في نهاية عام لعب فيه الإعلام دورا أساسيا في التحولات السياسية التي شهدتها مصر أصدر عدد من المؤسسات الإعلامية تقييمها لوسائل الإعلام.. "آخرساعة" تقوم بنشر تقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء وجمعية حماية المشاهدين حول دور الإعلام والإعلان في عام 2013. الدكتور حسن علي رئيس قسم الإعلام بجامعة المنيا رئيس جمعية حماية المشاهدين أكد أن أداء الإعلام المصري لعب بكل وسائله وفصائله واتجاهاته دورا تحريضيا بامتياز أدي إلي حالة من فقدان الثقة في كثير من وسائل الإعلام. موضحا أن التقرير السنوي للجمعية يشير إلي أن معظم المؤسسات الصحفية المصرية وتحديدا الحزبية تهاوت في توزيعها. كما ذكر التقرير أن عمليات الشحن والتخوين والتهويل صنعت حالة من الارتباك في مؤسسات الدولة والقلق لدي المسئولين وصناع القرار. وأضاف التقرير أن الإعلام الإلكتروني أسهم بعمليات تضليل واسعة النطاق وتحولت مواقع الأحزاب والصحف وجماعات الضغط السياسي إلي منصات هدم وشتم وسب وقذف. ولفت التقرير إلي أن بعض الصحفيين تعرضوا للتصفية الجسدية حيث قتل في هذا العام 4 صحفيين مصريين وأجانب، بداية من أحداث الاتحادية وانتهاء بأحداث رابعة العدوية وصودرت بعض إعداد من بعض الصحف الدينية ذات الصبغة السياسية مثل الرحمة. وأضاف التقرير أن صحف الدستور، والمصري اليوم، والوطن، والفجر، قامت بدور سلبي في امتهان اللغة العربية والميل إلي استخدام العامية مع تزايد دورها التحريضي وكثرة الأخبار غير معلومة المصدر مع نشر موضوعات تحريضية تعمل علي نشر الكراهية ولا تساعد علي تهيئة رأي عام مستنير. ولفت التقرير إلي أنه لازال رهن الاعتقال مراسلون مصريون لقناة الجزيرة بالقاهرة وأغلقت 12 قناة دينية. وأشار التقرير إلي أن مديونيات اتحاد الإذاعة والتليفزيون ارتفعت إلي 23 مليار جنيه كما شهد هذا العام تزايد نفوذ محمد الأمين وإمبراطوريته الإعلامية، بحسب التقرير. أما من حيث الإعلانات فأكدت الجمعية أن نسبة الإعلانات في الفضائيات المصرية تخطت المعدلات المسموح بها عالميا بمراحل، ووصلت إلي 35 دقيقة في الساعة بدلا من 12 دقيقة المسموح بها عالميا مما أجبر كثيرا من المشاهدين علي التنقل بين القنوات فرارا من الإعلانات ولمتابعة مسلسل آخر مما حرمه من متعة المشاهدة، وحرم المعلن الذي أنفق أموالا طائلة من الاستفادة من الإعلانات. وأشار التقرير إلي أن القطاع الإعلاني مرآة للأوضاع الاقتصادية العالمية والإقليمية والمحلية، فأي نمو للاقتصاد ينسحب علي هذا القطاع الحساس، والعكس صحيح ، وفي الشهور الثلاث الماضية ، تأثرت السوق الإعلانية المصرية ايجابيا بشهر رمضان وهو يمثل سوقا إعلانية كبيرة في معظم الدول الإسلامية والعربية، كما تأثرت سوق الإعلانات سلبيا بما يجري في الساحة السياسية لعدم استقرار الأوضاع السياسية في البلاد إضافة إلي أجواء الاستنفار العالمي التي كانت فيها أمريكا علي مقربة من توجيه ضربة عسكرية