مع اتساع المسافة بين العاصمة الأمريكيةواشنطن والعاصمة الإيرانية طهران، نلمس ونشاهد، أجواء ملبدة بسحب داكنة وخلافات متصاعدة، وتطورات عدائية متسارعة علي الجانبين، تنبئ بارتفاع حدة التصعيد بينهما وزيادة احتمالات المواجهة والصدام. فعلي الجانب الإيراني هناك تصاعد للتهديدات الصادرة عن كل أركان وأعمدة النظام وحرسه الثوري، تلوح بامكانية غلق المضايق وتعويق ومنع مرور ناقلات النفط »البترول» من الخليج إلي العالم،..، وهو ما اعتبرته واشنطن تهديدا مباشرا لأمنها. وعلي الجانب الأمريكي نجد ردا بالغ الحدة وإعلان من البيت الأبيض و»البنتاجون» وزارة الدفاع، بإرسال حاملة الطائرات »إبراهام لينكولن» ومعها العديد من القطع البحرية الأخري، وبعض المدمرات وقاذفات القنابل الثقيلة إلي منطقة الخليج، لحماية المضايق والتمركز قبالة الساحل الإيراني. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ازداد تصاعدا والتهابا، في ظل استمرار التهديدات الإيحائية، باستعدادها الفعلي لغلق المضايق، وإعلانها المتكرر بأنها لا تخشي رد الفعل الأمريكي، ولا تكترث بتحركات الأسطول الأمريكي في المنطقة. وقد دفعت هذه التصريحات الجانب الأمريكي، للإعلان بالأمس عن زيادة وتدعيم القوة الأمريكية المتجهة إلي الخليج، لمواجهة التهديدات الإيرانية، والتصدي لأي محاولة للقيام بغلق المضايق ومنع مرور ناقلات البترول. وقد دفعت هذه التطورات المتلاحقة والمتسارعة علي الجانبين، إلي خشية وقلق المتابعين والمهتمين بالشأن العام الإقليمي والدولي، من استمرار التصاعد في التوتر بينهما، وصولا إلي الصدام الفعلي المباشر،..، فهل يحدث ذلك؟! وفي حالة حدوثه.. هل هناك امكانية لحصر هذا الصدام في نطاق محدود؟... أم أن لهيب النيران المشتعلة سيمتد إلي المنطقة كلها؟!