حتي هي نفسها فوجئت بالفوز بجائزة أفضل ممثلة بمهرجان دبي السينمائي، عن دورها في فيلم (زهرة الصبار) للمخرجة هالة القوصي.. فوجئت منحة البطراوي بالجائزة، وفوجئ الكثيرون أيضا.. ربما لأنها أول بطولة سينمائية لها، هي من قدمت العديد من الأدوار المساعدة في أفلام يوسف شاهين ويسري نصر الله ومحمد خان (المهاجر، إسكندرية كمان وكمان، سرقات صيفية، جنينة الأسماك، مرسيدس، احكي يا شهرزاد).. وربما لأن الجوائز والمسابقات والبطولة والنجومية والأضواء، لم تشغل بالها يوما، هي من تمارس الفن طوال حياتها (كهواية) تفعل ما تريد، وتختار بعناية ما يوافق قناعاتها ورؤيتها الفنية، بعيدا عن التجارية والاستهلاكية.. كانت دائما قليلة العمل (12 فيلما سينمائيا) لا تعمل إلا مع مخرجين يشبهونها في علاقتها ورؤيتها للفن، حيث الجدية والتجربة السينمائية المختلفة.. ولعلها ليست صدفة أن تكون منحة البطراوي هي دائما داعمة للتجارب الأولي للمبدعين.. شاركت في أول أفلام يسري نصر الله (سرقات صيفية) وأول أفلام أحمد عبد الله (ديكور) وأول أفلام هالة القوصي (زهرة الصبار).. وهي أيضا إحدي مؤسسات تيار المسرح المستقل في مصر، قامت بتنظيم المهرجان المسرحي الأول للفرق المستقلة 1990... منحة البطراوي أكثر من مجرد ممثلة حصلت علي جائزة، وأكثر من مجرد دور جيد في فيلم جيد.. هي حالة فنية ممتدة طوال حياتها.. ناقدة مسرحية وصحفية بجريدة الأهرام، مترجمة عن الفرنسية للعديد من الأعمال المسرحية والأدبية، وعضو فرقة مسرحية تجولت في كثير من البلدان الأوربية، وتلقت دورات تدريبية في التمثيل وتكوين الممثل.. وهي أيضا مخرجة مسرحية، قدمت مسرحية واحدة (أمنا الغولة).. وفي كل هذه الأنشطة، تنحاز إلي الجديد والمختلف، تنحاز إلي التجريب، وإلي روح الهواية لا الاحتراف.