الإبراهيمى يتوسط كيرى ولافروف والبحث عن مخرج للأزمة مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر جنيف 2 تبرز تساؤلات عدة عن طبيعة الدعوات إلي المؤتمر.. ومن سيحضره من المعارضة السورية ومن سيمثل النظام السوري وماهي الدول والمنظمات التي ستشارك فيه؟ وهل هناك توافق بين الراعيين الأساسيين له (روسيا وأمريكا) علي قائمة المشاركين فيه وعلي شروط المشاركة وتساؤلات أخري كثيرة. الملاحظ أنه حتي اليوم لم تحسم المعارضة موقفها حيث لاتزال مواقف بعض أطراف المعارضة السورية متضاربة ومرتبكة.. إذ يرفض بعضها الذهاب إلي جنيف 2 ويشترط بعض شخصياتها رحيل الأسد كمقدمة لأي عملية تفاوض في حين تقبل آخرون الذهاب إلي المؤتمر بوصفه أمرا واقعا حتي قبل معرفة تفاصيله. وعلي الجانب الروسي يبدو أن روسيا قد وافقت علي أن يكون وفد المعارضة موحدا تحت مظلة الائتلاف الوطني المعارض لكن الوفد قد لايضم شخصيات بارزة مثل ميشيل كيلو وبرهان غليون وحسن عبد العظيم. غير أنه من اللافت حدوث تغيرات في موقف دول الغرب من نظام الأسد من مؤتمر جنيف 2.. إذ باتت تصريحات بعض المسئولين وتسريبات تسوق مقولة أن محادثات السلام المنتظرة الشهر الحالي قد لاتؤدي إلي خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة وأن الأقلية العلوية التي ينتمي إليها ستظل طرفا أساسيا في أي حكومة انتقالية الأمر الذي سيؤثر علي حجم وطبيعة مشاركتها في مؤتمر جنيف2.. ويعزز هذا التحول في دوائر صنع القرار في الدول الغربية إلي اتساع نفوذ تنظيمي »الدولة الإسلامية في بلاد الشام« »داعش« وجبهة »النظرة« التابعين لتنظيم القاعدة خاصة بعد استيلاء عناصر من الجبهة الإسلامية في سوريا علي مستودعات الأسلحة التابعة لهيئة أركان الجيش السوري الحر وعلي معبر باب الهوي الحدودي مع تركيا. من جانبه أصدر المجلس الوطني السوري بيانا قال فيه »أنه بعد بحث الأمر من زواياه السياسية والعسكرية والإنسانية لم ير مايشجع ولم ير أجندة واضحة يمكن علي أساسها أن ينجح الاجتماع ومن ثم فإن المجلس يؤكد قراره السابق بعدم الذهاب إلي جنيف 2 بسبب الأوضاع الحالية. وقال مروان حجو عضو المجلس الوطني إنه في الأيام الأخيرة لاحظنا الموقف الروسي الذي أصبح يدعو لأن جنيف سيكون عبارة عن محاربة الإرهاب فقط ولن يكون من أجل نقل السلطة.. وأمام تخاذل المجتمع الدولي وعدم الوصول لوقف آليات القتل بحق الشعب السوري وأمام هذه الدماء البريئة لن نستطيع أن نذهب من أجل إعطاء الشرعية لهذه الأعمال. فيما أعلن عضو هيئة التنسيق الوطنية السورية صفوان عكاش أن الهيئة لن تشارك في مؤتمر جينف 2 لحل الأزمة السورية ضمن وفد تحت راية الأئتلاف مشددا علي أن اللغط الدائر حول مشاركة المعارضة السورية في المؤتمر يعود إلي عدم جاهزية الائتلاف وتحديدا الائتلاف الوطني لقوي الثورة المعارضة.. وأوضح عكاش أن مفهوم العملية السياسية المتساوية لم يكن واردا في إطار الفكر السياسي الذي تبناه الائتلاف وهو شيء جديد علي عقلية السياسية من جهة كما أنه عامل مشرذم بسبب الولاءات السياسية المختلفة لدي أعضاء الائتلاف وكتلة من جهة أخري. وبشأن إصرار الائتلاف اعتبار نفسه الممثل الوحيد للمعارضة في جنيف وموقف هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة من ذلك أكد أنه في هذه الحال سنصر علي أن نكون وفدا منفصلا.. وأوضح أن هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة تؤيد بشكل عام أن يكون هناك وفد موحد للمعارضة ولكن إذا أصروا ومعهم الأمريكان علي أنهم الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري فمن الواجب تنفيس هذا الوهم بشكل من الأشكال.. مؤكدا أن هيئة التنسيق قد أخبرت كل الجهات المعنية أنها لن تذهب إلي جنيف ضمن وفد تحت راية الائتلاف. ورغم المواقف المتضاربة للمعارضة السورية فهناك جانب من التفاؤل حول إمكانية انعقاد المؤتمر في موعده المحدد. فمن جانبه أعرب الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية عن أمله في انعقاد مؤتمر جنيف الخاص بسوريا في موعده المحدد في الثاني والعشرين من يناير المقبل وعدم تعرضه لأي محاولات تأجيل مؤكدا أن الأزمة السورية وصلت إلي أوضاع شديدة المأساوية ولا توجد مأساة شبيهة لها في القرن الحالي.. وقال العربي خلال مؤتمر صحفي عقد بالجامعة العربية لحصاد سنة 2013 إن الجميع يترقب انعقاد ذلك المؤتمر وسيتم توجيه الدعوات لعدد كبير من الدول المعنية من بينها 10دول عربية حيث سيلقي ممثلوها كلمات في الجلسة الافتتاحية بمدينة مونتيرو السويسرية ثم تبدأ المفاوضات الجادة بين ممثلي الحكومة والمعارضة السورية تحت إشراف السيد الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا.. وأعرب العربي عن اعتقاده بأن هذه المفاوضات ستستغرق وقتا طويلا مؤكدا استمرار الجامعة العربية في موقفها الثابت المتمثل في ضرورة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية لإنقاذ أكثر من ستة ملايين نازح في الداخل السوري فضلا عن مساعدة ثلاثة ملايين لاجئ بدول الجوار.. وكشف العربي أن أحمد عاصي الجربا رئيس الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية أبلغه أن المعارضة ستشارك في المؤتمر المرتقب وأنها تقوم حاليا.. بتشكيل وفدها إلي المؤتمر.. وشدد العربي علي ضرورة الإسراع بوقف سفك الدماء في سوريا منتقدا موقف مجلس الأمن الدولي الذي لم يصدر حتي الآن قرارا يقضي بوقف إطلاق النار في سوريا وهو أمر لم يحدث من قبل في الأزمات الشبيهة بالأزمة السورية رغم أن النزاع السوري هو أطول نزاع منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.