القانون يضع شروط لترقية الموظف في قانون التعليم.. تعرف عليها    أشخاص يحق لهم إدخال المريض النفسي المصحة إلزاميًا.. تعرف عليهم    نقيب المحامين يترأس جلسة حلف اليمين القانونية للأعضاء الجدد، الثلاثاء    94.2 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات بداية الأسبوع    عمرو أديب: صندوق النقد يفرض وصفة "صعبة المذاق" على مصر بشروط جديدة    قبل انعقاد القمة العربية، ترامب: قطر حليف رائع للولايات المتحدة (فيديو)    الحوثيين: استهدفنا مطار رامون في إيلات وهدف عسكري في النقب ب4 طائرات مسيرة    إعلام إسرائيلي: احتلال مدينة غزة قد يستغرق 6 أشهر    أيهما أفضل الحضري أم دوناروما؟ إجابة مفاجئة من أبو تريكة (فيديو)    "عم عموم الناس".. عصام الحضري يرد على إشادة محمد أبو تريكة به    استمرار ارتفاع درجات الحرارة، الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم    حبس متهم وزوجته 4 أيام بتهمة غسل أموال المخدرات ب 70 مليون جنيه    ترامب: فنزويلا تُرسل لنا مخدرات وعصابات وهذا غير مقبول    ألبوم "KPop Demon Hunters" يتصدر قائمة بيلبورد 200 للمرة الأولى منذ "Encanto"    ميج ستالتر تظهر ببنطال جينز على السجادة الحمراء لحفل إيمي (فيديو)    آمال ماهر: محبة الناس وصلتني لما قالوا عليا صوت مصر    توافد النجوم على ريد كاربت حفل توزيع جوائز إيمي ال77- صور    بسنت النبراوي: تركت مهنتي كمضيفة جوية بسبب ظروف صحية والتمثيل صعب للغاية    الكمون يحافظ على صحة الكبد والقلب ويقوي المناعة    ملخص وأهداف مباراة برشلونة ضد فالنسيا 6-0 في الدوري الإسباني    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الاثنين 15 سبتمبر 2025    عمرو أديب: الإصلاحات الاقتصادية تعبير دمه خفيف وظريف جدًا لزيادة الأسعار    برشلونة يدهس فالنسيا بسداسية تاريخية في الدورى الإسباني    كأس الإنتركونتيننتال.. موعد مباراة بيراميدز وأهلي جدة السعودي    منتخب مصر تحت 20 عامًا يبدأ تدريباته في تشيلي استعدادًا ل كأس العالم    مجموعة الصعيد.. نجوم مصر يواجه المنيا والبداري يلتقي الألومنيوم بالقسم الثاني «ب»    «لا يستحقون الفانلة الحمراء».. مجدي الجلاد ينتقد لاعبي الأهلي برسائل لاذعة    5 مصريين يتأهلون لربع نهائى بطولة مصر المفتوحة للاسكواش    الذهب الأبيض.. انطلاق حصاد القطن بالقنطرة شرق بالإسماعيلية    "القومي للمرأة" يستقبل وفد زوجات الظباط الأفارقة    مدير تعليم القاهرة: لا تهاون في الصيانة واستعداد كامل لاستقبال الطلاب    بالأسماء.. إصابة 4 من أسرة واحدة في البحيرة بعد تناول وجبة مسمومة    الشاشة وقوة البطارية والإمكانات.. مقارنة بين «آيفون 17 برو ماكس» و«سامسونج جالاكسي S25 ألترا»    مصرع طفلة بعقر كلب داخل كمبوند بأكتوبر    حبس عامل متهم بقتل شقيقه في الجيزة    تفاصيل السيطرة على حريق داخل مستشفى أسوان الجامعى بسبب ماس كهربائى.. المحافظ: النيران التهمت أوراقا بمكاتب إدارية.. رئيس الجامعة: المعامل لم تتأثر ونقل 15 حالة للأدوار العليا