»لن أعطي قطاع غزة لأبو مازن والسلطة الفلسطينية».. هكذا تحدث نتنياهو بوقاحته المعتادة عندما يتحدث عن الفلسطينيين، مضيفا ان غزة والضفة كيانان منفصلان، وأن هذا ليس بالأمر السييء بالنسبة لاسرائيل !! لم يعد هناك ما يخفيه نتنياهو في هذا السبيل. حرص اسرائيل علي الانقسام الفلسطيني هو جزء من استراتيجيتها لتحقيق أهدافها في تصفية القضية الفلسطينية، وفي منع الشعب الفلسطيني من استرداد حقه المشروع في دولته المستقلة علي حدود 67 وعاصمتها القدس.. وفقا لقرارات الشرعية الدولية التي أقرها العالم كله . حرص اسرائيل علي بقاء الانقسام الفلسطيني أمر مفهوم في إطار الجهد الذي لم يتوقف من الكيان الصهيوني لاجهاض كل محاولات إقامة السلام العادل.. لكن ماذا عن الاطراف الفلسطينية التي تساعد اسرائيل في مهمتها؟ وماذا عن الاطراف العربية التي تقوم بأدوار مشبوهة في خدمة المخططات الصهيونية؟ نتنياهو يقول ان محاولات السلطة الفلسطينية لإنهاء الانقسام تمت مواجهتها بنجاح. وان أموال قطر التي ذهبت الي »حماس» في غزة تحت حماية اسرائيل كانت لهذا الهدف : ان يستمر انفصال غزة عن الضفة !! ما يقوله نتنياهو يعرفه الجميع. ومع ذلك ما زالت كل جهود المصالحة الوطنية تصطدم بالمصالح الخاصة والتوجهات الكارثية لمن لا يدركون أنهم أصبحوا جزءا من مخطط تصفية القضية الفلسطينية بعد ان كانوا جزءا من المقاومة من أجل التحرر والاستقلال. لا أموال قطر ولا أموال الدنيا كلها يمكن ان تجعل شعب فلسطين ينسي وطنه، أو يرضي بإمارة إسلامية في غزة، أو »جيتو» فلسطيني في الضفة . الأيام القادمة أصعب. وشرط النجاة الاول أن يزيح شعب فلسطين من طريقه كل من قسم صفوفه وخان شهداءه، وانتظر الخلاصة علي أيدي الأعداء. أو بأموالهم المسمومة !!