لا أحد ينكر أهمية عمل الخير، لكنه أصبح عملا يحتاج إلي تنظيم، وإدارة جيدة، تهتم بالتوزيع العادل بين مصارف الزكاة والصدقات، وتوقف نزيف الفساد الذي يهدر أموال التبرعات، وقد أصبحت بمليارات الجنيهات، مما أغري الكثير من منعدي الضمير يمدون أيديهم إلي أموال الخير، خاصة مع ضعف أو إنعدام الرقابة علي هذه المؤسسات والجمعيات والمساجد والكنائس، وهذا يستدعي التفكير في منظومة موحدة يثق فيها المواطن، تتولي عمليات جمع التبرعات وتوزيعها، وتؤلف من متطوعين لعمل الخير، يفهمون في الإدارة والتوزيع، وتحاسب أمام البرلمان سنويا. كلنا يدرك أن الإسلام يدلنا علي الخير، ويشجعنا علي التكافل ومن الأحاديث الشريفة للرسول الخاتم محمد صلي الله عليه وسلم، التي تحدثت عن الخير والتكاتف، أذكر بعضا منها، »المسلم أخو المسلم ؛ لا يظلمه، ولا يُسْلِمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته،ومن فَرَّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا، فَرَّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة».وعنه صلي الله عليه وسلم »من مشي في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات »، و» الساعي علي الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو قال كالصائم لا يفطر والقائم لا يفتر»، »من كان له فضل ظهر، فليعد به علي من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد، فليعد به علي من لا زاد له»،و»مثل المومنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد؛ اذا إشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي».وقال : ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلي يا رسول الله قال إصلاح ذات البين»، و»تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الردئ لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة،وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة» أكتفي بهذا، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد. دعاء : ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا، وإليك المصير