ولا توجد خسائر بشرية.. صور وفيديو    رسميًا بعد الارتفاع الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 15 سبتمبر 2025    سعر الطماطم والبطاطس والخضار في الأسواق اليوم الاثنين 15 سبتمبر 2025    الولايات المتحدة تنشر 5 طائرات "إف-35" في بورتوريكو وسط تصاعد التوتر مع فنزويلا    الشرطة البريطانية تلقي القبض على 25 شخصًا على خلفية العنف بمسيرة لندن    «تركيز الناس قل».. حمزة نمرة يكشف أسباب طرحه ألبوم «بالتقسيط» (فيديو)    الثور «جذاب» الجوزاء «ثرثار» والحمل «ابن نكتة».. الانطباع الأول عنك حسب برجك الفلكي    ريهام عبدالغفور في أحضان والدها بمساعدة الذكاء الاصطناعي    لقاء الخميسي في الجيم ونوال الزغبي جريئة.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    فلكيًا.. موعد شهر رمضان 2026 في مصر وأول أيامه وعيد الفطر المبارك    وزيرا الخارجية العراقي والإيراني يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع بالمنطقة    مطار العريش يستقبل طائرة مساعدات كويتية لصالح غزة    لا تقترب من السكر والكربوهيدرات المكررة.. 5 أطعمة تساعدك على التخلص من ترهل الذراعين    كيف يؤثر داء السكري من النوع الثاني على الكبد؟    ما حكم عمل المقالب في الناس؟.. أمين الفتوى يجيب    شركة مياه الشرب تعلن عن وظائف جديدة بمحافظات القناة    الصحة: إيفاد كوادر تمريضية إلى اليابان للتدريب على أحدث الأساليب في إدارة التمريض    تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 284 ألف مواطن ضمن "100 يوم صحة" بالمنيا    جامعة قناة السويس تُكرم فريق المتطوعين بمركز خدمات الطلاب ذوي الإعاقة    هل يجوز أن أنهى مُصليًا عَن الكلام أثناء الخُطبة؟.. الأزهر للفتوى يجيب    تعطيل العمل بالقسم القنصلي للسفارة المصرية بالدوحة    «الإفتاء» تواصل عقد مجالسها الإفتائية في المحافظات حول «صلاة الجماعة.. فضائل وأحكام»    د.حماد عبدالله يكتب: حينما نصف شخص بأنه "شيطان" !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إيران من الداخل
رغم الاكتفاء الذاتي في ظل الحصار الاقتصادي.. نسبة التضخم ترتفع إلي 44٪

جامع فاطمة المعصومى بمدىنة قم .. حىث ىقىم مسلمو الشىعة احتفالاتهم الدىنىة علي الرغم من مقاومتها للحظر والحصار والعزلة التي فرضتها عليها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية..لتعنتها أمام هذه الدول لإثبات حقها في استكمال برنامجها النووي.. ومواجهتها لكل هذه التحديات بالاعتماد علي نفسها،وإحداث نوع من الاكتفاء الذاتي في كل المجالات من غذاء..و كساء.. ودواء.. وصناعة.. وزراعة، وإدارة البلاد بمنظومة متكاملة تستحق الاحترام.. إلا أن الاقتصاد الإيراني أصبح يعاني في الوقت الحالي أشد المعاناة بعد أكثر من 4 سنوات من العقوبات الاقتصادية والعزلة..الناتج المحلي الإجمالي انخفض انكمش بمعدل 6٪ في السنة، الأسعار تزايدت بشكل كبير..نسبة التضخم ارتفعت بشكل -فاضح- حتي بلغت 44٪.. هذا بخلاف قضية البطالة التي أصبحت تؤرق أغلب الإيرانيين!
