تتحسر سلوي بكر علي ضياع اللغة القبطية وأوراق البردي وبعض رسومات المعابد، ففي اللسان الوثني العتيق ما قد يفيد العباد ويعينهم علي ما يلاقونه من مصاعب وربما كانت به معرفة صادقة لا تبلبل أفكار الناس وتتحسر علي تغليف ذلك بغطاء الدين الذي يصدر للبسطاء أن هذه الكتب القديمة أو رسومات المعابد أو مخطوطات البردي بها تفتنهم عن الدين الصحيح ويعمل رجال السياسة والدين علي إلغاء عقل العامة بأن يلقنوهم النصوص فلايفهمونها ويخيفونهم بعذاب النار رغم أن الواقع يقول إن الناس خاصة في مناطق الحضارات القديمة لا تنسي قديمها ولا طبقات حضارتها وتاريخها فيخلطون الديانات القديمة بديانات الأوثان سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين خاصة وقت المصائب والموت. وينفطر قلبنا معها علي أوراق بردي تحمل الحكمة والمعرفة التي يحتاجها العامة في الوقيد كثيرا لطبيخنا وخبزنا ولا يكفي ما تعرضت لنهب الغزاة من الروم بل واقتادوا العارفين المطلعين إلي بلادهم وبينهم نساء حكيمات عالمات. ولا تتوقف سلوي بكر عن هوايتها بجرجرتنا إلي عوالم جديدة باستكشاف تاريخ ووقائع وهنا في كتاب شوق المستهام لأبي بكر الكزداني المعروف بابن وحشية النبطي وهو كيميائي وعالم لغوي نبطي مسلم عاش في القرن الثالث الهجري والكتاب يتناول 89 لغة قديمة وكتاباتها ومقارنتها بالعربية وقد اكتشف أن الرموز الهيروغليفية هي رموز صوتية ويقال إن شمبليون فاكك رموز حجر رشيد قد اطلع علي المخطوطة.
كنوزك يا مصر لا هي فضه ولا ذهب كنوزك مدفونة في كتب من مضي ومن ذهب