إحدي أهم النقاط في البيان المهم الصادر عن الأزهر الشريف بشأن ظاهرة التحرش، أنه لم يقتصر فقط علي إدانة الجريمة ومن يرتكبونها، ولكن إدانته امتدت إلي كل »المتنطعين» الذين يحاولون تبرير الجريمة أو التخفيف من وطأتها.. أو حتي استغلالها لتحقيق أغراض دنيئة علي حساب كرامة الانسان ومصلحة الوطن!! بعض »المتنطعين» لم يتوقفوا عن الحديث التافه بأن ملابس بعض السيدات والفتيات قد تكون سبب التحرش، وهم يعلمون جيدا أن ما يقولونه مجرد إفتراء لكنهم يريدون ان يكون »التحرش» إحدي وسائلهم للترويج بأن »النقاب هو الحل» وأن استعباد المرأة هو الوضع الطبيعي، وأن أصل المسألة أن المرأة ليست أكثر من »عورة» يجب سترها.. إلي آخر الأكاذيب التي يروجها دعاة التخلف وتجار الدين الذين يواصلون الإساءة للدين الحنيف الذي كرم المرأة ومنحها كل حقوقها في وقت كانت الدنيا تغرق في ظلام الجاهلية التي مازال خفافيش الظلام يحلمون بإعادتها!! والبعض الآخر من »المتنطعين» هم حصيلة سنوات الانحطاط التي أنبتت بشرا مقهورين، يتصورون أن رجولتهم لا تتحقق إلا بإنكار حقوق المرأة، حتي ولو كانت هي التي تعمل وتشقي وتعول، ليتفرغ »المتنطع» لمزاجه معتبراً أن قهر المرأة هو الرد علي قهره هو، وأن الإساءة للمرأة هي مصدر اعتزاز لرجل مقهور!! وربما كان الأسوأ بين »المتنطعين» هو هذا العنف الذي يحب ان يبدو رجلا سويا، فاهما للدين، وحاملا من العلم ما يؤهله ليتعامل مع قضايا العصر بكل واع وفكر راشد.. لكنه في الحقيقة يحمل في داخله كل ما يناقض هذا المظهر الايجابي، ولو خلعت عنه هذه القشرة الخارجية لوجدت كائنا متخلفا يخدع نفسه قبل ان يخدع الآخرين. لا يدهشني ان يتبجح »متحرش» فيظهر في وسائل التواصل الاجتماعي متباهيا بجريمته المنحطة. لكن ما يدهش بالفعل أن تجد هذا الحجم من »التنطع» الذي يصل عند بعض »المتحايلين بالقانون» لحد التفاخر بالتهديد بحبس الضحايا لأنهم فضحوا انحطاط »المتحرشين»!! هذا الوباء ينبغي أن يختفي شجاعة فتياتنا وهن يكشفن انحطاط المتحرشين ينبغي ان تكون محل احترام المجتمع كله. بيان الأزهر الشريف الرائع بشأن هذه القضية ينبغي ان يكون باعثا لمؤسسات عديدة بأن تتحرك. احترام المرأة ليس من الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها. تفعيلالقانون لا ينبغي ان يقتصر علي معاقبة »المتحرش».. المتنطعون شركاء في الجريمة لا ينبغي ان يفلتوا من الحساب.