وعلي الرغم من أن برنامج الزيارة لإيران لم يكن متضمنا أي معلومات أو بيانات اقتصادية أو زيارة أي من المجتمعات الصناعية الكبري في إيران إلا أن بعض المعلومات البسيطة التي تواردت إلي ذهني جعلتني أبحث فيها والتي كانت طرف الخيط فيها ارتفاع معدلات التضخم إلي هذا الحد، في حين نعاني في مصر من نسبة تضخم تصل إلي أقل من 12٪ فقط.. وإن جاء هذا نتيجة اتجاه إيران أثناء حكم الرئيس أحمد نجاد لخطة إصلاح للدعم الحكومي في ديسمبر 2010 تهدف إلي تخفيف الضغط علي أموال الدولة عن طريق اقتطاع عشرات المليارات من الدولارات من الدعم الحكومي للمواد الغذائية والوقود وإنفاقها في مجال تخصيب اليورانيوم والأعمال الحربية..وعلي الرغم من أن عمل الحكومة الإيرانية علي مدي 3 سنوات علي تخفيف حدة هذه التأثيرات علي المواطنين وبالتحديد علي الطبقات الفقيرة من خلال معونات نقدية لكل الإيرانيين بمعدل 46 دولارا تصرف في منتصف كل شهر تقريبا.. إلا أنه من الواضح أن تلك السياسات تسببت في ارتفاع أسعار الطاقة والمنتجات والمواد الغذائية، وخاصة أسعار الخبز والألبان واللحوم والأرز مما أدي إلي عملية ركود واسعة وزيادة معدلات التضخم في إيران إلي هذه النسبة المرتفعة والتي بلغت 44٪.. خاصة في ظل ثبات الحد الأدني للأجور حاليا 485 مليون ريال شهريا أي ما يعادل 140 دولاراً.. ويحاول الرئيس الجديد حسن روحاني إحداث نوع من الإصلاحات الاقتصادية، إلا أن المهمة ليست سهلة علي المدي القريب، خاصة إذا عرفنا أن العائدات النفطية تمثل 80٪ من إجمالي الصادرات الإيرانية للخارج.. كما أنها تمثل من 50 إلي60٪ من العوائد المالية الحكومية.. وهو ما يفسر أهمية القطاع النفطي للاقتصاد الإيراني.. يضاف إلي ذلك حجم الأموال المجمدة في الخارج المقدرة بحوالي60 مليار دولار كل هذا أحدث أزمة سيولة كبيرة في إيران.
وربما يفسر ذلك أيضا سر لجوء الكثير من رجال الأعمال الإيرانيين إلي الاستثمار في الإمارات..حيث تقدر استثماراتهم هناك بحوالي 500 مليون دولار.. ولقد أكد العديد من المسئولين الإيرانيين من الذين التقيناهم علي أن رجال الأعمال الإيرانيين يودون توجيه استثماراتهم إلي مصر لإثبات فعلي للعالم أن مصر بلد آمن يستطيع جذب الاستثمارات من كل دول العالم بلا تخوف علي رأس المال.
وبغض النظر عن الظروف الاقتصادية المنتظر أن تواجهها إيران في ميزانيتها الجديدة..إلا أن الشواهد الأولي لزيارتي لإيران تؤكد أنها دولة كبيرة استطاعت أن تقف علي قدميها في وجه كل هذه الضغوط الدولية.. فإيران تمتلك بنية أساسية متكاملة.. وشبكة مواصلات وطرق واسعة وكبيرة جدا تخدم كل إيران بحيث لا تشعرك بالزحام المروري رغم أن التعداد السكاني لإيران بلغ 80 مليون نسمة،وتم توصيل المياه والصرف صحي لكل شبر في إيران، وهناك نظام صحي حاصل علي جائزة دولية ويقدم خدمات صحية في أقصي بلدان إيران وعلي أعلي مستوي.. كما أن هناك نظاما تعليميا محترما استطاع أن يعلم 99٪ من الإيرانيين بمن فيهم السيدات، حيث تصل نسبة التعليم الأساسي للإناث إلي 99 ٪ أيضا.
وهذه ملاحظة يجب التوقف عندها أيضا حيث تمثل المرأة الإيرانية منافسة كبيرة للرجال في جميع مجالات العمل وقد ظهر ذلك واضحا في جميع الأماكن التي تمت زيارتها، حيث كان السواد الأعظم ممن يقومون بشرح تفاصيل عمل الأماكن لنا.. أو ممن يقومون بالترجمة جميعهم من النساء.. حتي عندما كنا في زيارة لقبر الجندي المجهول أو في بانوراما الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت أكثر من 8 سنوات - وبالمناسبة فهم يطلقون عليها هناك الحرب الصدامية نسبة إلي صدام حسين ولا يعتبرون أنفسهم أنهم كانوا يحاربون العراق.. فهو شعب شقيق وودود بالنسبة لهم وبينهم علاقات اقتصادية وتجارية كبيرة- فقد كانت من تقوم بالشرح أيضا لتفاصيل هذه الحرب امرأة إيرانية.. ومن المعلومات المؤكدة التي علمتها أن نسبة الطالبات أصبحت تفوق نسب الطلبة في التعليم الجامعي وهو ما ينذر بزيادة نسبة عمالة المرأة في إيران خلال السنوات القادمة.
