مع مرور الوقت يبدو الكيان الأمريكي في بعده السياسي بوجه خاص رافضا التعايش السلمي مع المسلمين والعرب المسلمين بوجه خاص حيث عبر هذا الأحمق المسمي ترامب عن أقصي درجات الإقصاء والإلغاء للمسلمين برمتهم من دائرة الاهتمام والتأثير فجاء قراره بنقل سفارته إلي القدس.. ورغم شناعة و سفاهة الموقف الأمريكي تجاه القدس إلا أن ترامب بخطوته هذه نفض الغبار عن قضية المسلمين الأولي (القضية الفلسطينية) وزود قاطرتها بالوقود و أعادها بقوة لدائرة الاهتمام الواسع وإلي الأبد ربما.. فاليوم هذا القرار الأحمق قسم العالم إلي فسطاطين (مع أو ضد) دون لبس أو غموض..و أبان أن هذا الملف هو ملف الشعوب العربية والمسلمة بالدرجة الأولي وأنها لن تتخلي أبدا عن فلسطين أرضا وشعبا..وعاقبة الأمر بإذن الله مهما طال الزمن أو قصر بالنسبة لهذا الشأن هو التحرير الجذري الكامل لأرض فلسطين حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في هذا السياق المنتظر: (حتي يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله).. لكن السؤال هل يتحقق وعد الله بالاكتفاء بالدعاء و الشعارات والاستمرار في تراشق التهم وتصفية حساباتنا فيما بيننا كما هو حادث الآن في ردود أفعالنا علي هذا القرار..والحقيقة أن وعد الله حتي يتحقق يحتاج إلي تحضير وأفعال كثيرة.. أو كما نقول بالبلدي (اسعَ يا عبد و أنا أسعي معاك).. وعد لن يتحقق إلا مع العودة إلي الأخذ بالأسباب التي أهملناها وما أكثر ما أهملناه..وعد لن يتحقق إلا بالإعداد والجهاد والمقصود بالجهاد هنا لن يكون بالسلاح ابتداء بل بالعقل ابتداء و السلاح انتهاء..العقل (العلم و التنمية البشرية) يأتي بالاقتصاد (القوي) والاقتصاد يأتي بالسلاح (المتقدم الفعال) والسلاح يأتي بالمفاوضات (عن قوة) والتحالفات التي تأتي ببعض الحقوق وباقي الحقوق تأتي بالدم!