مازال هناك جدل كبير في الأوساط الفنية حول قيام بعض الممثلين بأداء أدوار صغيرة في الأعمال الدرامية المختلفة وبالطبع كثرت التساؤلات هل الدور الصغير ممكن أن يصنع ممثلا كبيرا أم أن الممثل يحتاج إلي دور كبير ليظهر فيه إمكانياته ويبرز قدراته؟ وبالرغم من أني أعتبر أنه ليس هناك دور صغير وآخر كبير.. بل هناك ممثل كبير وممثل صغير إذ إن الدور الصغير يصنع ممثلا كبيرا خاصة عندما ينجح الممثل في توظيف قدراته للإقناع وشد الانتباه.. وهذا ماعرفناه وشهدناه من ظهور ممثلين كبار قدموا أدوارا صغيرة في بداياتهم ومنهم الراحل العظيم محمد توفيق وعادل إمام الذي قدم أدوارا صغيرة لكنها مؤثرة جدا مع فؤاد المهندس وحسن يوسف ومع صلاح ذو الفقار وشادية ومع رشدي أباظة وماجدة الخطيب في نصف ساعة جواز.. وبصريح العبارة سبق وأكد هؤلاء أن كل واحد منهم لا يتردد في القيام بأدوار ثانوية لكن المهم أن تكون أدوارا مقنعة وموثرة في العمل الفني إلا أني أؤكد أن هناك أسماء ترشح دائما لأدوار هامة في الدراما نتيجة ما يحدث من تناغم وتقارب عند كل فنان يوطد علاقاته المخرجين وكتاب السيناريو والمنتجين.. ومن هنا يتضح أن المسألة أصبحت مرتبطة غالبا بالصداقات والعلاقات ولا علاقة غالبا بالحرفية والمهنية والإبداع.. فكل ممثل يسجل حضوره بقوة في الساحة وينشط في الساحة بكثرة ونتيجة هذه العلاقات يُطلب للمشاركة في مختلف الأدوار بحكم كثرة تحركه واتساع دائرة علاقاته.. ووصل الأمر إلي أن بعض كتاب السيناريو يكتبون أدوارا علي مقاس بعض الممثلين في ظل وجود من يرفض مطلقا الدور الصغير.. لأن تجربته صارت تمنعه من قبول الأدوار الشرفية.. صرت استغرب من الفنانين الذين لا يستفيدون ويقتنعون بماحدث لغيرهم.. حيث هناك أمثلة حدثت لأكبر الفنانين.. فالممثل هنا ينسي بسرعة ولايملك سوي الانتهاء إلي الصمت طالما يتجاهله المخرجون والمنتجون والكتاب بالحصول حتي علي دور شرفي.. والأمر هنا يختلف.. فالدور الصغير إنما هو بمثابة قطعة الحلويات لتحلية مرارة النسيان عندما يجد الممثل رغم عطاءاته أنه نسي بسرعة أو أنه قد ينسي في غمرة ظهور كتيبة الوجوه الجديدة.. هذه المسألة حلولها في يد المخرجين وكتاب سيناريو والمنتجين من حيث الاهتمام بالأدوار الصغيرة التي قد تصنع ممثلا كبيرا.. والاهتمام بإسناد الأدوار للكبار حتي يتذكرهم المتفرج ولا ينساهم.