غياب زعيم الكوميديا عادل إمام عن دراما رمضان هذا العام خسارة محققة، أخشي غيابًا يطول، ستتوالي الغيابات، غيابات الكبار، وغياب الكبير لا يعوض، عادل إمام لا يعوض، كله يعوض إلا غياب الزعيم. غاب عنا كثير من النجوم، وطواهم النسيان، ونحن في شغل عنهم، ولم نحافظ علي جواهر التاج، لفتنا مسلسلات الصابون، رغاوي وفقاقيع، وسنج ومطاوي، ومخدرات ومسكرات، الدراما التليفزيونية تاهت في غيابات الجب. الدراما الكوميدية الراقية، التي يقدمها عادل إمام تعوضنا، تحمل فكرة ورؤية، تحمل فنًا، دراما يقدمها الكبير بخبرة السنين، دراما تخاطب عقولا وقلوبًا، لا تغازل شهوات، ولا تسقط في هفوات الترويج للعنف والثأر والانتقام. مشكلة عادل إمام أنه قيمة في زمن قلة القيمة، كيف تهمل القامات، ويستبد بالشاشات من لا يحسنون فنًا، ولا يستبطنون قيمة، يقينا ما يحول دون الزعيم وفنه، ودفعه للتخارج من موسم الدراما الرمضانية بعد سبع سنوات متواصلة مع جمهوره العريض، صعيب علي نفسه وعلي فنه وعلي قيمته المقدرة، وأيًا كانت الخلافات يمكن تجاوزها، هذا من قبيل الحرص علي استمرارية الزعيم علي الشاشة الصغيرة. ينقصني الأسباب بالتحديد التي دفعت الزعيم للتوقف بعد بداية التصوير لمسلسله الجديد »فلانتينو »، قطع شوطًا، ولكن متي كانت الأسباب تحول دون الزعيم ومحبيه، كل الأسباب يستوجب توفيرها لاستكمال مسيرة الزعيم الفنية، ومن ذا الذي له مصلحة في غياب عادل إمام، وإذا غاب من يملأ الفراغ، عادل إمام، قيمة مصرية، عنوان مصري عريض في البيوت العربية، القوي الناعمة في تجليها وجها من وجوهها عادل إمام. وليعلم الزعيم أن هناك من ينتظر طلته الرمضانية بعد أن حرمنا من طلته السينمائية والمسرحية لأسباب، الزعيم عليه حق لنا نحن المحبين أن يصر علي استكمال مشواره الفني، وأن يتخطي العقبات بأريحية، ويعود إلي »اللوكيشن» ليبدع وينتزع الضحكة الصافية من قلوبنا المتعبة، هذا حق مستحق لجمهوره، وهناك شراكة حقيقية بين الزعيم وجمهوره، لا يمكن فضها من جانب واحد. لن أترجي أحدًا في إتاحة الشاشة لعادل إمام، عادل إمام تفتح له الشاشات واسعة، ماركة فنية مسجلة، لا تحتمل الحالة الفنية المصرية غيابات بحجم عادل إمام، هو فيه كام عادل إمام في مصر، لا أحد يملأ الفراغ إذا تقاعد الزعيم، مسيرة حافلة بالعطاء، تستأهل التضحية ليبقي النجم علي الشاشة منيرًا، رمضان من غير عادل إمام تنقصه المكسرات الفنية في زمن عزت فيه المكسرات الشامية. لن نرجو أحدًا، بل نرجوه (هو)، نرجو عادل إمام أن يصل ما انقطع، ويعود إلينا »فلانتينو»، كما تعودناه ضاحكًا في وجوهنا بعد أن عزت البسمة علينا في زمن المسوخ المتمنطقة بالسنج تذبح قيمنا بدم بارد.