لسوريا. كما تأثرت السوق الإعلانية دوليا بالأوضاع المالية الأمريكية الحالية، وإن لم تتأثر أوضاع السوق الإعلانية في الخليج ما عدا البحرين التي تراجع فيها السوق الإعلاني كما هو الحال في مصر. ورغم هذا فإن الإنفاق الإعلاني في العالم نما بنسبة 3.5، في العام الجاري 2013 إذ يتوقع أن يبلغ في نهاية السنة نحو 505 مليارات دولار. وينخفض هذا الرقم عن نسبة 3.9 للربع الأول من السنة، وفق توقعا Zenith Optimedia إحدي ابرز وكالات الاستشارات الإعلانية الدولية. وقد سلكت الجمعية في تقريرها الدوري حول حالة الإعلانات التليفزيونية في الربع الثالث من عام (2013 ) مسلكا آخر يختلف عن الأعوام السابقة حيث لم تقف عند حد رصد ومتابعة الإعلانات التليفزيونية المضللة في الفضائيات المصرية الحكومية والخاصة ، وإنما امتدت رؤية صناع التقرير إلي صناعة ومهنة الإعلان في مصر بكل جوانبها وما فيها من ضعف وقوة لأن الهدف ليس فقط كشف مواطن التضليل الإعلاني وفضح الخروقات المهنية وانتهاكات مواثيق الشرف في الفضائيات التليفزيونية غير المنضبطة وإنما نسعي كذلك إلي الارتقاء بمهنة الإعلان في وسائل الإعلام المصرية كلها. وعرضت الجمعية بعض ما توصلت إليه جيهان البيطار في رسالتها للحصول علي درجة الماجستير 2013 تقول: (إن 98 من الإعلانات الموجهة للشباب تحتوي علي قيم سلبية، وأن37٪ يستغل حركات المرأة ومفاتنها، وأن 8٪ منها تحتوي علي ألفاظ اعتبرتها الباحثة سوقية. وأوضح تقرير الجمعية تراجع نصيب إعلانات التليفزيون في مقابل تزايد الإنفاق علي إعلانات الإنترنت وكان دليلنا علي هذا أن أمريكا وحدها أنفقت 22 مليار دولار علي إعلانات التليفزيون ، في مقابل (71) مليار دولار أنفقتها علي إعلانات شبكة الإنترنت . مما يدل علي أن سوق إعلانات الانترنت أصبحت ثلاثة أضعاف سوق إعلانات التليفزيون وأن هذه الأرقام من شأنها زلزلة قواعد التليفزيون كوسيلة إعلانية حيث إن حجم الإنفاق يزداد إذا أدخلنا في حساباتنا عوامل التكلفة والزمن من حيث الخبرة والأجيال، فالاستثمار في تشغيل المحطات التلفزيونية لا يقارن بمصاريف تشغيل المواقع الإلكترونية. بالإضافة إلي تراجع الإنفاق الإعلاني في الصحف والمجلات المطبوعة دوليا ومصريا بشكل لافت للانتباه ترتب عليه انخفاض حاد في تمويل الصحافة المطبوعة مما هدد صحفا كبيرة وعريقة بالإغلاق لعدم قدرتها علي مواصلة تحمل نفقات إصداراتها، وفي نفس الوقت وضع هذا التراجع العديد من الناشرين التقليديين في موقف حرج نتيجة التراجع الشديد لعائدات الإعلانات علي المجلات والصحف التي انخفضت بمقدار 4 في النصف الأول لعام 2013. وارتفع حجم الإنفاق الإعلاني العربي خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 11٪ إلي 3.563 مليار دولار مقابل (3.208 مليار دولار) خلال الفترة المماثلة من عام 2012 وسجلت مصر ومملكة البحرين أكبر نسبة تراجع في قيمة الإنفاق الإعلاني في الدول العربية خلال الربع الأول من العام