سعادتي لا توصف وأنا أتهيأ للذهاب إلي الأوبرا بملابسي الرسمية.. أتعطر.. وأعدل من هندامي، وأنظر إلي عقارب ساعتي وكأنني علي موعد غرام.. لقد اعتدت منذ افتتاحها بمنتصف الثمانينات حضور حفلاتها المختلفة.. الغنائية، والاستعراضية، والموسيقية، والمهرجانات، والفرق العربية والأجنبية التي تنشر تراث العالم علي أرض الكنانة، وتنقل الثقافة والمعرفة بالفنون من جيل إلي جيل.. وكلنا منذ نعومة أظافرنا تعلقنا بالغناء العربي الأصيل ونجومه في الإذاعة، ثم بالتليفزيون بعد افتتاحه أوائل الستينيات، لكن أن تسمع من الراديو وتشاهد من التليفزيون شيء، وأن تحضر حفلات حية بالأوبرا شيء مختلف.. متعة ما بعدها متعة أن تستمتع أمامك بقطعة موسيقية، أو بوصلة غنائية، أو بقصيدة أو حتي »طقطوقة» أو موال، أو موشح، وأمامك مجموعة من العازفين المهرة يترجمون الأغاني الجميلة، والألحان العذبة، والأصوات الساحرة، ليعيدوا ذكرياتنا العابرة بحلوها ومرها.. وليلة الخميس الماضي استمتعت بحفلة غنائية ساهرة للفرقة القومية للموسيقي العربية بقيادة المايسترو المبدع الدكتور مصطفي حلمي، وطربت بمجموعة أغان مختارة منها العيون السود لوردة أداء أميرة سعيد، إيه انكتبلي لمحمد عبدالوهاب أداء أشرف وليد، »الحب اللي كان» لوردة أداء غادة آدم، »مداح القمر» لعبدالحليم حافظ أداء خالد عبدالغفار، محمد فوزي (مال القمر ماله) أداء بلال فوزي، غلطة واحدة هند النحاس، يا قلبي خبي أداء أحمد سعيد، ثم مفاجأة الحفلة الفنانة الموهوبة »حسناء» وهي تغني رائعة أم كلثوم »هجرتك»، تحية لرئيس دار الأوبرا المصرية الدكتور مجدي صابر علي هذه العروض المبهرة.