أتابع منذ سنوات ما ينشر في وسائل الإعلام عن سيارة مصرية الصنع ورخيصة الثمن. هناك حديث جاد عن ثلاثة أنواع من السيارات يمكن أن تكون بديلة للتوك توك. وتوفر الملايين من العملات الصعبة التي ندفعها لاستيراده سنوياً. السيارة الأولي من تصميم علماء الأكاديمية البحرية، وهي سيارة ذات أربعة أبواب، وزجاج كهربائي، وفتحة سقف، وإشارات، ومرايا، وأحزمة أمان. تم تصنيعها في الهيئة العربية للتصنيع، وتشكلت لجنة لاعتمادها من الهيئة العامة للتنمية الصناعية، وهيئة المواصفات والجودة، والإدارة العامة للمرور، وقسم هندسة السيارات بكلية الهندسة. لكن المشروع توقف لاعتراض إدارة المرور. المشروع الثاني لسيارة صممها شاب اسمه أحمد سعيد، ويمكنها أن تحمل ستة أفراد، ونسبة تصنيعها تبلغ 90 %، ولها موتور 300 سي سي. أما سعرها فيبدأ من ثلاثين ألف جنيه، أي أقل من سعر التوك توك. وهذا المشروع أيضاً ينتظر الترخيص له. المشروع الثالث يسمي سيارة مايسترو، وصاحب الملكية الفكرية له هو علاء خلف، وتم تصنيع السيارة في مصنع الطائرات بالهيئة العربية للتصنيع، ومكوناتها مصرية أيضاً بنسبة 90 %، وبها جميع الكماليات، وتستهلك ثلاثة لترات ونصف اللتر بنزيناً في كل مائة كيلو، وتتسع لخمسة أفراد، وتصل سرعتها لستين كيلو في الساعة. غير أنها أيضاً لم تعتمد من الإدارة العامة للمرور. ولا بد أن نشكر الإدارة العامة للمرور لحرصها علي سمعة المنتج المصري، وسلامة المواطن المصري، لكني أسألها، وأرجو أن تعذر جهلي، هل حصل التوك توك علي اعتمادكم ؟ وهل هو أكثر أمناً من هذه السيارات؟ ولماذا الصمت علي عدم ترخيص معظم التكاتك ؟ ولماذا الصمت علي أن يقوده أطفال ؟ ولماذا الصبر علي قيادته بدون ترخيص ؟ لقد خبط توك توك سيارتي منذ أسبوعين، وحين نزلت لمشاهدة ما أصاب السيارة فوجئت بأن السائق طفل مبتور اليد. هل يمكن أن يكون قائد أية مركبة في الدنيا مبتور اليد ؟ علي أية حال، أرجو من الجهات الثلاث الراغبة في تصنيع أول سيارة مصرية توحيد جهودهم، والاستعانة بخبراء من كليات الهندسة، وشركات تصنيع السيارات، لحل المشاكل التي تبني عليها إدارة المرور رفضها، كما أرجو أن تتبني وزارة الصناعة ووزارة الإنتاج الحربي مشروع إنتاج سيارة مصرية شعبية، حتي يصير حقيقة. فمصر بحاجة للعملة الصعبة التي نستورد بها التوك توك.