الحالي بتراجع بلغت نسبته 27٪ و12٪ علي التوالي. وارتفع إجمالي قيمة الإنفاق الإعلاني في دول مجلس التعاون الخليجي خلال الربع الأول من العام الحالي 2013 بنسبة 4.5٪ ليصل إلي نحو (1.14) مليار دولار مقابل نحو أربعة مليار دولار خلال الفترة المماثلة من العام الماضي . واستحوذت الإمارات علي النصيب الأكبر من حجم الإنفاق الإعلاني الخليجي بحصة تجاوزت 33٪ مقابل 29٪ للسعودية و18٪ للكويت و9.9٪ لقطر، فيما بلغت حصة عُمان من إجمالي حجم الإنفاق الإعلاني في دول الخليج 6.4٪ والبحرين .03٪. وبلغت قيمة الإنفاق الإعلاني في قطر خلال الربع الأول نحو 418.38 مليون درهم تعادل (114 مليون دولار) لتحتل المرتبة الرابعة خليجياً، ثم عُمان بإنفاق إعلاني بلغ نحو 300 مليون درهم تعادل (82 مليون دولار) بنمو بلغت نسبته 27٪. وتراجع الإنفاق الإعلاني في مملكة البحرين بنسبة 12٪ ليصل إلي نحو 73.4 مليون درهم 20 مليون دولار، مقابل 84.4 مليون درهم (23 مليون دولار) خلال الربع الأول من عام 2012. ورغم انتعاش سوق الإعلانات هذا العام فإن معظم القنوات الفضائية لم تحقق أي أرباح مادية، خاصة بعد حرب تكسير العظام والمضاربات في أسعار الإعلانات بين الوكالات الإعلانية والقنوات الفضائية حيث انخفض سعر الإعلان في عدد من القنوات إلي 1000 دولار، بالإضافة إلي نظام الباقة الإعلانية الذي اتبعه عدد من الفضائيات وكان سببا رئيسيا في تضاعف عدد الإعلانات. ونتيجة للأحداث السياسية والاضطرابات التي شهدتها مصر خلال العامين الماضيين، سجلت معظم قطاعات الدولة انخفاضا ملحوظا وواضحا في معظم أنشطتها، ومنها علي سبيل المثال لا الحصر قطاع الثقافة والإعلام، وهذا ما أكده وأظهره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في نشرته السنوية والتي صدرت مؤخرا . ومن أهم ما جاء في مؤشراتها أن هناك انخفاضا في إصدار الصحف خلال عام 2012 مقارنة باعداد الصحف الصادرة عام 2011 حيث بلغ 81 صحيفة جديدة مقابل 102 صحيفة في العام السابق بنسبة انخفاض 20.6٪. وأوضح التقرير أن عدد النسخ الموزعة للصحف محليا وخارجيا انخفض من 920.9 مليون نسخة إلي 646.6 مليون نسخة خلال نفس الفترة بنسبة انخفاض 29.8٪. وطبقا للتقرير زاد عدد ساعات الإرسال بالشبكات المسموعة في الوقت الذي انخفض فيه عدد ساعات الإرسال للقنوات المرئية، حيث بلغ عدد ساعات الإرسال بالشبكات المسموعة 177.7 ساعة عام 2012 مقابل 166.1 ساعة في العام السابق له بنسبة زيادة 7٪ في حين بلغ عدد ساعات الإرسال للقنوات المرئية 162.1 ساعة عام 2012 مقابل 193.6 ساعة عام 2011 بنسبة انخفاض 16.3٪. وأشار تقرير جهاز الإحصاء بأن عدد الكتب والكتيبات المؤلفة والمترجمة والمودعة ايداعا قانونيا بدار الكتب والوثائق القومية انخفض من 12.3 ألف كتاب وكتيب عام 2011 إلي 10.7 ألف عام 2012 بنسبة انخفاض 13 وانخفض عدد النسخ المطبوعة خلال نفس الفترة من 123 ألف نسخة إلي 107 آلاف نسخة بنسبة انخفاض 13٪.