعلي مدي أكثر من 3 سنوات، ظل الجمهور هو البطل الحقيقي لمعرض الكتاب، مع اختلاف الأنظمة السياسية المتعاقبة، والأحداث الكبيرة التي مرت بها مصر، وتغير المسئولون الضيوف الرسميون والمدعوون في حفل الافتتاح الرسمي، منذ دورة عام 2011 التي ألغيت آنذاك لتزامنها مع يوم جمعة الغضب في 28 يناير، وبعدها الدورة التي أقيمت خلال فترة حكم المجلس العسكري للبلاد، والتي لم تشهد افتتاحا رسميا تقريبا، وصولا لدورة العام الماضي التي افتتحها الرئيس المعزول محمد مرسي، وشهدت اختلافا كبيرا، في طبيعة المشاركين، وكذلك الدورة الحالية التي افتتحها الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور. وبحسب مسئولي الأجنحة ودور النشر المشاركة، فإن الجمهور الكبير الذي توافد خلال الأيام القليلة الماضية، تركز هدفه علي اقتناص إصدارات دور النشر الحكومية، منخفضة الثمن، قبل نفادها، مثل إصدارات الهيئة العامة للكتاب، وهيئة قصور الثقافة.