كان من الطبيعي أن يحظي بالاهتمام ما تناوله الرئيس السيسي حول قضية الفساد وتأثيراته وتداعياته.. أمام المنتدي الأفريقي الأول لمكافحة الفساد. تحدث عما تم من اجراءات للتصدي له ومكافحته في مصر. قال ان ذلك كان ضمن ما تم اتخاذه من اجراءات في اطار برنامج الاصلاح المالي والاداري في الدولة. لا يخفي علي أحد خطورة هذا الفساد باعتباره عقبة أمام تطلعات الدولة المصرية والشعب لتحقيق التنمية. تمثل هنا التحرك وفقا لما ذكره الرئيس.. في سن وتفعيل القوانين اللازمة للقضاء علي هذه الآفة لصالح الأمال نحو المستقبل المشرق لمصر المحروسة. دعا الرئيس الي تبادل الخبرات بين الدول الأفريقية في هذا المجال باعتباره أولوية متقدمة. أشار الي أن نجاح هذه المواجهة يحتاج تكاتفاً في الجهود والتنسيق في المجالات السياسية والتشريعية والقضائية والرقابية. أوضح أن هذا الفساد خطر ينخر في عظام الدول وهو ما يحتم التوعية باخطاره. إنه أصبح من المعوقات الرئيسية في طريق التقدم وتنمية الدول. ما جاء في خطاب السيسي وبناء علي التجربة التي خاضتها وتخوضها مصر يجسد مدي الخطورة التي يمثلها هذا الفساد. ان انعكاساته وتأثيراته.. غاية في السلبية حيث تعم كل مجريات الحياة في مصر. ان التراكمات والخلل في منظومة العمل الاداري تحول الي عائق لكل فرص النهوض والتقدم..إنه وللأسف لم يستثن أي نشاط في مصر سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا. إنه توحش ليشمل كل المستويات وهو ما تبين فيما تقوم به الأجهزة الرقابية من كشف للكثير من ممارساته. هذا الفساد وتأثيراته لم يقتصرا علي تعويق مسيرة الدولة المصرية.. وإنما شمل كل ما يتعلق بشئون حياة المواطنين دون استثناء. لا معني لهذا الذي يحدث سوي أن الجميع في النهاية تحولوا ونتيجة لاتساع دائرة التورط الي ضحايا له. من المؤكد أن من أهم عوامل التصدي والمكافحة هو انتشار وتصاعد وانتشار الوعي بين الجميع. للخلاص والقضاء علي هذا الفساد. يجب ان يتسم الاداء الاداري بالحرص علي اتخاذ خطوات حاسمة وحازمة.وهو ما عمدت اليه الدولة. انها استهدفت الحد من التعامل المباشر بين العاملين في هذا الجهاز والذين يحتاجون للتعامل معهم. إن وسيلة الدولة تمثلت في اللجوء الي استخدام التكنولوجيا الرقمية المتوافرة عن طريق الانترنت. هذه التكنولوجيا أصبحت معمول بها بنجاح في كثير من الدول بالعالم. إنها حققت تسريع وانهاء الاجراءات وحرمان الفاسدين من استخدام تعاملهم في ممارسة فساد الرشاوي. لا جدال ان المسئولين عن ادارة شئون الدولة المصرية يستحقون التحية والشكر علي هذه الخطوة. هذا التقدير سوف يتعاظم ويتضاعف بعد ما تحققه الأهداف المرجوة من وراء تبنيهم لهذه الاستراتيجية المتقدمة.