وفي شوارع إيران مترامية الأطراف تستطيع التوقف عند بعض الظواهر والمعالم منها علي سبيل المثال برج "ميلاد" الذي يعد سادس أطول برج علي مستوي العالم، ويبلغ ارتفاعه 435 مترا، وشارك في بنائه 5 آلاف عامل وبتكلفة بلغت 170 مليون دولار واستغرقت فترة تشييده 11 عاما.. ويتباهي الإيرانيون بهذا البرج باعتباره يعكس قصة صمودهم وقدرتهم علي تنفيذ المهام الصعبة، في ظل الحصار وبمكونات وأجهزة بناء إيرانية 100٪.. وفي موقع متميز بطهران ويتحمل الزلازل حتي معدل 9 ريختر.
ومن المعالم الشهيرة أيضا في طهران شارع "ولي عصر" الذي يعني بالفارسية "سيد الزمان" الذي يعتبر أطول شارع في طهران ويبلغ طوله 35 كيلو مترا.
وبعيدا عن طهران وعلي بعد 400 كيلو متر تقريبا تقع مدينة أصفهان.. تلك المدينة الساحرة حيث المزارات السياحية والبازارات وسط أكبر ساحة في إيران وهي ساحة"نقش جهان"و أصفهان أو أصبهان كانت العاصمة القديمة لإيران، وتقع علي نهر زاينده والذي يسمي في إيران ازاينده رودب "ورودب" تعني بالفارسية كلمة نهر.. وتعني أصفهان نصف العالم نظرا لاحتوائها علي كم هائل من التراث والأسواق الكبري المنظمة التي لم يصل إليها المستعمرون.. ومن أبرز ما يميز أصفهان المساجد الكثيرة التي تنتشر في أرجائها وتمثل نموذجا لفترات حكم مختلفة مرت بها الدولة الإيرانية، كما تضم المدينة العديد من المباني الدينية للطوائف غير الإسلامية في المدينة مثل الطائفة المسيحية والتي يشكل الأرمن غالبيتها إضافة إلي الطائفة اليهودية والتي لازال العديد من أتباعها يعيشون في المدينة حتي الآن. وأهم ما يميز أصفهان أنها تضم بعضاً من أقدم مساجد إيران ومنها المسجد الجامع، ومسجد الشاه الذي يطلق عليه حاليا مسجد الإمام.. وتتميز أصفهان بالأسواق والبازارات الخاصة بالمشغولات والحرف اليدوية، ومحلات المكسرات والحلوي التي تنفرد بها المدينة والتي يطلق عليها اسم "جز" المحشوة بالفستق الإيراني.
ومن أصفهان إلي مدينة "قم" كانت آخر زيارة لي في إيران حيث معقل الطائفة الشيعية.. وقد تصادف موعد الزيارة احتفالات الشيعة بوفاة سيدنا محمد([) والحسن في نفس الوقت وعادة ما يقوم الشيعة بإقامة الطقوس والاحتفالات بهذه المناسبة في مسجد فاطمة المعصومة بنت الإمام موسي الكاظم.. وتعتبر مدينة قم هي إحدي مدن الجمهورية الإسلامية في إيران والحوزة العلمية هناك تعتبر واحدة من أهم المراكز العلمية الدينية للشيعة بعد النجف.. وبمجرد الوصول لجامع فاطمة المعصومة شاهدت ما لم أره من قبل أناسا وشبابا يتجمعون في مجموعات كل منهم يشكلون فريقا مختلفا عن الآخر.. إلا إنهم يرتدون جميعا الملابس السوداء تعبيرا عن الحزن، ويرددون الأناشيد والترانيم الحزينة في تناغم غريب فيما بينهم وهم يضربون علي أكتافهم بأسياخ من الحديد كنوع من تعذيب النفس والمواساة علي فراق الأحباء ومن لا يحمل هذه الأسياخ يضرب بكفه علي صدره وبمجرد خروج فرقة تدخل فرقة أخري لتعيد نفس الشيء إلي أن خرجت بعد ساعة من هذا المكان لأردد داخل نفسي الحمد لله و"لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله"([).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.