السفير محمد صبيح فيما تنتظر إسرائيل وثيقة أمريكية تتضمن النقاط الرئيسية لاستئناف المفاوضات، والتي يبدو أنها ستشكل صيغة حل وسط بالنسبة الي إسرائيل لتنتقل إلي المفاوضات المباشرة.. اعتبرت مصادر اسرائيلية أن النقاط التي تتم بلورتها في هذه الوثيقة تتلاءم مع السياسة الإسرائيلية القاضية بأن لا شروط مسبقة لاستئناف المفاوضات.. وبات السيناريو المتوقع الآن بحسب صحيفة معاريف أن إسرائيل لن تعلن علي الملأ رفضها بيان الرباعية ولن يعقب أركان حكومتها عليه، وذلك بعد أن تم التوصل إلي تفاهمات علي ذلك مع الولاياتالمتحدة تقضي بأن تصدر الأخيرة بياناً آخر لا يتضمن العناصر التي تعتبرها إسرائيل إشكالية في بيان »الرباعية«. وتمت صياغة البيان علي شكل دعوة ترسل إلي إسرائيل والسلطة الفلسطينية تحدد شروط بدء المفاوضات وشكل إدارتها .. هذا السيناريو الإسرائيلي وقضايا أخري كانت محور حوارنا مع السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين والذي قال أن الجامعة العربية تتحرك من جانبها مع الأطراف ذات الصلة من أجل الذهاب إلي مفاوضات جادة تضيف لعملية السلام وليس مفاوضات علاقات عامة. لكن وسط هذا الوضع الدولي كيف تنظرون الي الدعوات والمناشدات التي وجهها عدد من المسؤولين الأمريكيين الي الدول العربية للقيام بخطوات تطبيعية لإثبات حسن النيّة تجاه اسرائيل التي تواصل الاستيطان؟ هذا الكلام مرفوض ولن يفضي لأي نتيجة، والموقف العربي يقوم علي مبادرة السلام العربية وعلي يد عربية ممدودة بالسلام الحقيقي، وليس للتلاعب في عملية السلام، فهل يعقل أن يقدم العرب علي خطوات تطبيعية لتشجيع إسرائيل ومكافأتها علي تهويد القدس وزيادة الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري وحصار غزة، وهل من المناسب تقديم مكافآت للعدوان وحمايته؟.. العرب لن يقبلوا بأي تنازلات في الاستيطان، وإذا لم يكن الموقف الأمريكي متماسكا فسيكون لذلك أثر سلبي علي عملية السلام برمتها، كما أن الجامعة العربية لم تستلم أية رسائل من هذا النوع لكن هناك اتصالات أمريكية مع عدد من الدول العربية كانت تطالب بتقديم حسن نوايا أمام نوايا عدوانية.. وهو أمر لا يستقيم ولا يتوازن، وقد سبق وجربنا هذا الأسلوب، وقوبلنا بتلاعب اسرائيلي ولعلنا نذكر ما قدمناه في مؤتمر أنابوليس للسلام ، لكننا اصطدمنا بجدار الاستيطان والرفض الاسرائيلي وقد كان موقف جامعة الدول العربية والمسؤولين واضحا وقاطعا وفوريا وفي وقتها حيث تم ابلاغ المسؤولين الأمريكيين بالرفض العربي لاتخاذ خطوات تطبيعية مجانية للمحتل. ماذا عن إقامة دولة فلسطينية منزوعة السيادة وإمكانية خضوع بعض مناطق القدس القديمة للسلطة الفلسطينية في مقابل تنازلات في الضفة الغربية وهو ما تطرحه إسرائيل علي الساحة مؤخرا؟ القدسالشرقية جزء من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967 وهي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية، والجامعة العربية والدول العربية والإسلامية تتابع عن كثب الانتهاكات الخطيرة في المدينة المقدسة والمسجد الأقصي المبارك، وعلي إسرائيل ألا تنسي عواقب عدوانها وسياساتها الوحشية هذه علي الأمن والسلام الدوليين، خاصة أن الهجمة علي الحرم القدسي بدأت تأخذ منحي خطيرا ولدينا معلومات مؤكدة بأن هناك عصابات إسرائيلية بدأت في إجراء محاولات للاستيلاء علي أراض فلسطينية في القدس والضفة الغربية وأخري تابعة للاجئين منذ عام 1948 من خلال تزوير أوراق رسمية تزعم أنهم اشتروا هذه الأراضي من الفلسطينيين علما بأن أغلب الفلسطينيين الذين زعموا أنهم باعوا لهم هذه الأراضي قد ماتوا منذ زمن بعيد، وكل هذه المحاولات الإجرامية تضاف إلي جرائم الاستيلاء في إطار المخطط الإسرائيلي للسيطرة علي الأراضي الفلسطينية. وكيف تري التلميحات الاسرائيلية بتسليم المهام الإنسانية في قطاع غزة إلي مصر؟ - استبعد قبول مصر بتسلم المهام الإنسانية في قطاع غزة.. لأن هذا فيه نفض يد إسرائيل من المسئوليات المنوطة بها كدولة احتلال من تقديم الأمن والرعاية وتوفير الحاجات الأساسية للسكان الموجودين علي الأراضي ا لتي في قطاع غزة والضفة الغربيةوالقدس، بموجب اتفاقية (جنيف الرابعة) التي وقعت عليها. واتفاقية جينيف الرابعة هي اتفاقية لحماية حقوق المدنيين خلال فترات الحرب، أبرمت الاتفاقية في الثاني عشر من شهر أغسطس من عام 1949م، ووقعت إسرائيل عليها. إذا قامت مصر بهذه الخطوة فستكون قد ساهمت في تفتيت الأراضي الفلسطينية.. وساهمت في تكريس انفصال غزة عن الأراضي الفلسطينية، وبالتالي تضيع القضية برمتها.. وهذا ما يريده الاحتلال ويسعي بقوة إلي تنفيذه عبر هذا السيناريو اللئيم. أري أن القيادة المصرية مدركة تماما لهذا التصور الإسرائيلي اللئيم الذي يريد تفتيت الأراضي الفلسطينية.. وبالتالي لن تقبل مصر مطلقا لعب هذا الدور الذي يهدد أمنها القومي باعتبار أن وجود دولة فلسطينية علي الحدود المصرية الشرقية، واحد من أهم ضرورات الأمن القومي المصري، وواحد من القضايا الوجودية للفلسطينيين أيضا..