عند أبوابها تحطم الغرور الاسرائيلي ودمرت أحلام الجيش الذي أدعي أنه لا يقهر وكذب الواقع أبواق الدعاية الكاذبة وادعاءات رئيسة وزراء العدو جولدا مائير إبان حرب 1973 عندما توهمت أنها ألتقطت الصورة من الزيتية في قلب السويس ولكن كان صمود أهالي السويس ومعهم الجيش ورجال المقاومة الشعبية أكبر رد علي ذلك في ملحمة التاريخ سيذكرها بحروف من نور. 45 عاما تمر بعد غد علي معركة السويس والغريب والزيتية والاربعين تلك المناطق التي شهدت أقوي صور البطولة وقهر دبابات العدو التي حاولت دخول المدينة الباسلة ولكنها أبدا لم تستطع وكان الرجال بصدورهم قبل مدافعهم الحصن الحصين في الحفاظ عليها وكشف زيف الادعاءات الاسرائيلية والتاريخ يقول إن العدو حاول بعد تمهيد نيراني مكثف وقذف عنيف من الطائرات اقتحام المداخل في عدة اتجاهات بدباباته ومجنزراته الثقيلة وهو متأكد أن المسألة نزهة سيحقق فيها الانتصار الدعائي المطلوب لاثبات قدرته ولم يخطر بباله أن نهايته ستأتي علي أبواب مدينة الصمود السويس. عند الفجر حاول دخول قسم الاربعين فاستبسل من فيه من ضباط وجنود الشرطة ورجال القوات المسلحة الباقين في المدينة ورجال الدفاع الشعبي ودمروا كل دباباته التي تجاسرت وحاولت دخول المبني وبعد مقاومة شرسة كانت جثث جنوده وضباطه تملأ المنطقة أمام القسم الذي صار بعد ذلك رمزا للمقاومة، فقد ظن العدو أن جيشا كان يحاربه وهو لا يدرك أنهم مجموعة من الرجال ثبتهم الله علي الحق فحققوا المعجزة والانتصار. كان هذا هو الموقف في كل احياء السويس في الغريب والزيتية وفي كل شارع حاولوا الدخول منه إلي قلب المدينة دون جدوي ليصحو العالم في اليوم الثاني ليكتشف الجميع ان السويس لم تسقط وأنها حققت انتصارا ساحقا علي العدو والشاهد علي ذلك عشرات الدبابات والمجنزرات المدمرة وعشرات الجثث المشوهة بفعل قوة نيران المقاومة الباسلة من كل فرد علي أرض السويس. بطولات رائعة سطرها كل جندي ورجل وصبي داخل السويس - رغم الحصار الخانق في كل اتجاه ونقص الامدادات - صحيح البعض منه رواه الابطال انفسهم ممن خاضوا المعارك وسطروا ملاحم النصر وسجلتها العدسات والافلام التسجيلية وبعضها خرج إلي النور في كتابات المراسلين العسكريين ممن عاصروا المعارك وشاهدوها رأي العين ومنهم الكاتب الكبير الراحل جمال الغيطاني الذي كانت روايته حكايات الغريب واحدة من تلك الذكريات التي تحكي ملاحم البطولة. ولكن معركة السويس لازالت تحتاج إلي المزيد والمزيد إنها أكبر شاهد علي الانتصار وكسر شوكة جيش اسرائيل بل اعتراف صريح بأن مصر حققت بعد العبور العظيم المعجزة ومعارك الدبابات الكبري في سيناء أعظم انتصاراتها عندما أدعي العدو أنه عبر للضفة الشرقية واستولي علي السويس فإذا به يصحو علي هزيمة ساحقة بانتصارها المدوي بداية يوم 24 أكتوبر 1973 حتي زال الحصار عنها فكل يوم كان أشبه بالكارثة علي اسرائيل وجيشها المهزوم. بطولات أهل السويس ورجال المقاومة الشعبية تحتاج إلي أن تخرج إلي النور ولا أدري لماذا لا يقوم ادباؤنا الافاضل بكتابة رواياتهم من أصل الواقع بمعرفة ماذا تم في معركة السويس يوم 24 أكتوبر، لقد سطر الاهالي والجنود ملحمة بطولة تتحاكي عنها الاجيال ولكي يجب أن تخرج تلك البطولات للنور وقطعا كل التفاصيل بالكامل دونتها القوات المسلحة في صحفها وتاريخها بدقة بل ورواها الاهالي أنفسهم وبقي بعضها قصصا تحتاج لتأريخ سينمائي. ما أحوجنا أن يخرج تاريخنا إلي النور ما أحوجنا أن تكون هناك أفلام وروايات تحكي قصص بطولة شعب السويس قبل ان تنساها الاجيال.