لابد من تنقية التراث العربي، وإزالة ماعلق ببعض كبار المفكرين من ظلم بلا مبرر، مما جعل بعضهم يحرق كتبه، بعد أن اتُّهم بالزندقة. وهو »أبوحيان التوحيدي» أحد أعلام القرن الثالث الهجري. وقيل إن سبب تسميته بالتوحيدي أنه كان من رجال المعتزلة الذين كانوا يسمون أنفسهم بأهل التوحيد.. كان أبوحيان ملء السمع والبصر لما يمتلكه من علم وفقه في أمور الدين، لأنه كان أيضاً صوفياً ويقول الرواة.. إنه أحرق كتبه لأنه كان يري أنه لم يتحقق له ماكان ينشده من مجد وثراء. ويقول الدكتور جمال الرمادي عنه في كتابه »شخصيات مشهورة ومغمورة». »واتهم الكاتب اللغوي الأديب ابن فارس المتوفي في القرن الرابع أبا حيان التوحيدي بالزندقة فقال: كان أبوحيان قليل الدين والورع عن القذف والمجاهرة بالبهتان».. وهذا القول ينقصه الدليل، فأبو حيان التوحيدي كان متصوفاً يذوب وجداً وعشقاً.. ويسيل رقة وحباً: وهو القائل: إن كل حي مصيره إلي الفناء إلا الخالق.. وقال: اللهم خذ بأيدينا فقد عثرنا، واستر علينا فقد أعورنا، وارزقنا الألفة التي تصنع القلوب، وتنقي الجيوب، حتي نعيش في هذه الدار مصطلحين علي خير، مؤثرين للتقوي عاملين بشرائط الدين، آخذين بأطراف المروءة.. آنفين بملابسة ما يقدح في ذات البين.. متزودين للعاقبة التي لابد من الشخوص إليها.. ولا محيدة عن الاطلاع عليها.. إنك تؤتي من تشاء ما تشاء». ومن أقواله: »حرام علي قلب استنار بنور الله أن يفكر في غير عظمة الله، حرام علي لسان تعود ذكر الله أن يذكر غير الله.. إلخ» هل يمكن أن يقول ذلك زنديق!! و.. ما أكثر من ظلمهم الرواة في تراثنا العربي. من أقوالهم: لاتقربوا النيل إن لم تعملوا عملا فماؤه العذب لم يخلق لكسلان الشاعر إسماعيل صبري